إعلان

في يوم الصداقة العالمي.. حكايات يومية من دفتر "الصحاب"

07:19 م الإثنين 30 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي ودعاء الفولي:

جمعتهم سنوات كثيرة، باتت صداقتهم راسخة، لا يُغيرها دوران الزمن واختلاف المكان، ألفوا طباع بعضهم، صارت الخلافات أشياء عابرة يترفعون عنها، طالما أنهم اتفقوا على المحبّة كدستور أصيل، وبينما يحتفل العالم بيوم الصداقة الذي أقرته الأمم المتحدة في 30 يوليو، ما تزال حكايات "الصحوبية" مستمرة، وأواصر القُرب تزداد، دون اعتبار للمسافات والزمن.

عام 1977 بدأت علاقة سيد إبراهيم بصديقه حسني عبدالرحمن كزملاء عمل، كان إبراهيم يعمل كموظف في أحد مزارع الدواجن بحلوان "اشتغلنا سوا سنتين وبعدين حسني راح كذا مزرعة ورجع تاني بعدها بكام سنة". فرق السن بين الصديقين يصل إلى 16 عاما "انا عندي 79 سنة وهو يادوب لسة طالع معاش"، حسبما يحكي إبراهيم.

رغم اختلاف الظروف، لم تنقطع العلاقة بين إبراهيم وعبد الرحمن "كنا بنسأل على بعض بشكل مستمر، بس لما حد مننا بيتعب وقتها بيبان الود اللي بينّا"، يتذكر الرجل السبعيني حين خضع لعملية قلب مفتوح منذ سنوات "كان بيسأل عني بشكل دايم وواقف جنبي"، فيما تكرر الأمر حين يُترت قدم عبدالرحمن منذ عدة أشهر، وقتها لم يفكر إبراهيم كثيرا "بروح له بشكل دايم، رغم إني في الهرم وهو في حلوان".

لم تكن الصداقة شيئا متوقعا بين إسراء جاد وآلاء "احنا مختلفين تماما، في الطباع واتجاهتنا وآراءنا" حسبما تحكي إسراء.

منذ عشر سنوات جمعت الدراسة بكلية الحقوق الفتاتين "احنا لحقنا سوا كل حاجة.. من أول الياهو اللي كنا بنرغي عليه للصبح لحد الماسنجر"، تضحك إسراء قائلة إن سفر صديقتها للخارج لم يمنع التواصل أيضا "كان فيه حاجات كتير صحابي في مصر ميعرفوهاش"، فيما أصبحت علاقتهما أقوى مع سفر أخت إسراء للخارج.

كلُ صداقة لديها شفرة ما، كُود يحرص طرفاه على وضعه معًا، التفاهم كان سرّ الصداقة بين مروة وهبة وسارة، تُحاول الشابة الثلاثينية تذّكر عدد السنين التي استمرت فيها صداقتها بسارة، غير أنها لا تتذكر بالتحديد "أكتر من عشرين سنة"، بدأت علاقتهما منذ العام الأول بالمرحلة الابتدائية.

مرّت الشابتان بالكثير معًا، كُل ما تعرفه مروة أن سارة هي أول شخص يقف بجوارها دومًا، لم تخذلها يومًا، "في جوازتي وقفت جمبي، وقت وفاة بابا وماما كانت معايا بردو"، تضحك مروة مُتذّكرة أن دولاب الملابس الخاص بها لم يُمكّنها الوقت لتجهيزه "ساعتها سارة هي اللي وضتبهولي".

الصداقة في عُرف مروة لا تعني مقابلة سارة يوميًا "ساعات بنقطع ومنتكلمش كمان"، لكنهما يعودا ثانية للتحدّث والوصل "وحتى لو زعلنا عمرنا ما نفكر نقطع خالص".

لا ترتبط الصداقة بالنسبة لحنان أنس بالمواقف الصعبة، تُقدّرها أكثر في الأشياء البسيطة "يعني لما ضهري يبقى واجعني، ألاقيها بتشيل الحاجة عني من غير ما أطلب"، مواقف مثل تلك تجعل حنان تُقدّر صداقتها بناهد المستمرة منذ ثلاثين عام.

تُحبّ حنان في صداقتها مع ناهد البساطة "يعني محسش بمكر أو خبث في كلامها، بتفكرني بالطيبة بتاعة زمان"، تتذكر أن بساطتها تلك جعلتها تستلف منها مبلغ من المال، رغم أنها تقوم بتجهيز فرح ابنتها في نفس الوقت "وقت الثورة كانت البنوك قافلة وكنت محتاجة فلوس وهي اللي سلفتني".

كريم أيضا، مازال يحافظ على عهده بصديقه الأقرب "مع بعض من ابتدائي"، يتذكر صاحب الـ42 عاما "شقاوة المدرسة وإزاي عملنا خناقة في مرة عشان صاحبي ميتنقلش فصل تاني".

ظروف الحياة فرّقت بين الصاحبين اللذين استمرا سويا حتى كلية التجارة بالإسكندرية "بعد كدة هو سافر السعودية وأنا فضلت، ولازم كل أجازة نتقابل". على مدار السنين تغيرت شكل صداقتهما للأفضل "احنا كنا زمان ممكن نتخانق على حاجة بسيطة أو نقعد منكلمش بعض فترة"، لكن مع التقدم في السن "بقينا نترفّع عن أي خلاف، بقينا عارفين إن وجودنا في ضهر بعض أهم".

أربعين عامًا لم تتعكّر صداقة زكية بصاحباتها الثلاث، قضين معًا مرحلة الثانوية ثُم الجامعة، تستعيد السيدة الستينية الأيام الأجمل في حياتها بابتسامات وضحكات، تقول "رغم إن كل واحدة فينا من بلد غير التانية، بس كنا سوا على طول ونبات عند بعض بالأيام".

كل صديقة لدى زكية ترتبط معها بموقف "ميرفت خدومة أوي، أي حاجة أطلبها منها كانت بتوافق عليها"، أما حفيظة فأخذت على عاتقها مذاكرة اللغة العربية لصديقاتها في الكلية "كانت تقولنا افهموا يا بلاوي"، كذلك كانت وفاء فتقوم بطبخ الأكل حينما سكنت البنات سويًا أثناء الدراسة الجامعية "مكنتش بعرف أطبخ فكانت هي تقوم تطبخ".

رغم تراكم المسئوليات الآن، إلا أنهن حافظن على مساحة الودّ والتواصل بينهن، حتى الآن تتقابل السيدات الأربع في المُناسبات "ولحد دلوقت بنحمل همّ بعض، وهمّ عيالنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان