بالفيديو- على شط دهب.. القهوة تخطف "مليجي" من القاهرة
كتب- محمد زكريا ومحمد مهدي:
تصوير-عمر جمال
في العام 2004، سافر محمد مليجي إلى مدينة دهب، كمُصيف. أُعجب الشاب المصري بسحر مدينة سيناء، تعلق بحياة ساكنيها الهادئة، وارتبط السلام داخله بالمكوث قرب شواطئها. في لحظة، بادرته فكرة نقل حياته والعمل بها، لم يغب الأمر عن ذهنه مع مرور السنوات، حقق الشاب رغبته في النهاية، استقر في دهب، واشترى عجلة بُنية تُشبه القهوة التي يُقدمها، حكاية تعرفها دهب، وترويها التفاصيل.
منذ 7 سنوات، كان مليجي يعمل مهندسًا معماريًا "عمل حر حسب الطلب، تصميمات وتشطيبات"، لم تكن الأمور في القاهرة على أحسن حال، غالب الشاب تعقيداتها، غلبته الظروف وزادت المشكلات "قعدت 4 أو 5 شهور مش قادر أشوف شغلي"، أحس مليجي بضغوط العاصمة أكثر من أي وقت مضى "بقيت تعبان؛ زحمة، ودوشة". وجد في إجازة قصيرة إلى دهب راحة مُجربة.
بجنوب سيناء، تخلت الضغوط عن مليجي، استرخاء وسلام لم يعتده في موطنه، أرجع عقله حلمه الأول في المدينة، راجع خطته مع من سبقوه في القرار نفسه، أبلغ أهله برغبته في الرحيل عنهم، واجه صعوبة في البداية، تغلب على الأمر بالإقناع، قبل أن يتخذ قرارًا أخيرًا بالعيش والاستقرار في دهب.
عاد إلى القاهرة، فكر في العمل الذي يناسب المدينة الساحلية، بادرته فكرة بيع القهوة التي يحبها، لم يكن يملك أي خبرة في حينها، بحث عن صديق ينقل له الأمر "كنت عملت تصميمات هندسية لأكتر من كافيه كبير، واتصاحبت على صنايعية قهوة ممتازين"، طلب مليجي من صديقه أن يعلمه السر "إداني كورس في 4 أيام، فهمت منه كل حاجة"، قبل أن يعاود المدينة الساحرة.
في دهب، راجع مليجي الخطة المُقترحة، عربة يدور بها في الشارع كما تمنى أن يكون له البيع في العاصمة "زمان كنت بتمنى أعمل كوفي شوب، أتنقل بيه كل يوم في مكان، والناس تبقى عارفة اتجاهاتي، بس في القاهرة كان الموضوع صعب"، لم يخاطر مليجي بفكرته القديمة منذ البداية "قولت أأجر محل عشان محدش يضايقني". وقبل أن يعود إلى القاهرة لإعداد العجلة المطلوبة "أجرت بيت واتفقت مع صاحب المحل".
أعد الشاب العجلة البُنية الممهورة باسم منتجه، نقلها إلى دهب، استلم المحل الذي اتفق على العمل فيه، وبات في الشقة التي استأجرها، بدى لمليجي أن الحياة تبتسم، حل السلام محل الضغط الذي عاشه في موطنه.
مر شهر واحد، طلب منه صاحب المحل مبلغ أكبر، رفض مليجي الأمر، قرر الاعتماد على عربته الصغيرة، انتقل بها إلى منطقة أكثر شعبية، يطل منها على مياه البحر، وسار العمل في بيع القهوة بركن قصي في شارع ضيق على وجه حسن.
مرت السنوات "بقيت أنزل القاهرة أقعد 4 أيام بالكتير وأرجع تاني، وأصحابي وأهلي بقوا يجولي هنا كل فترة"، قبل أن يتجه مليجي إلى تعلم رياضة الغطس الحر الذي تشتهر بها المدينة.
باعتياد يومي، يستيقظ مليجي في السادسة صباحًا، يتناول فطوره، يتوجه إلى تدريب الغطس في الثامنة، في الساعة العاشرة يقف أمام عجلته، يبيع القهوة لزبائنه من المصريين والأجانب "الوضع متقلب، شهور اتزنق مقدرش أدفع الإيجار، وشهور تقضيني وتفيض لـ3 أو 4 شهور"، ينتهي من عمله مع غروب الشمس، يتناول غدائه، "لو معنديش تدريب غطس، يا أقابل أصحابي يا أروح البيت"، لكن في كل الأحوال يخلد إلى النوم في العاشرة مساءً.
يعشق مليجي حياته في دهب، ينعم بالاستقرار والسلام "دايمًا تلاقي الحاجة اللي تربطك هنا"، يتمنى توسعة مشروعه الصغير "جنب القهوة يبقى في حاجات تانية، أقدم فطار كمثال"، يأمل في الحصول على رخصة في تدريب الغطس الحر "وأبقى مدرب عالمي وأحقق أرقام قياسية"، لكن المؤكد في كل ذلك أن "دهب هي البيت، ومفيش رجوع عنها".
اقرأ ايضاً:
دهب تفتقد "ستيف".. مصراوي يتتبع خطى الغواص الأيرلندي الشجاع
لماذا يترك أحدهم السويد للعيش في دهب.. "لوتا" لديها الإجابة (فيديو)
بالفيديو- "سامي".. فنلندي عشق دهب واستقر على حماية شعابها المرجانية
استقال من عمله لحياة الترحال.. المهندس نبيل يحدثكم من "دهب" (فيديو)
فيديو قد يعجبك: