قصة بطل "مصارعة المتوسط": عمل بـ"سوبر ماركت وشارك بالبطولة صدفة" (حوار)
كتبت-مصراوي:
قبل أيام، تُوج "هيثم فهمي" لاعب المنتخب الوطني للمصارعة بالميدالية الذهبية، في دورة ألعاب البحر المتوسط بإسبانيا.
انتصارات عديدة حققها اللاعب خلال مشاركاته في بطولات دولية كثيرة، لكن لتتويجه الأخير فرحة خاصة، فقد جاء بعد عامين تقريبًا من قرار اعتزاله، ثم عودته مرة أخرى عن طريق "الصدفة" للمشاركة في "ألعاب المتوسط"، وفق ما يقول في حواره مع "مصراوي".
وتعقد دورة ألعاب البحر المتوسط كل 4 سنوات وتعتبر بطولة مصغرة من الأولمبياد حيث تشارك بها عدة دول، وحصل "فهمي" على الميدالية الذهبية في منافسات وزن 60 كجم، وقبلها حصل على 6 ذهبيات إفريقية وذهبية بطولة العالم العسكرية فى أمريكا وفضية دورة ألعاب العالم العسكرية.
ليست هذه المرة الأولى التي يحقق فيها صاحب الـ29 عامًا انتصارًا في بطولة دولية، لكنها كانت مختلفة، جاءت عقب مرحلة فارقة مَر بها بعد أولمبياد 2016 وقرار اعتزاله: "كان شيء صعب أن أحصل ميدالية ذهبية مرة واحدة، فهذا إنجاز مختلف وله طعم ثانٍ".
لم تكن مشاركة "فهمي" بدورة "المتوسط" بالأمر اليسير، فالبطل العشريني واجه صعوبات كثيرة هو ورفاقه في المنتخب الوطني للمصارعة للحاق بالبطولة، كان أبرزها وضع اللجنة الأوليمبية عددًا محدودًا للمشاركين "قالت لنا إن اتنين بس هما اللي هيسافروا"، قبل أن يتدخل الاتحاد المصري ويطالب بعدد أكبر، ليُسمح لهم بـ5 لاعبين "والحمد لله شاركنا وجبنا 3 ميداليات".
لم تكن الاستعدادات كافية للفريق الوطني للمصارعة للمشاركة بالبطولة، بحسب ما يقول "فهمي" - الحاصل على ليسانس حقوق من جامعة الإسكندرية - فاقتصرت التدريبات على الداخل دون الانضمام لأي معسكرات خارجية: "يدوب بس عملنا معسكر لمدة ثلاثة شهور في المركز الأوليمبي"، كل هذا دفع "فهمي" إلى الاعتماد على نفسه، ساعده في ذلك خبرته الدولية السابقة "عرفت أجهز نفسي كويس خلال الفترة القصيرة دي، ودرست اللاعيبة اللي هواجههم، والحمد لله ربنا كرمني"، واستطاع أن يقتنص الميدالية من اللاعب التركي "على السين".
بعمر الـ8 سنوات، بدأ "فهمي" يمارس لعبة المصارعة، دَفعه إلى ذلك التحاق أشقائه الأربعة باللعبة الأوليمبية، وَلع الشقيق الأصغر باللعبة القتالية، وساعدته أسرته على استكمال مسيرته البطولية.
بعد مشاركته في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، قرر "فهمي" الاعتزال، لم تعجبه أوضاع الرياضة في مصر آنذاك "لقيت الاتحاد مبيدعمش اللاعبين، والوزارة مبتهتمش بينا، واللجنة الأولمبية شايفة إن اللعبة متستحقش الدعم"، بعدها اتخذ "فهمي" قراره بالسفر إلى أمريكا، وهناك عمل بائعًا في سوبر ماركت، قبل أن تضطره ظروف عائلية للعودة إلى وطنه مرة آخرى "رجعت بالصدفة، كان لازم أكون متواجد في مصر مع أهلي"، بعد فترة حدث تغيير في أعضاء اتحاد المصارعة، تواصل الأعضاء الجدد معه للعدول عن قرار الاعتزال "حاولوا يقنعنوني إني أرجع ألعب وأنا وافقت".
ونجحت البعثة المصرية المشاركة فى دورة ألعاب البحر المتوسط التى تستضيفها إسبانيا، فى حصد أكثر من 30 ميدالية متنوعة ذهبية وفضية وبرونزية.
يعلق صاحب الـ29 عامًا آمالًا كبرى على الاتحاد الجديد، كما يرى بصيص أمل في استقبال وزير الشباب والرياضة الجديد أشرف صبحي له ولزملائه في المنتخب، بعد عودتهم من إسبانيا مؤخرًا "كانت حاجة إيجابية جدًا والوزير وعدنا بحاجات كتير مهمة مع الألعاب الفردية، وبأن يكون فيه تغيير في نظام الرياضة في مصر".
بينما يشكو من "الظلم" الذي تتعرض له الألعاب الفردية في مصر على حساب الألعاب الجماعية الأخرى، وعلى رأسها كرة القدم "لأنها سياسة بتعبر عن ثقافة رياضية فاشلة، الألعاب الفردية ومنها المصارعة لها شعبية في كثير من دول العالم"، مطالبًا بأن يكون هناك مساواة وعدل في التعامل مع إنجازاتهم دون تهميشهم.
خلال البطولة التي شارك بها، تابع "فهمي" وزملاؤه بحزن خروج المنتخب الوطني لكرة القدم من مونديال روسيا، بعد ثلاث هزائم متتالية، ويرى أنه لا يجب أن يتحمل اللاعبون المسؤولية "شايف الخلل دايمًا بيكون في الإدارة، ومفيش لاعب يحب يخسر"، مضيفًا أن ذلك كان دافعًا أمامهم لكي يحققوا إنجازات لمصر، رغم قلة الإمكانيات والدعم المتوفرة أمامهم: "أكثر مشهد بيعلم فينا كلنا لما علم مصر بيترفع وإحنا واقفين على المنصة وبنسمع السلام الوطني، بنحس بمتعة كبيرة وقتها".
يتمنى "فهمي" أن تحظى الألعاب الفردية بالدعم المادي والمعنوي المناسب، وأن تدعم شركات الرعاية الألعاب الفردية بمثل ما تدعم كرة القدم والألعاب الجماعية، "وهنوريهم النتايج اللي هنحققها والميداليات اللي هنجيبها".
فيديو قد يعجبك: