إعلان

موريس.. غامر بحياة أبنائه ليستكملوا تعليمهم في مدارسهم بالعريش

05:53 م الإثنين 25 سبتمبر 2017

أبناء مجدي موريس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مها صلاح الدين:

الثالثة فجرا، كانت إحدى ليالي فبراير الماضي، كغيرها من أيام "مجدي موريس" التي يقضيها بغرفة الأمن داخل أسوار إحدى المدارس الخاصة بمدينة العريش، يمسك بيديه سخان المياه الفارغ، ويتوجه نحو خزان المياه بأحد أركان المدرسة، ليحصل على الدفء في ليلته الباردة بكوب من الشاي الساخن وهو يردد بصوت خافت مع صوت الراديو الذي يؤنس وحدته، وفجأة قطعت الهدوء قفزات 3 ملثمين إلى داخل المدرسة، للحظة ظن أنهم جاءوا بغرض السرقة، تسلل إلى الخارج بهدوء، وأخرج هاتفه المحمول ليطلب النجدة، التي أمرته بالمغادرة.

"أمشي كيف وأنا ماضي عهدة"، يقولها الصعيدي الأسمر، الذي تزامن ميلاده في العريش مع نكسة عام 1967، يعيد الاتصال بمديرة المدرسة التي تأمره هي أيضا بالمغادرة، وتقول: "الحمد لله يا عم مجدي إنه محصلكش حاجة، المدرسة تروح في داهية"، فيمضي إلى بيته ويعود في الصباح الباكر، فيجد كل شيء ثابتا في مكانه، لا شيء مسه السوء، فيدرك حينها أنه كان المستهدف، ويهم بالرحيل هو وأسرته إلى الاسماعيلية.

زوج وزوجة، و5 أبناء؛ اثنان منهم ما زالوا في التعليم الثانوي الصناعي، لا يعرف الأب مصيرهم حتى الآن، أدوا امتحانات العام الماضي بمدارس الإسماعيلية بشكل استثنائي، ولا أحد يعرف حتى الآن ما إذا كانوا نجحوا أم رسبوا، وأين من المفترض أن يتموا دراستهم.

في الأوضاع العادية كان من المفترض أن ينهى "أبانوب"، الابن الأكبر، دراسته الثانوية الصناعية هذا العام، لكنه يقول: "لما روحت أشوف النتيجة قالولي إن أنا نجحت بس مرضيوش يدوني شهادة، طب إيه إلي يثبت إن أنا نجحت؟". وجهته إدارة مدرسة الزخرفة بالإسماعيلية نحو مديرية التعليم بالعريش، لكي يتمكن من الحصول على النتيجة، فسافر بمفرده بخطى مرتعشة، بعد أن رفض إلحاح الأب في أن يرافقه، ليقول بابتسامة ساخرة: "حتى لو حصل حاجة، يبقى قضا أخف من قضا".

ظل خط الهاتف المفتوح، الواصل بين الأب وابنه هو الدليل الوحيد أن الصبي ما زال على قيد الحياة وهو في طريقه إلى مديرية التربية والتعليم بالعريش، وهي الجهة التي أكدت له أن نتيجته سيتمكن من الحصول عليها عبر "الفاكس" الذي أُرسل إلى مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية.

وبين الجهتين، مضى أبانوب في طريقه من وإلى العريش 4 مرات، لا يتحرك فيهم سوى من موقف السرفيس ومبنى المديرية خوفا من أن يصيبه مكروه، ولم يحصل على بيان نجاحه حتى الآن، وحينما سألناه عن أمنياته، خرجت الكلمات بدون تردد: "عايز أكمل تعليمي في العريش، عايز أكمل تعليمي أصلا، ومش عارف هكمل فين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان