إعلان

قصة أول مُحجبة تكسر قواعد لعبة الملاكمة الأمريكية (حوار)

03:59 م الأحد 14 مايو 2017

أمية ظافر الأمريكية ذات الـ17 عاما

حوار- دعاء الفولي:

منذ أسبوعين لعبت أمية ظافر، الأمريكية ذات الـ17 عاما، أول مباراة احترافية لها في ولاية مينيسوتا، بعدما كانت ممنوعة من اللعب، بسبب لائحة اتحاد الملاكمة الأمريكية، التي تفرض ارتداء زي معين، لا يتناسب مع حجاب ظافر.

في حوار أجراه مصراوي مع ظافر عبر البريد الإلكتروني، تروي الفتاة مشاهد من رحلتها في اللعبة، وما أحلامها بعدما صارت أول مُحجبة تلعب الملاكمة بشكل رسمي في الولايات المتحدة الأمريكية..

قبل لعب الملاكمة.. هل كنت تعلمين أن دخول المباريات الرسمية ممنوع بالحجاب؟

لا. علمت فقط العام الماضي حينما تم منعي من إحدى المباريات الاحترافية في فلوريدا، قال لي الحكام أنه لا يمكن اللعب بالحجاب. وقتها انزعجت بشدة، لم يخطر على عقلي أن بلد مُتحررة مثل أمريكا قد تضع قوانينا لها علاقة بشكل الملابس، لم يكن قرار المنع منطقيا بالنسبة لي، لذا لم أستسلم له.

2

ماذا فعلت إذًا؟

قمنا بتوكيل مُحامي للتفاهم مع اتحاد الملاكمة، انضممت لنادِ آخر أكثر احترافية لأستمر في التدريب وأحسّن أدائي. تحدثت للذين عرفتهم عبر مواقع التواصل ومن خلال موقعي الخاص عن أهمية ذلك الحلم، لا من أجلي فقط، بل لكل الفتيات اللاتي سترغبن في اللعب بعد ذلك.

خلال مُدة منعك من المباريات الرسمية ماذا كنت تفعلين؟

كنت أتدرب يوميا على الملاكمة، كأنني سألعب مباراتي الأولى اليوم.

3

من الذي قدم لكِ الدعم خلال تلك الفترة؟

كثيرون. أولهم والدي ووالدتي، فبالإضافة للتنسيق مع المحامي وغيره، كان والدي يأخذني بالسيارة يوميا للنادي كي أتدرب، وينتظرني حتى أنتهي، ظللنا على تلك الحالة لمدة عام حتى أصبحت أقود بمفردي، أما مُدربي في الملاكمة فقد كان يُذكّرني دائما كم أنا قوية، وأنه يفتخر بي.

هل واجهتِ مضايقات بسبب رغبتك في اللعب بالحجاب؟

التنمّر أو قول الأشياء السيئة موجود دائما. البعض قالوا لي لماذا تُرهقين نفسك في رياضة مُخصصة أصلا للرجال، آخرون قالوا أشياء سيئة متعلقة بديني، لكن في النهاية أخذت عهدا على نفسي بأن أرد عليهم بما أفعل، فأنا أحب حجابي وأحب الملاكمة ولن يكون علي الاختيار بينهما أبدا.

حدثينا عن قرار اتحاد الملاكمة الذي سمح لكِ باللعب؟

صدر القرار في إبريل الماضي. وكانت القاعدة تقول إن لاعبي الملاكمة عليهم ارتداء أكمام قصيرة و"شورت" عند الركبة ليستطيع لحُكام رؤية الرضوض أو الإصابات في أجسادهم، ولأن ذلك ليس ملائما لحجابي فقد رفضته، والآن باستطاعتي اللعب بأكمام طويلة وبنطال.

هل يسمح لك القرار باللعب على نطاق دولي؟

لا. يمكني فقط اللعب بشكل محلي داخل الولايات المتحدة، ولكن حتى ذلك يُعد انتصارا كبيرا.

لعبتِ أول مباراة احترافية لك من أسبوعين.. كيف كان شعورك؟

شعرت أنني حُرة وأنني مقاتلة حقيقية، ورغم أن المباراة انتهت بخسارتي إلا أن ذلك لم يضايقني، فهدفي كان أن أستطيع اللعب بغض النظر عن النتائج.

4

وماذا عن ردود أفعال المحيطين بكِ بعدما استطعتِ تحقيق هدفك؟

أرى في عيون الجميع سعادة بما وصلتُ إليه. إلا أن أكثر الردود التي تؤثر فيّ، هي عندما أذهب لمدرستي، وأجد الأولاد الأصغر مني سنا يتقرّبون لي، ويتطلعون لأن يكونوا مثلي، ذلك يُبهرني ويشعرني بالمسئولية في آن واحد.

كيف بدأتِ لعب الملاكمة؟

عندما كنت في الثالثة عشر ذهبنا أنا وأبي لمشاهدة مباراة للمبارزة بالسيوف، اقترح عليّ وقتها أن أجرب الانضمام لتلك الرياضة، لكنني سخرت قائلة: "مستحيل.. أفضل لكم أحدهم في وجهه على أن أطعنه بالسيف"، فقال لي أبي إذا سأشترك لكِ في أحد الأندية القريبة لتلعبين الملاكمة.

1

ومتى أدركتِ أنها رياضتك المفضلة؟

في الحقيقة أنا لم أتخيل نفسي يومًا في رياضة عنيفة. لم يكن ذلك من هواياتي. كما أن حجمي صغير نسبة لباقي الفتيات، لكني قررت خوض التجربة على كل حال، وانغمست فيها، ثم وجدتني وقد أحببت الملاكمة بشكل جنوني.

ما الذي غيّرته فيكِ اللعبة؟

الملاكمة جعلتني أقوى روحيا وجسديا. أصبحت أكثر اعتمادا على نفسي، أكثر نضجا وفهما للحياة، وصار لدي حلم كما نقول.

من الذي تتطلعين إليه عالم الملاكمة؟

بكل تأكيد اللاعبة "كلاريسا شيلدس"، والتي حصلت على بطولة العالم في أولمبياد 2012 و2016، وهي أول أمريكية تحصد البطولة مرتين متتاليتين، بينما عُمرها حاليا لا يُجاوز الثلاثة وعشرين عاما. وقد دعمتني "كلاريسا" فيما رحلتي، كما أنها دعتني لإحدى مبارياتها في يونيو المُقبل.

5

وماذا عنكِ.. ما أحلامك للفترة القادمة؟

لقد بدأت للتوّ في خوض عالم الملاكمة والمباريات الاحترافية، لذا أريد لحصول على أكبر قدر من الخبرات، وأن أنافس في أوليمبيا طوكيو 2020.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان