في مئويته.. لبنانيّ يصنع مغلفًا بريديًا للشيخ إمام
كتبت- رنا الجميعي:
2018 هو العام الذي تحلّ فيه الذكرى المئوية لإمام أحمد عيسى، الشهير بـ"الشيخ إمام"، فقد وُلد عام 1918، ويُدرك اللبناني حسين معاز قدر الشيخ إمام، فهو واحد من عُشاقه، انتظر حتى قدوم الذكرى المئوية له، وقرر تخليد ذكراه بطريقة تليق به، حيث صمّم له مغلف بريدي تذكاري، يأسف معاز لكون الشيخ إمام لم يُصدر له أي طابع رسمي سواء مصري أو عربي.
صمم معاز ظرف رسائل مُرفقا ببطاقة تحوي معلومات عن مغني "مصر يامه يا بهية"، استغرق التصميم مدة أسبوعين، كما ألصق على الظرف طابع بريدي رسمي مرتبط بالذكرى "اضطريت أستعين بطوابع من بلدي عن الموسيقى للفت النظر بأن هذا الشخص يستحق التكريم بطابع بريدي".
عام 1997 كان معاز واحدًا من المشاركين بمظاهرات الحزب الشيوعي في لبنان "كانت مظاهرات مطلبية لغلاء العيشة، وأحيانًا وقت عيد العمال أو إضراب معلمين"، حينها كان يهتف مع الجمع "أنا الشعب ماشي.. نيكسون بابا.. شيد قصورك"، لكنه لم يكن يعلم أنها بالأساس أغانٍ للشيخ إمام، وقتها كان يُردد الشعارات، وحين اكتشف العالم رُفات جيفارا في بوليفيا بعد 30 سنة من اخفاء مكان دفنه، عمّت مظاهرات الحزب الشيوعي شوارع بيروت، حينها سمع معاز أغنية "جيفارا مات"، فأصبح حُب الشيخ إمام لزامًا عليه "لأنه جيفارا مثلي الأعلى".
أدرك معاز مع الوقت قدر الشيخ إمام، مع كل أغنية يسمعها اللبناني له "كنت حسو عمّ يغني قرآن"، حتى اكتشف بعد ذلك أنه شيخ ومرتل وحافظ للقرآن "الأغنية فعلًا شبيهة بالترتيل"،يرى معاز أن إمام نجح في الوصول لقلوب الناس بفنه البسيط "خاصة إنه شخص ضرير"، وبأشعار أحمد فؤاد نجم التي لعبت دورا كبيرا أيضًا.
لم يكن الشيخ إمام أول من يُصمم له معاز مغلف بريدي، بل صنع أيضًا مغلفات للرسام الفلسطيني ناجي العلي، والمطربة اللبنانية فيروز، وللثائر الأرجنتيني جيفارا، والفنان المجري تيفادرا.
وضع الشيخ إمام بلبنان لا يختلف كثيرًا عن مصر، حيث يُسمع على الهامش، بعيدًا عن المؤسسات الرسمية، ففي ذكراه لم تحتفل الإذاعة المصرية بذكراه، يقول معاز إن امام مسموع بين النخبة والمثقفين "والجيل اللي عاش الحرب الأهلية"، أما على الراديو "تكاد تكون أغانيه معدومة ما عدا إذاعة الحزب الشيوعي اسمها صوت الشعب اللي بتذيع أغانيه إلى جانب فيروز وزياد".
بالإضافة إلى المغلف البريدي للشيخ إمام رسم معاز أيضًا لوحة له، سماها "الشيخ إمام.. إمام الثائرين"، وستُصدر على بطاقة بريدية. لم يتوقف معاز يومًا عن سماع أغاني الشيخ، تمنى حضور الحفل التي أحياها إمام في العيد الستين للحزب الشيوعي بلبنان "في 1984 كان عندي وقتها أربع سنين"، لكنه يعزي نفسه بأنه تمكّن من الحصول على فيديو نادر للحفل.
فيديو قد يعجبك: