لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أنقذ صديقه فالتهمته النيران.. حكاية الراحل الوحيد في انفجار التجمع الخامس

11:42 ص الخميس 20 أبريل 2017

السيد إبراهيم عبد الحليم

كتبت– يسرا سلامة:

 

خطوات مترقبة اتخذها "السيد إبراهيم عبد الحليم"، في اتجاه النار الصاعدة بوتيرة متسارعة، لم يفكر كثيرا قبل أن يحمي زميله أولا، أبعده للوراء، غير مدرك أن النار ستلتهمه بعد لحظات، ويصير الراحل الأوحد في حادث الحريق.

 

القصة تعود لصباح السبت الماضي، حين كانت النيران ظاهرة للعيان خلال مرورهم بأول شارع التسعين بالتجمع الخامس، الحادث سرعان ما تحول إلى انفجار ضخم، أثناء عمل الشركة القابضة للمياه والصرف الصحى بالموقع، والذي خلف 17 مصابا من الشركة، ووفاة "السيد إبراهيم". ترقب البعض سبب الحادث، إرهابيا أم ناتج عن خطأ، لم يغير ذلك الحزن الذي ملأ نفس "نادية محمد سليمان"، زوجة السيد، التي لا تزال تتلقى العزاء في زوجها.

 

 

من منطقة إمبابة التابعة لمحافظة الجيزة، كان يخرج السيد صباح كل يوم، متجها إلى الفجالة، حيث مقر شركة مياه الشرب، الذي يعمل بها من 1985، نفس السنة التي تزوج فيها. أنجب ثلاثة أبناء، كريمة ومحمد وأيمن، علمهم وزوجهم، وكان خير جد لأربعة أحفاد.

 

1

 

"كان بيحسب هينقذ الراجل ويجي يحكيلنا" تقول الابنة المكلومة وهى ممسكة بصورة لوالدها الراحل، فيما تردف الزوجة "نحسبه عند الله شهيد لإنه مات في سبيل شغله"، تحكي الزوجة رواية الواقعة، بعدما جاء العامل الذي أنقذه زوجها، أصيب بحروق في رأسه، معزيا وراويا لها ما حدث "فضَل ينقذ صاحبه الأول لكن ما أمنش للنار، وكمان ينقذ عهدة المعدات".

 

لم يكن "إبراهيم" طوال سنوات عمله في شركة المياه إلا سائقا للنقل، قدره أن يقترب من موقع العمل في السبت الماضي، كان ينتظر مرور عامين من أجل خروجه لدرجة المعاش، ومنها يذهب لتحقيق أمنيته الأخيرة، الذهاب لحج بيت الله الحرام مع زوجته، وهى أيضا ابنة خاله.

 

يروي أصغر أبنائه، أيمن -28 عاما- أن والده لم يؤخر عنهم شيئا، مداوم السؤال عنهم، يقضي معظم الوقت مع أحفاده، تستكمل الزوجة طرف الحديث "كان محبوب وسط زمايله، مخلص في يخرج من 8 الصبح وميجيش غير بالليل"، تذكر السيدة إنه مداوم على عمله في أيام الإجازات "في العيد كان يأجز يوم واحد بس، ويقولي إحنا شغلنا طوارئ".

 

2

 

لم تتوقف التعازي من زملاء إبراهيم، لا يزال منزله يحوي كراسي العزاء، فيما يعرف أبناء الشارع حكاية العامل "شهيد الغاز"، تقول الزوجة إن الشركة تكفلت بدفع 10 آلاف جنيها لتفاصيل جنازته، ودفنه في محافظته الأم المنوفية، تتقبل الزوجة العزاء في جلد، فيما تتمنى أن تحقق لنصفها الراحل أمنيته الأثيرة "نفسي أعمله حجة لبيت الله، وابنه يشتغل مكانه في الشركة".

 

إقرأ أيضا:

 

الصحة: تفحم حالة من مصابي انفجار التجمع الخامس ووفاتها بموقع الحادث

 

طلب إحاطة بـ''النواب'' حول انفجار خط غاز التجمع الخامس

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان