حدث في رأس السنة.. "بانر" يسقط على أسرتين أمام مول كبير بفيصل
كتب-محمد مهدي:
الليلة الأخيرة في 2017. فكّر "مايكل جميل" أين يذهب في هذا المساء المميز؟ يبحث عن مكان قريب من المنزل، آمن، يوحي لطفلته بأجواء الاحتفالات، فوقع الاختيار على أحد المولات بمنطقة فيصل بالجيزة الذي يضم منطقة ألعاب للأطفال، قضى ساعات جيدة هناك، قبل أن تنقلب الأمور فوق رأسه حرفيًا، حينما سقط عليه وآخريين شاشة عرض كبيرة-بانر- أثناء خروجه من المول ليجد نفسه وأسرة ثانية في أروقة المستشفيات وغرف العمليات.
ذهول أصاب "جميل" حينما وجد جسده على الأرض "وشي مليان دم ومش دريان بحاجة" نظر على الفور إلى يده حيث يمسك ابنته الصغيرة "لقتها نايمة جنبي وغرقانة دم" تملكه الفزع، حاول الإمساك بها لكنه اكتشف "إني على الأرض وبانر واقع عليا أنا وبنتي (سنتين ونص) ومراتي وناس تانية" وسط حالة من الهرج والمرج.
وقفت حركة المرور أمام المول، صوت صراخ سيدات يشق الضجيج، ترجل السائقون من سياراتهم، اندفع العمال والمارة نحوهم، يحاولون تخليص الضحايا، من بينهم "عبدالله عبدالهادي" وأسرته "كنت شايل بنتي على إيدي والمدام معاها ابننا 3 شهور" كلهم أسفل "البانر" المضيء "افتكرت إنها حاجة خفيفة وقعت علينا، بس الموضوع طلع مش سهل".
بعد محاولات عدة تم رفع "البانر" من فوق الضحايا، لا يتوقف أنف "جميل" عن النزيف، ورم بوجه ابنته وزوجته مصابة بكسور في قدمها "وقفت توك توك وخدتهم وجرينا على أقرب مستشفى" فيما انتظر "عبدالهادي" وصول سيارة إسعاف لأن "مراتي ضهرها بايظ مكنش ينفع أحركها والعيل الصغير حالته تخوف".
وصلت سيارة الإسعاف، كانت زوجة "عبدالهادي" فقدت الوعي، طحنت الأحداث السريعة المؤلمة روحه، حاول إعادتها لدنياه "لحد ما فاقت في الأخر" ثم نقُل وأسرته إلى مستشفى الهرم، قلبه ينخلع على زوجته وابنه الرضيع، يزداد القلق مع بطء حركة الشارع، شعر ببارقة أمل عند وصوله إلى المستشفى "دخلنا قبل الساعة اتناشر بدقايق، السنة الجديدة جات واحنا في المستشفى.
داخل أروقة المستشفى، تلقى "جميل" الإسعافات الأولية، حاول الاتصال بأقاربه لكنه فوجيء بسرقة هاتفه وأمواله "اتاخدوا مني في الحادثة وأنا ملخوم" شخص الأطباء حالته بجرح في الأنف، وكدمات في وجه طفلته "بس هي سليمة الحمدلله" أما عن زوجته فالإصابات بالغة "مشط القدم مفصول، لازم شرايح ومسامير، ومحتاجة 3 عمليات في رجلها اليمين، وعندها كسور في أماكن مختلفة بالجسم" كان الرجل منهكًا وغاضبًا مما يحدث لعائلته الصغيرة.
ما بين غرفة لآخرى، يتحرك "عبدالهادي" مع الأطباء، يطمئن على الرضيع(3 شهور) "الحمدلله اطمنا عليه إنه كويس" فيما تلقى الأخبار السيئة عن رفيقة حياته "عندها كسر في الحوض، وعايزة مسامير في رجليها الشمال، وفيه كدمات في العمود الفقري" زوجته التي لا تتعدى 22 عاما تواجه ما لا طاقة لها به.
ساعات عصيبة مرت على الأسرتين، بداية قاسية مع العام الجديد "ناس داخلة تتبسط مع عيالها يحصلهم كدا ليه؟" سؤال يعصف بعقل "جميل". خضعت زوجتها لعملية جراحية بالأمس، فيما نقل "عبدالهادي" زوجته لمستشفى بولاق في محاولة للحصول على خدمة أفضل.
انتقل أفراد شرطة إلى مستشفى بولاق، اتهم "عبدالهادي" المسؤولين عن المول بالإهمال والتسبب في إصابات زوجته في بلاغ رسمي، وهو ما فعله "جميل" الذي قال في المحضر رقم "31/2018" إنه يختصم إدارة المول "مش حكاية تعويضات، بس أنا مريت بيوم صعب وبجري في أوض العمليات ومحدش فيهم سأل حتى" يصر الاثنين على الحصول على حقوقهما من خلال القضاء.
مسؤول بالشؤون القانونية للمول، أوضح لمصراوي أن "البانر خاص بافتتاح محل جوه المول، وحصل على ترخيص من الحي" مؤكدًا أن الإدارة تنفذ تعليماتها وسلطتها فقط داخل المكان وليس خارجه "لكن البانر خارج عن إشرافنا".
وعن الإجراء الذي قامت به إدارة المكان للتأكد من عدم تكرار الحادث وطمأنة المواطنين الذين يتعاملون بشكل يومي مع المول قال "تم إتخاذ إجراءات داخلية لفسخ التعاقد مع صاحب المحل".
فيديو قد يعجبك: