إعلان

معرض "تراث يبقى".. مصر بعيون أجنبية ومحلية في وسط البلد

05:01 م السبت 21 أبريل 2018

كتبت-رنا الجميعي:

على جدران جراج بممر كوداك عُلّقت صور تمزج بين الحديث والقديم، بورتريهات لسيدات ترتدي الملاءة التقليدية، وأخرى لسُقاة، ودراويش، ومريدين للشيوخ الأزهرية، تلك الشخصيات كانت تعيش في القرن التاسع عشر، التقطتها عين المصور الفرنسي "اميل بيشار"، تداخلت تلك الصور مع أخرى تُبين وجه مصر المعاصر، لكوبري إمبابة ووسط البلد وشارع المعز ومُدن أخرى مثل الإسكندرية وبورسعيد، تحت اسم "عيون ترصد.. تراث يبقى" عُرضت تلك الصور ضمن فعالية لليوم العالمي للتراث.

1

افتتح المعرض بشارع عدلي، يوم الخميس الماضي، المعرض بالتعاون بين ثلاثة كيانات؛ الجامعة الأمريكية، وجهاز التنسيق الحضاري وشركة الإسماعيلية المالكة للمكان.

لأكثر من عامين كانت صور بيشار تقبع بأرشيف الجامعة الأمريكية "الصور جاية إعارة من أحد أوصياء الجامعة، وممكن يأخذه في أي وقت"، تقول علا سيف، مديرة أرشيف الصور بمكتبة الكتب النادرة، جاءت فعاليات اليوم العالمي للتراث فُرصة لإظهار صور المصور الأجنبي، التي تُظهر وجهًا نادرًا لمصر في ذلك الوقت.

2

تجد سيف أن من اللائق أيضًا عرض صور بيشار بوسط البلد، حيث يقع ممر كوداك، "هو مصور مهم، كان مصور المتحف المصري، وكلّفه الخديوي اسماعيل يصور منطقة الإسماعيلية، اللي هي وسط البلد دلوقت". حينما استقرّت الجامعة الأمريكية على اختيار جراج كوداك، اقترحت سيف عرض صور أخرى لاتساع مساحة، حيث تعد مجموعة بيشار الخاصة بالقاهرة الفاطمية سبعين صورة.

اقترح جهاز التنسيق الحضاري إقامة معرض ثاني لمصر ولكن في صورتها المعاصرة، يقول المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، إن تلك الصور نتيجة مُسابقة أطلقها الجهاز باسم "تراثي"، انتُقي منها 50 عمل. اتسّعت جُدران الجراج لاستقبال تلك الصور، الذي تحوّل للمرة الأولى إلى "جاليري"، أعيد توظيف المكان، حيث تناثرت بعض "قلل" المياه على الأرض، كذلك وُضعت أرغفة العيش على قفص خشب.

3

لم تكن الصور هي الضيف الوحيد بالمكان، جاء حرفيون ينسجون السجّاد، في منتصف الجراج جلس بيومي فوزي مُنشغلًا بعمله، وضع بجواره رسمة لفلاحات مصريات تُذكرّه بصنيعته على السجادة "أنا اتعلمت الحرفة دي من ابتدائي"، أحبّ بيومي الحرفة، وظلّ وفيًا لها على مدار السنين "حياتي كلها مع السجاد"، أقام موظف قصر ثقافة شبرا الخيمة أكثر من مشروع للسجاد، أقام مصنعًا استمر لعشر سنوات قبل الثورة، كما يعمل الآن بتصليح السجّاد أيضًا.

4

منذ الدقائق الأولى لافتتاح المعرض توافد الزوار عليه، من بينهم جاء محمود الجبالي، الذي عرف بخبر إقامة المعرض من اطلاعه على جريدة "منطقتي"، المعنية بأخبار وسط البلد، يهتم الشاب بالتاريخ والعمارة، وهو ما جذبه في ذلك المعرض "دي أول مرة أشوف صور من القرن الـ19، أكتر صور شدتني هي الدراويش"، كما لفت انتباهه من الصور المعاصرة المعمار القديم الذي ظهر فيها "كنت مهتم أشوف جمب اسم المصور والمكان، الطراز المعماري للبنايات دي"، تنوّعت العمارات في الصور بين بنايات تقع بوسط البلد وأخرى ببورسعيد.

5

على حائط، عُلقّ سجاد مُلون مكتوب عليها "يا مُفتّح الأبواب افتح لنا خير باب"، على يسارها داخل إطار جلس الشيخ محمد السادات، أحد الشيوخ الذين عاشوا بقاهرة القرن التاسع عشر، بجواره نفس السجاد المُعلّق، قضت سيف في رسم السجادة أكثر من شهر، انشغلت بصناعتها "حبيت أعمل نفس السجادة، كفكرة مناسبة للتراث الباقي من زمان لحد دلوقت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان