قصة آخر قبطي قُتل في العريش.. لماذا عاد إلى مدينته مرة أخرى؟
كتبت- شروق غنيم:
في فبراير الماضي؛ نزح نبيل صابر وأسرته من العريش إلى نُزل الشباب في بورسعيد، بعدما اشتدّت العمليات الإرهابية تجاه أقباط المدينة، وحصدت أرواح 7 منهم، لكن ظروف تعرض لها الرجل الأربعيني الأيام الماضية، دفعته للعودة مرة أخرى، دون أن يعلم أنه سيصبح القتيل الثامن على يد الإرهابيين.
يحكي عماد قدري، شقيق زوجة الراحل، أنه قرر العودة إلى المدينة الثلاثاء الماضي بسبب إنهاء أوراق ضرورية، بعدما مكث صابر في بورسعيد مع زوجته وأبنائه الاثنين، محاولا تدّبر أمر معيشتهم، فيما ترك محل الحلاقة الذي يملكه في العريش، وبات دون مهنة "لإنه أرزقي".
ويفسر قدري لمصراوي، تفاصيل أسباب عودة الراحل إلى العريش " كان عايز يطلع ورق المدرسة بتاع ابنه الكبير"، وذلك بناءً على طلب من المدرسة الجديدة التي التحق بها الابن ببورسعيد، استعدادًا لأداء امتحانات الصف السادس الابتدائي.
ويوضح قدري أن الأوراق استغرقت وقتًا لاستصدارها في العريش، وهو ما دفع صابر لإطالة مدة إقامته هناك، لكن أمس، باغته أربعة مسلحين ملثمين في الشارع، وأردوه قتيلًا بأربع رصاصات، وبحسب جيران قدري فإنه "اتصاب برصاصتين في الرأس، وواحدة في البطن والكتف".
ويضيف قدري أن هدوء الأجواء في العريش الفترة الماضية هو ما طمأن صابر بشأن العودة، لكن "واضح إن الجماعات لسة بترصد المسيحيين هناك"، فيما يوضح أن أسرة الراحل تسلمت جثمانه في القاهرة، ودُفن صباح اليوم في كنيسة بالمعادي، بعدما قضى 20 عامًا من حياته في العريش.
ونزحت نحو مائة أسرة من العريش إلى الإسماعيلية في مساكن المستقبل وبيت الشباب، وذلك بعد مقتل سبعة أقباط في المدينة على يد مُسلحين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فبراير الماضي، فيما اتجهت بعض الأسر إلى بورسعيد، والآخر سافر إلى أقاربه في العاصمة.
فيما شهدت الفترة الأخيرة استهداف للأقباط، حيث أعلن التنظيم الإرهابي مسئوليته عن تفجير انتحاري بكنيسة البطرسية بالقاهرة، أودى بحياة 25 شخصًا، فيما شهدت كنيستي ماجرجس بطنطا والمرقسية في الإسكندرية، تفجيرين إرهابيين في التاسع من إبريل الماضي (أحد الشعانين)، وأسفر عن مقتل 45 شخصًا، وإصابة 128 جريحًا، بينما لا تزال تهديدات التنظيم الإرهابي بشأن أقباط مصر مستمرة، كان آخرها بيان أصدره التنظيم قبل أيام يحذر فيه بالابتعاد عن أماكن تواجد "الأقباط ورجال الشرطة والجيش المصري" كونها أهداف محتملة من قبل "داعش".
فيديو قد يعجبك: