إعلان

على شاطئ البحر.. شيماء تصنع الجمال من القواقع

03:43 م السبت 29 سبتمبر 2018

شيماء شتا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

عام 1996، وبينما مدينة رأس سدر لا يزورها إلا قليل من المصريين، كانت شيماء شتا تسير بشكل يومي بمحاذاة البحر الأحمر، تستكشف المكان الجديد، تستمتع بتفاصيل الطبيعة، تنتقي من الرمال بعض القواقع وتحتفظ بها، دون أن تعلم أنها بعد 24 عاما ستنشئ مشروعا تخلق فيه من القواقع أشكالا جمالية لبيعها.

بيت صغير في المدينة الساحلية، اشتراه زوج شيماء، كان طريقها لعوالم جديدة، كأنما فُتحت لها طاقة من النور والألوان. مازالت صاحبة مشروع "كونشو" تتذكر أول قوقع وجدته على الأرض "كان اسمه ميريتا، لونه أبيض في إسود"، بدأت بشكل تلقائي تجمع كل ما صادفها ذلك اليوم والأيام التالية، وعندما وصل العدد إلى ألف "نقيت منهم 80 واحدة" زيّنت بهم أول مرآة وضعتها في منزلها.

منذ تلك اللحظة باتت القواقع شغف شيماء الأكبر، استغلت كل إجازة أو سفر لتحصل على ما تريد "كنت بجمعهم بإيدي من على الشط ومن الرملة"، كانت تطلب من زوجها إذا سافر خارج مصر أن يحضر لها بعضا منها "بجانب إني كنت بروح الأسواق الساحلية اللي بتتباع فيها".

صورة    1

مرسى علم، سفاجا، وماليزيا وأماكن كثيرة، جمعت شيماء أكثر من 22 ألف قطعة حتى الآن "أكتر من 80 % منهم انا نقيته بإيدي من على الشط والباقي اشتريته"، لطالما كانت صاحبة مشروع "كونشو" مُحبة للفن، رغم تخرجها في كلية الآداب "بس كان الرسم دايما موجود في حياتي"، بدأت تصنع من القواقع أشكالا مختلفة "إكسسوارات، مرايات، بقيت أستخدمها لتزيين الحاجات اللي بنستعملها في البيت زي علب المناديل والشمّاعات وغيرها".

القواقع لم تعد مجرد وسيلة لكسب الأموال أو التعبير عن الفن، أصبحت شيماء خبيرة في أنواعها، تستطيع التفرقة بين تلك التي تُباع بعد موتها أو يتم إحضارها للأسواق وهي حية، ما ينافي الاهتمام بالبيئة البحرية، ومع الوقت تمعنت صاحبة "كونشو" في القراءة عمّا تقوم بجمعه، باتت تحمل معها قاموسا مُصورا للقواقع "ده خلاني أعرف كل نوع اسمه ايه وبيجي منين"، فيما تزداد فرحتها حينما تصادف نوعا غير مذكور في القاموس.

يقوم عمل شيماء على الخيال والتجربة "فيه مخاطرة، مش ببقى ضامنة لو عملت الشكل الفلاني هيطلع حلو ولا لأ"، لا تتوقف الصعوبة عند ذلك "بتعامل مع أدوات صعبة أحيانا زي الشنيور مثلا"، بالإضافة للمواد اللاصقة، التي اكتشفت أن بعضها يسبب لها الحساسية "مفيش طريقة أعرف بيها غير إني أجرب واللي كويس أستخدمه"، كما انها تقوم بدورها كأم لثلاثة أبناء، وأحيانا لا يسعفها الوقت للفن وتدبير أمور المنزل.

صورة    2

اعتادت شيماء أن تترك القواقع على طبيعتها "يا دوب تلميعة صغيرة وخلاص"، لكن مع الوقت قررت أن تستخدم الألوان لتغيير شكلها.

تتمنّى شيماء التوسع فيما تفعل، أن تخوض رحلات جديدة بحثا عن أصدقائها القواقع "عايزة ألف شواطئ مصر كلها، والفترة الجاية هبدأ بحلايب وشلاتين"، أن تبتعد عن العمران وتهرب إلى الرمال "كل ما بعدنا هنلاقي قواقع أحلى وأغرب"، بينما تشجعها ردود الفعل التي تأتيها من الذين يحضرون الورش التي تقدمها "بحس عيونهم بتلمع بالأشكال اللي بنحاول نعملها سوا، بدل ما كانوا متعودين إن القواقع بتتلزق في بعض بشكل سيء وخلاص، بقى شكلها أجمل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان