إعلان

من بلد "صلاح".. أجواء الخسارة الأخيرة في كأس العالم بروسيا (معايشة)

09:06 م الثلاثاء 26 يونيو 2018

أهالي بسيون يتابعون مباراة مصر والسعودية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

الرابعة عصراً، المقاهي تمتليء عن آخرها في منطقة "بسيون" بطنطا التي نشأ في أحد قراها اللاعب محمد صلاح، صورته وهو يفتح ذراعيه سعيدًا تتوسط اللاعبين الأشهر في العالم "كريستيانو رونالدو" و"ميسي" على واجهة المقهى، ينظر لها إسلام عنتر، أحد شباب المنطقة بفخر، بينما ينتظر بدء مباراة مصر والسعودية "هي تحصيل حاصل بس على الأقل نفرح بمكسب" كانت تلك أمنية الشاب وباقي الحضور.

1

لحظة ترقب مع النشيد الوطني وظهور وجوه اللاعبين على استاد " فولجوجراد" علا صوت عدد من الجماهير حين ظهر حارس المرمى عصام الحضري، يُشكك البعض في قدرته على الدفاع عن مرمانا بينما يعترض آخريين "طول عمره في الماتشات الصعبة بيبقى أسد" انتهى الجدال سريعًا مع تسليط الكاميرا على صلاح، كان عابساً "إيه اللي حوله كدا؟ يارب يبقى فايق في الماتش".

تخوفات كبيرة سرت في قلوب المشجعين، خاصة بعد متابعتهم على مدار الأيام الفائتة عن الأقاويل التي نُشرت في موقع سي إن إن عن تفكيره في الاعتزال نظراً لاستغلاله في أمور سياسية مع رئيس دولة الشيشان من قِبل الاتحاد المصرية، وهو الأمر الذي لم يؤكده أو ينفيه صلاح لكنه ظهر في صور عدة لتدريبات الفريق حزيناً.

الدقائق الأولى حملت دهشة للمشجعين "هو كوبر هيدافع ولا إيه في ماتش زي دا؟" السعودية تضغط بقوة بينما يُركز لاعبي الفريق المصري على التمرير في منطقتي الدفاع والوسط، فقط تسديدة لم تكتمل لمروان محسن في الدقيقة 16 بعد تعثره وسط انتقاد من الحضور "حد يباصي لصلاح يا جماعة" كأن عبدالله سعيد يسمعه نصيحتهم، مرر الكرة إلى صلاح في الدقيقة 21 على خط الـ 18 ليقتنص الهدف الأول ليشتعل المكان، صراخ وقفزات، أحضان بين الأصدقاء، ترتفع الأعلام في أيدي الصغار، ابن محافظتهم يصنع الفارق لمصر.

2

بينما يقف أحد الشباب ممكساً مجسمًا لكأس العالم أمام المقهى من شدة سعادته بهدف صلاح، كان الأخير يتراجع إلى منطقة فريقه دون الاحتفال بـ"الجول"، زملائه يتحركون نحوه بحماس فيما يبدو على وجوه الأسى "دا حتى محتفلش بالجول؟ ربنا يجازي اللي كان السبب" وجوم ابن بسيون ألقى بظلاله على المشجعين فلازوا بالصمت للحظات.

ترنح الفريق السعودي لدقائق، من صلاح فُرصة انفراد أمام حارس المرمى، كانت هدفاً مؤكداً لكنها ضاعت، صرخ عنتر "كنا خلصان الماتش والله" يتحرك أحد الأطفال من الكرسي الذي يجلس عليه متجهاً إلى والده يتسأل "هو احنا كدا هنكسب يا بابا" فيرد الأب بتردد "آه.. ربنا يستر".

3

المباراة دارت بين أقدام الفريقين، قبل أن يُضيع محمود تريزجيه هدفاً في الدقيقة 33 بعد تمريرة سحرية من "صلاح" أودعها بالقُرب من العارضة "حراااام، عملتها أكتر من مرة بنفس الطريقة ومجتش" يلفظها أحد الشباب غاضباً، لكن هجمات المنتخب المصري دفعت بالاطمئنان في قلوب المشجعين.

في الدقيقة 38 حصلت السعودية على ضربة جزاء بعد اصطدام الكرة بيد أحمد فتحي، صدمة على وجه اللاعب فيما ينعي أبناء بسيون حظه "عامل بطولة كويسة بس حظه نحس، كأن القدر عايز يخلص عليه" يظهر الحضري في مرماه، دعوات المشجعين لا تتوقف "هيعملها الحضري، مش بعيدة عليه" لحظات من التوتر، الكُرة تُسدد في المرمى، يطير السد العالي نحوها بسرعة هائلة، يتصدى لها فينفجر المكان "الحضري تاريخ، الحضري تاريخ، مُش مُمكن" يقولها مُعلق المباراة بينما يبكي رجل أربعيني، ضجيج يعلو بفعل الفرحة "هنكسب بإذن الله، هنكسب".

الشوط الأولى اقترب على الانتهاء يتبقى عدد من الثواني، لكن حكم المباراة الكولومبي ويلمار رولدان يحتسب ضربة جزاء ثانية، رغم رجوعه إلى حكام الفيديو وإقرارهم بعدم صحتها، غير أنه أصر على قراره ليحرز اللاعب "سلمان الفرج" هدف التعادل لمنتخبه وينتهي الشوط "الحكم دا قابض" اتهامات طالت حاكم المباراة بحصوله على رشوة لأخذ قرارات ضد مصر.

4

في قَلب محافظة طنطا، كانت الأجواء مشابهة على مقهى "مو صلاح" الصغير، إذ تراصت عشرات الكراسي يجلس عليها المشجعين مشدوهين إلى شاشة التلفزيون، يتابعون الشوط الثاني من المباراة، عامل "ديلفري" يمر من أمامهم يسأل عن النتيجة "متعادلين بس السعودية نازلة حامية علينا، اللاعيبة بتاعتنا مخستعة خالص".

الدقيقة 56 يعلو الأدرينالين في وجوه الجمهور عندما سدد تريزجيه الكرة برأسه من عرضية لأحمد فتحي، مرت بجوار العارضة، ينفعل صاحب المقهى "يا جماعة خلصونا بقى من القلق وجيبوا جون" تتلوها هجمات متتالية قوية للسعودية ينقذ الحضري الفريق من أهداف جديدة في شباك مصر.

5

3 فُرص أهدرها النني وتريزجيه وكهربا، كادت أن تضع مصر في المقدمة لكن اللاعبين أضاعوا الفُرصة، يذكر أحد الحضور أن تلك الرعونة لا تليق بفريق يريد الفوز، قبل أن تمسك السعودية بزمام الأمور، تمريرات عديدة متقنة، المباراة تصل إلى الدقيقة 90، يضع الحضور أياديهم على قلوبهم "ربنا يستر ونطلع متعادلين حتى، لأحسن أنا عارف خيبتنا في الدقايق الأخيرة".

المباراة توشك على الانتهاء، الرمق الأخير، هجمة منظمة للاعبي الأخضر، تصل الكرة بالقُرب من مرمى الحضري، يُسددها "سالم الدوسري" فتسكن شباك مصر، السد العالي يلوح بيداه غاضباً، أسى يظهر على صلاح، سباب يزداد في المقهى "فقر، مش عارفين نخلص الكام دقيقة بدون ما نخرج بفضيحة" حزن قاتم يسود الأجواء، يتفرق الجمع مع صافرة الحكم، شاب عشريني تغرق عيناه بالدموع، فيما يظهر وردة بالمشهد نفسه داخل أرض المباراة.

6

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان