لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

آخر أيام سينما "فاتن حمامة".. قصة العامل الوحيد في المكان

07:36 م الثلاثاء 17 يوليو 2018

كتبت وتصوير- شروق غنيم:

لا تستقيم مشاوير سهير محمود دون أن تمر على سينما فاتن حمامة، تتذكر حين كانت تشاهد بها الأفلام، مقعدها المُفضّل داخل قاعة عرض وحيدة، وخلافاتها مع أشقائها الأكبر لأنها فتاة تذهب للسينما، لكن حينما أُغلِقت، لم يعد لصاحبة الأربعة وخمسين عامًا داخل المكان سوى بضعة ذكريات، وعم حسين.

قبل أعوام طويلة، بدأت رحلة عم حسين داخل سينما فاتن حمامة حينما كانت تحمل اسم "ميراندا" ويبلغ ثمن تذكرتها 3 صاغ في أواخر الستينات وأوائل السبعينات، شهد مراحل مختلفة من عُمر المكان، وفئات مختلفة تأتي من طلبة وعائلات، غير أن كل هذا انفضّ قبل قرابة أربعة أعوام حين أُغلِقت السينما وتم عرضها للبيع.

الصُدفة وحدها كانت سببًا في عمل الرجل الستيني في السينما "مكنتش غاوي يعني أفلام ولا حاجة"، لكن بسبب عمله أطّل على عالم الأفلام، أحّبه، وظّلت لحظة لها خصوصيتها داخل قلب عم حسين، مساء التاسع والعشرين من عام 1984، كانت شارع الروضة بالمنيل مختلفًا عما رآه ابن المنطقة منذ زمن.

في ذاك المساء افتتحت السينما بعد إطلاق اسم فاتن حمامة عليها، عدد كبير من نجوم السينما حاضرًا لحفل الافتتاح، على رأسهم سيدة الشاشة العربية، كانت لحظة مُذهلة للرجل الستيني الذي ظل يُشاهد طوال فترة عمله الممثلين في "البوسترات وشاشة السيما بس".

عايش عّم حسين اللحظات المتوهجة للسينما، حين كان لا مُتسع لقدم خلال المواسم والأعياد "الجدع اللي يعرف يقطع تذكرة"، حضر كيف كانت نُزهة ابناء منطقة المنيل لا تستقيم سوى بالذهاب إلى سينما فاتن حمامة، لكن في أواخر التسعينات شيئًا ما حدث، انطفأ بريق المكان، يُرجعه الرجل الستيني إلى "الدِش بقى في كل البيوت، فمحدش بقى مهتم قوي بالسيما هنا"، لكن حتى إذا كان تحليله خاطئًا فكان يشعر بالحُزن "لإن نهار وليل كان شباك التذاكر فاضي".

في عام 2015، أُغلِقت السينما وانتظرت حتى يأتي ترخيص الهدم، مّرت تلك الأعوام بثِقل على نَفس عم حسين، أصبحت مُهمته حِراسة المكان الخاوي، يمر أحد سكان المنطقة يسأله عن حال السينما "أقولهم مقفولة في صيانة"، جلب الرجل الستيني تلفزيون صغير يرتكز في منتصف ساحة المكان من أجل بعض الونس، يُمرر الوقت بمشاهدته أو بتنظيم صفوف السيارات أمام المكان أو في الحديث عن ماضي السينما وذكرياتها مع أحد مُرتاديها مثل السيدة سهير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان