إعلان

البحث عن كتب الدراسة.. المضطر يروح سور الأزبكية.. والسر "الأسعار رخيصة"

08:51 م الأحد 20 يناير 2019

مهرجان سور الازبكية للكتب

كتبت-دعاء الفولي:

كانت الأغاني الوطنية تنبعث من إحدى المحلات الصغيرة بسور الأزبكية، ازدحام المواطنين يزداد على المعرض الكائن في منطقة العتبة، فيما يطوف يوسف طارق وصديقه محمد أحمد بحثا عما يريدان، لم يكن مبتغاهما الروايات أو التثقيف، بل شراء الكتب الدراسية التي تنقصهما قبل ساعات من امتحانات منتصف العام.

يدرس يوسف ومحمد في الصف الأول الثانوي "بس كتب الوزارة مش متاحة فلما شفنا الإيفنت بتاع المعرض هنا قلنا نيجي نشوفها". عبر موقع فيسبوك علم يوسف بانفصال بائعي العتبة عن معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يُقام بالتجمع الخامس خلال أيام، استغل الشاب الفرصة لشراء كتاب الرياضيات، الفيزياء والكيمياء.

أكثر من ساعة ونصف استغرقها الصديقان لسؤال الباعة "كتب الفيزيا والكيميا مش متوفرة بس لقينا الرياضة"، يقول محمد بينما يُمسك بحقيبة تحمل 7 كتب لأصدقائهم الآخرين. يعتمد الطالبان طوال العام على المراجع والكتب الخارجية "بس لازم نبص في كتاب الوزارة عشان نفهم شكل الامتحان"، وبسبب قلة النُسخ المتوفرة في المدرسة اضطرا لزيارة السور.

صورة   1

على العكس، كان هدف ناهد كريم الكتب الخارجية، فتلك هي المرة الأولى لها داخل سور الأزبكية.

كانت هايدي ابنة ناهد تتفحص أحد الكتب باهتمام، فيما دأبت الأم على سؤال البائع عن كتب الصف الثالث الابتدائي "لحد دلوقتي مش لاقية كل اللي محتاجاه"، إلا أن قلة الأسعار داخل السور مقارنة بالخارج دفعتها للاستمرار في البحث، وشراء قصص الأطفال بالتوازي.

"الكتب هنا اسعارها بين تلاتين لخمسة وتلاتين جنيه في حين إنها برة بسبعين جنيه وأزيد" يحكي عماد بيومي، أحد بائعي السور. في منتصف يناير الجاري بدأ سور الأزبكية في استقبال المواطنين، على أن يستمر إلى منتصف فبراير، ورغم وجود المكان طوال العام، إلا أن ذلك الموسم فرصة أكبر للبائعين لعرض بضاعتهم، ورغم عدم انضمامهم ذلك العام لمعرض الكتاب "بس احنا حاسين إن هنا أفضل بكتير".

يُفند عماد ذلك قائلا "الناس عارفة طريقنا هنا واحنا أقرب لها ومش بنحتاج ندفع فلوس زيادة عشان نروح". كما أن وجود موسم الامتحانات يفتح الباب لمحلات الكتب الدراسية في السور لتعمل بشكل أكبر، إلا أنه لا يتوفر لديهم جميع الكتب "احنا بنشتري بالطن من المطابع بس لو الوزارة بطلت تطبع كتاب معين مش بنعرف نجيبه تاني" يقول عماد، مضيفا "ولما الضغط بيزيد كمان علينا الكتب بتقل زي ما هو حاصل في كتب أولى ثانوي عشان امتحاناتهم شغالة دلوقتي".

صورة   2

أمام فرشة أخرى، كانت حسناء علي تُفاصل البائع في ثمن كتاب المدرسة للصف الأول الثانوي "انت ليه مش راضي تديهولي بخمستاشر؟"، تسأل الأم، فيما يُصر الآخر على 20 جنيها. لا تهتم السيدة الأربعينية بمواسم الكتب عموما "روحت معرض الكتاب ده مرة زمان"، لكن عندما سمعت من أولياء أمور آخرين منذ عدة أيام عن توفر كتب الوزارة في السور "قلت احنا محتاجين فلازم آجي حتى لو الكتاب نفسه نسخة أقدم".

سنة 2016 هو الرقم الذي طُبع فيه الكتاب الذي أحضرته الأم لابنها "هقارنه بكتب أصحابه، اهم حاجة بس يبص فيه عشان يفهم الامتحان".

على مدار أكثر من خمسة أعوام، لم تفوت إنصاف مسعود الفرصة للذهاب للسور مرتين سنويا "قبل الترم الأول وقبل الترم التاني". لم تُرزق السيدة الأربعينية بأبناء، لكنها تشتري الكتب الخارجية لأولاد أختها الذين يبلغ عُمر أكبرهم 12 عاما.

بمقارنة بسيطة تجد إنصاف أن السور يربح دائما "المدرسين بيطلبوا كتب خارجية في الخمس مواد والكتاب الواحد برة بتلاتين جنيه إنما هنا الواحد بعشرة جنيه". بات لديها الخبرة الكافية لمعرفة الكتب الجيدة "بفتحها من جوة واشوف متشخبط فيها ولا لأ، لو مكتوب بالرصاص باخده وبمسحه وبتأكد إن الامتحانات مش مكتوب فيها كتير".

حين ذهبت إنصاف لم تكن تُدرك أن الازدحام مرتبط بموسم معرض الكتاب "أصل انا باجي هنا عشان الأسعار حنينة علينا".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان