في لوحات.. حكايات عن "الأبوة" من داخل البيوت المصرية
كتبت - شروق غنيم:
على جدران معرض "سوما" للفنون المرئية بالزمالك، أخذت لوحات 10 رسامين ومصور فتوغرافي تحكي عن مفهوم "الأبوة" في المجتمع المصري، فتحت عنوان "لأني أب" تجمعت أعمال فنية ذات خلفية عُمرية ومكانية مختلفة؛ الحفيد والجد، الصعيد والعاصمة، فيما خطّت بعفوية أيادي تلاميذ صغار نظرتهم عن الأب، رافقتها الأغنية الفلوكلورية "بابا جاي إمتى".
المشاركة في معرض "لأني أب" كانت مُتنفَسًا لطاقة الفقد بالنسبة للرسام عماد أبوجرين، أثقلته الوَحشة بعدما تسببت مشاكل مع زوجته السابقة في بُعد ابنه "ورد" عنه، وأراد أن يُعبر عن ذلك، فخرج في لوحة فنيّة من مدرسة التجريد التعبيري.
في اللوحة تعددت الرموز لكنها لم تخلُ من تجربة "أبوجرين" الشخصية، وقد برزت ثنائية الأب والابن، وكان للقطة التي يحبها صغيره وجود، "انفعالي بغياب ابني كان هو اللي مسيطر"، 30 عامًا أنفقها الرسام الأربعيني في الفن، لكنه لأول مرة يخوض تجربة الرسم عن الأبوة "لإنه مفهوم تايه وسط حاجات تانية كتير بسبب زحمة الدُنيا.. زي إننا مبنفتكرش الأم غير في عيدها، والأب مبنفتكرهوش لأن ملوش عيد".
جاء تنظيم المعرض كـ"تتويج للرسالة البصرية حول موضوع الأبوة"، الذي يُعّد جزءًا من برنامج أشمل يحمل اسم "رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين" أطلقه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وتموله الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.
يحكي يان تسليف، سفير دولة السويد في مصر، لمصراوي، أن المعرض أراد مناقشة مفهوم الأبوة "يمتلئ الرجال بالفخر كونهم آباء، لكن كان علينا أن نطرح سؤالًا مهمًا ما الذي يعنيه ذلك؟"، يسرد تسليف أن المشروع مهموم بإلقاء الضوء على مسئوليات الأب، اهتمامه بمستقبل أسرته، وأداؤه لدور فعال داخل حياة ابنائه ومشاركته في تفاصيل حياتهم اليوميّة.
أخذ السفير السويدي، أمس الخميس، المتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، جولة داخل المعرض، متأملًا اللوحات التي يعتقد أنها تُعد تكاملًا بين فكرة المعرض والحدث العالمي الذي يأتي تكليلًا لدراسات حول ضرورة المساواة بين الجنسين.
في المعرض تنوّعت الأعمال، جاء المصور الفوتوغرافي كريم الحيوان بفكرة مختلفة، داخل "دولاب" اسماه "مش هو"، ناقش العبارات التي تتناقلها ألسن الآباء المصريين كمبرر لعدم قضاء وقت مع أبنائهم مثل "مش وقته، مش مهم، مش دوري، مش فاضي".
17 صورة اختبأت خلف أدراج صغيرة في العمل المُركّب، كل صورة تحكي مفهومًا معاكسًا لما تحتويه الكلمات، وتبرز مشاركة الأب لابنه في أبسط تفاصيل حياته مثل المذاكرة واللعب.
حرصت هبة المعز مديرة معرض سوما للفنون المرئية ومخرجة العرض، على ذاك التنوع من خلال ترشيحها لـ10 رسامين ومصور أصحاب تجارب مختلفة "حبينا نشوف الأبوة بعيون المجتمع"، فوقع الاختيار على كل من أحمد صابر، علاء أبو الحمد، عماد أبو جرين، حلمي التوني، حسام ضرار، إسلام زاهر، كريم الحيوان، محمد عبلة، مصطفى رحمة، نذير طنبولي، وعمر الفيومي.
فيما تضمن المعرض أيضًا مجموعة من رسومات طلاب من 18 مدرسة من محافظات مختلفة مثل أسوان، الأقصر، البحر الأحمر، حيث عبّر كل تلميذ عن نظرته للأب.
جسّد الرسام أحمد صابر الترابط الأسري في صعيد مصر من خلال لوحته، والتي جاءت بوجود أب بالزي التقليدي يرتكز في منتصف الصورة، بينما يقبِض على خيوط تحافظ على تواجد أبنائه حوله "حبيت أعبّر عن اللي شوفته في البيئة اللي اتربيت فيها زي أبويا اللي بيفضل محاوط على عياله اللي شايفينه مثل أعلى بيشقى عشانهم، وبيفضلوا هما دايمًا حواليه وعلاقتهم بيه مبتنتهيش حتى مع الكبر".
فيديو قد يعجبك: