في أسوان.. بيوت غارقة في المياه الجوفية تنتظر تدخل الحكومة
كتب- محمد مهدي:
تصوير- حسام دياب:
"الشتاء قادم" تبدو علامات القلق على وجوه أهالي قرية سلوا البحرية في محافظة أسوان حينما يهتف بها أحدهم، لأن ذلك يعني ماسأة يواجهها عدد من الأسر لغرق بيوتهم في المياة الجوفية والصرف الصحي.. مصراوي عايش تلك الأزمة في طرقات وبيوت القرية الصغيرة واستمع إلى شكوى الأهالي وحلول تنتظر تدخل المسؤولين بالمحافظة ووزارة الصحة والسكان.
لم تجد السيدة هدى حسن مفرًا من اللجوء إلى تأجير منزل آخر بعد غرق بيتها في المياه الجوفية "بيتي وقع واشتكيت أكتر من مرة، والمسؤولين بصوا على البيت بس مفيش حاجة حصلت" اضطرت إلى الاستمرار مع الوضع السيء لسنوات قبل أن يسقط عدد من الجدران "الحياة بقيت مستحيلة فقولنا لازم نعزل".
لأنها لا تملك الكثير "والمعاش بتاع الشؤون 300 جنيه" طلبت من جيرانها الانتقال إلى بيتهم المجاور لها "عشان الأسعار هناك على القد، مقدرش أروح مكان تاني" لذلك لم تنتهِ معاناتها، ظلت الرائحة الكريهة للمياه تصل إليهم "ومع الوقت المايه وصلت للبيت الجديد، وزي ما انت شايف مغرقة الدنيا" لم يتدخل أحد لمساعدتهم غير أن الوحدة المحلية تُرسل من آن إلى آخر سيارة "الشفط" لسحب المياة من محيطهم "لو غابت يومين تلاتة بتبقى حالتنا صعبة".
على بُعد أمتار منها، يقبع "حسن" في بيت جدرانه مُهدمة وأرضيته مُغطاه برماد أسود "بنرشه في البيت عشان ينشف المايه ونعرف نمشي، ومش مُكلف" يعيش في المكان منذ سنوات، كانت المياة تطفح في الشتاء لكن بنسبة قليلة "بقالها كام سنة بتبهدلنا" في الظلام يخشى أطفاله الخروج من البيت "عشان محدش يقع في المايه ومحدش يدرى بيه" خاصة أن عُمق المياه يصل أحيانًا إلى 3 أمتار.
حين تقدم الأهالي بشكاوى إلى المحافظة "قالوا إنهم هيعملوا مواسير صرف، وبعد وقت قالوا كفاية عربية الشفط" حضر إلى المكان رجال قاموا بعمل مقايسات وتحديد موضع محطة الصرف ثم اختفوا، لم يظهروا بعد ذلك، مكمن الأزمة في أضرار تلك المياة على صحتهم "لأنهم بيلم حشرات وتعابين والواحد بيخاف على عياله".
عم أحمد، أحد كبار السن في قرية سلوا، بيته يسع زوجته وابنته وزوجها وأطفالهما "بقينا عايشين في نُص البيت بس، عشان النُص التاني متبهدل من المايه" كما يلجأوا إلى وضع حجارة داخل وأمام البيت "عشان العيال يعرفوا يعدوا للناحية التانية ويطلعوا يروحوا مدارسهم" يتحدث الرجل بحزن عن ما آل إليه حال المكان.
ما يُزعج ابنته الثلاثينية هو البيت الملتصق بمنزلهم "بيت مهجور وغرقان بالمايه وبيجلنا منه عقارب ومصايب" حين تحضر عربة سحب المياه ترفض الدخول إليها، تكتفي فقط بالبيوت المأهولة بالسكان "فحتى لو مشكلة المايه اتحلت مؤقتًا، احنا في عذاب سبب البيت اللي جنبنا" يتمنوا سرعة التدخل من المحافظة حتى يتخلصوا من تلك المعاناة.
في الجهة المقابلة من الطريق، منطقة جبلية، يقطن بها العشرات من الأهالي، هناك جزء كبير من المكان تحول إلى ما يشبه البحيرة الصغيرة، يمنع الأهالي أولادهم من الذهاب في تلك الناحية "احنا بقى متوصلناش أي مساعدة" يقوم الناس بأنفسهم بمحاولة إزاحة المياه قدر إمكانهم، ولا يتوقفون عن إرسال الشكاوى.
لا يختلف معهم عبدالباسط محمد عبدالباسط، رئيس الوحدة المحلية بالقرية "فيه مشكلة فعلًا، وبنحاول نحلها" قامت الوحدة بحفر 6 آبار جوفية من أجل سحب المياة من المنطقة "بتتعطل كل يوم ومش شغالة كويسة" تقدم بطلب من أجل تنفيذ محطة رفع "واتعمل فعلًا مقايسات من شركة المقاولون العرب" ثم تقدم منذ أيام بمذكرة إلى النائب أحمد سعد "عشان يعرضها على وزير الإسكان" لوضعها ضمن خطة الوزارة لعمليات الصرف الصحي بالمحافظة.
ويرجع رئيس الوحدة المحلية سبب انتشار المياة الجوفية لوقوع تلك المنطقة من القرية في منخفض، مما يجعلها عرضة للغرق "وجبنا لجنة ثلاثية قبل كدا من المحافظة" منحوا بعض الأسر نحو 25 ألف جنيه "بس طبعًا دي متعملش حاجة الحقيقة" سيبقى الوضع على ما هو عليه لحين البت في تنفيذ محطة الصرف "هي هتكلف 5 مليون جنيه" يمكن للأهالي توفير جزء من المبلغ المطلوب "اتكلمت معاهم ونقدر نجمع 40 % من المبلغ بس الحكومة تبدأ وإحنا معاهم".
فيديو قد يعجبك: