من داخل ملعب "النهائي".. كيف تابع مشجع ليفربول إصابة صلاح؟
كتبت- شروق غنيم:
كانت لحظة مجنونة؛ حين اقتنص الفريق الإنجليزي ليفربول فرصة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وفي منزله في ماليزيا، كان قلب ريزال ريجاب يخفق بقوة، منذ بدء البطولة وراوده الأمل في صعود فريقه إلى النهائي "كنت أعلم هذا، محمد صلاح لن يخذلنا".
حسم الشاب الماليزي أمره، لن يفوّت هذه اللحظة دون أن يُعايشها، لن يدع تجربة كهذه تنفلت منه "قررت أنني لن أشاهد مباراة كهذه على التلفاز"، أخذ يبحث ريجاب عن تكلفة سفره إلى أوكرانيا حيث إقامة المباراة النهائية، سعر التذكرة، أين سيمكث وكيف العودة، دّبر أموره، تأمل صورة له مع الخمس كؤوس التي نالها الريدز في دوري الأبطال، وتمنى أن يرى السادسة مباشرة.
السبت الماضي داخل الملعب الأوليمبي بمدينة كييف الأوكرانية، كان المشهد مهيبًا، ريجاب يرتدي قميص الريدز، يقف وسط آلاف يهتفون في نفس واحد وبنفس القوة، شغف كوّنه الشاب الماليزي تجاه ليفربول منذ عام 1996، عبّر عنه في ذاك اليوم، أطلق لحنجرته العنان للغناء إلى فريقه "لم نتوقف عن الهتاف هذا اليوم".
لأول مرة يحضر الماليزي مباراة نهائي أبطال الدوري الأوربي لفريقه "في عامي 2005 و2007 لم تُسعفني الظروف للذهاب وراء فريقي"، لكنه حضر أربع مباريات في إنجلترا، والعام الماضي زار ملعب الفريق " كانت تجربة رائعة ولابد منها، التواجد في الأنفيلد كان بمثابة الوطن بالنسبة لي".
في كييف؛ كان لريجاب طموحات "شعرت أننا نقترب بشدّة من الكأس السادسة، لمسنا ذلك في لاعبي فريقنا، يكفي أن صلاح معنا، لم نكن نظن أبدًا أن تسقط آمالنا بهذا الشكل المأساوي".
دقائق المباراة تمر؛ مع كل كرة خطيرة للميرنجي يتوتر ريجاب، لكن سرعان ما تعود الثقة حين تستقر الكرة في أقدام محمد صلاح، الحماس يملأ المدرجات المخصصة للريدز، الهتافات تزداد، الشاب الماليزي يخلع كوفية تحمل اسم ليفربول من على عنقه ويلوّح بها، لكن مع حلول الدقيقة 24 حّل الصمت، سقط صلاح على أرض الملعب، ومعه قلب الماليزي.
في تلك اللحظة انتاب الخوف نفس ريجاب، أخذ يفرك عينه "إذا كنت أشاهد هذه المباراة في المنزل كنت سأعتقد أن هناك خطأ في البث، لكنني الآن في الستاد، وأرى صلاح طريح الأرض بعيني، كان كابوس".
أخذت السيناريوهات المختلفة تدور في عقل مشجع الريدز، دقائق وعاد صلاح إلى اللعب مُجددًا "اطمأن قلبي قليلًا"، نقاشات سريعة تدور بين المشجعين "لا لا هذا لن يحدث. صلاح سيُكمِل المباراة"، لكن مع منتصف الشوط الأول ترك الملك المصري الملعب باكيًا "انخلعت قلوبنا حُزنًا، فكّرت في أنني سأشاهد المباراة لأنه يجب أن أشاهدها، لكن أن نلعب بدون صلاح؟ فإننا فقدنا روح الفريق وعقله".
فتح ريجاب هاتفه، دوّن بغضب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على ما فعله اللاعب المدريدي سيرجيو راموس "فقدت الأمل في المباراة إلا أن جاء هدف ماني، شعرنا أننا لازلنا في المباراة".
لكن آمال ريجاب ومُشجعي الريدز لم تستمر كثيرًا، هدف ثاني وثالث أحرزه جاريث بيل، أهدى بهم الكأس الثالثة عشر إلى فريقه مدريد، المباراة اقتربت من النهاية "لكنني بكل فخر غنيّت "Walk on Walk on with hope and your heart And you'll never walk alone".
حين انتهت المباراة، عاد ريجاب إلى صفحته على فيسبوك، نشر مقاطع فيديو مُجمّعة للاعب المدريدي "10 لقطات وحشيّة للعب راموس نال عليهم كارت أحمر"، فيما نشر صورة للقطة إصابة صلاح تُقارن بين ما فعله المدريدي ولعبة قتالية "لم أقبل ما حدث من راموس، كرة القدم لا تُلعب بهذا الشكل المؤذي".
أكثر ما دار بعقل الماليزي هو ما سوف يحدث بعد الإصابة، تابع الأخبار التي ينشرها صحفيي الرياضة "سأحزن كثيرًا إن لم يلحق صلاح بكأس العالم، هذا اللاعب يستحق أن يكون هناك، كلنا ندعو له بالعافية وأن نراه بقميص منتخبه، يُعيد لهم الفرحة كما أدخلها على قلبنا جميعًا".
فيديو قد يعجبك: