إعلان

"عشان مأساة يوسف متتكررش".. حملة لمنع إطلاق الرصاص في الاحتفالات

01:30 م الجمعة 21 ديسمبر 2018

حملة لمنع إطلاق الرصاص في الاحتفالات

 

كتبت-دعاء الفولي:

طالما آمنت مروة قناوي أن ابنها يوسف العربي لم يمت هباءً. كانت حياة صاحب الـ13 عاما مليئة بالأحلام والهوايات والمعارف، لذا عندما تُوفي في مايو 2017 برصاصة طائشة، قررت الأم وأصدقائها استغلال ما حدث للتوعية بخطورة إطلاق النيران في الأفراح.

"لا لإطلاق النار في الاحتفالات" هو اسم الحملة التي أطلقتها أسرة الطفل الراحل. بدأت بـ"هاشتاج" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهت بالنزول على الأرض من خلال "كشكول يوسف"، حسبما تروي مروة لمصراوي.

كان ذلك في رمضان قبل الماضي، يوسف يمرح مع أصدقائه بمنطقة أكتوبر بالجيزة، حين أصابته رصاصة طائشة وصلت لجذع المُخ، ليبقى داخل غيبوبة لمدة 12 يوما، ثم يُفارق الحياة "التفكير في الحملة بدأ من ويوسف جوة المستشفى ولسة بيتنفس"، بعد وقوع الحادث أدركت مروة "إن القتل الخطأ مش بعيد عن حد، مش لازم نبقى جوة الفرح عشان الأذى يوصل لنا".

صورةةةةةة 1خلال العام الماضي خاضت الأم رحلة التقاضي للحكم على قاتلي ابنها، وبالتوازي للتوعية بفكرة الحملة، لكن الأمر بات واقعا منذ عدة أسابيع، حين أهدى أصدقاء يوسف في المدرسة قصيدة له، وطبعوا عدة كشاكيل تحمل صورة صاحبهم المُتوفي ووزعوها على زملائهم "ومع الوقت بقى التلاميذ والأهالي عارفين الكشكول باسم يوسف"، أوحى لها ذلك بفكرة "ليه منطبعش كشاكيل عليها صورة يوسف ونبيعها"، ومن العائد يتم إنتاج فيلم وثائقي قصير يطوف المحافظات، للتوعية بالحوادث الشبيهة بيوسف.

ما أن أطلقت الأم الحملة "لقيت ردود فعل كبيرة جدا من ناس كتير"، لم يتوقف الأمر حد الدعم المعنوي؛ بل وافقت بعض المكتبات على البيع دون الحصول على عائد شخصي، وفي نفس الوقت نزل متطوعو الحملة في أكثر من مكان لعرض الكشكول، بينما أكثر ما أبهج مروة كان اتصالات أتتها من الصعيد، تُشجعها على الاستمرار وتطلب منها زيارتهم، وتروي لها عن مآسي كثيرة نتيجة إطلاق النيران العشوائي.

"فيه أب كلمني قتل بنته بالغلط في يوم فرحها، الراجل دة قاللي لو روحتي فين هاجي وأساعدكوا".. تحكي مروة، فيما لم يتوقف الأمر عندها، إذ سمعت جومانا المراغي، المتطوعة بالحملة وصديقة الأم، حكايات من أناس مختلفين أثناء بيعها الكشاكيل "اتحكالنا عن عريس قتل نفسه بالغلط، واتحكالنا عن واحد فقد بصره لأنه كان واقف في البلكونة بتاعته بيشوف الفرح فجت له رصاصة"، فجأة شعرت جومانا "إن ناس كتير اتأذت بسبب ده بس محدش سمع حكاياتهم".

صورةةةة 2

مقابل الدعم الذي تلقته الحملة، بدأ أفرادها بالعمل على الفيلم القصير "فيه فريق متخصص بيكتب القصة"، حسب قول مروة. اتسعت حدود الفكرة خارج القاهرة لتشمل محافظة الفيوم كبداية؛ فهناك تقبع مدرسة مجتمعية أنشئت قبل عام من إحدى المؤسسات الخيرية، حيث يتم التدريس للأطفال المتسربين من التعليم، وبجانب ذلك يحاول المُعلمون زرع قيم السلام داخلهم "حابين إنهم يتعودوا على رفض العنف مهما كان السبب". لم تتخيل مروة أن تجد صدى سريع لتلك القيم عند الأطفال "لما روحت المدرسة فوجئت إنهم عارفين حكاية يوسف كلها وفاهمين إحنا بنعمل إيه".

لا يتوقف حلم مؤسسي الحملة عند ذلك، إذ يتمنى محمد خالد، أحد المتطوعين، أن يستطيعوا الدفع لعمل قانون يمنع إطلاق النيران في الاحتفالات، مضيفا أنهم سيسعون للتواصل مع بعض المؤسسات الرسمية "زي وزارة الداخلية، لأن نفسنا كمان يكون فيه خط ساخن للإبلاغ عن أي ضرب نار في الأفراح".

"يوسف هو البداية، هو بس نقطة انطلاق الحملة"، ترفض الأم شخصنة الأمر في قصة ابنها الراحل، تُريد فقط التركيز عليها بسبب الزخم الذي أخذته القضية "احنا شايفين إن كل حد مات هو يوسف بالنسبة لأهله، كلهم مهمين ومؤثرين وسابوا وجع كبير عند أحبابهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان