إعلان

بروفايل- "يا رايح السويس".. كابتن غزالي فارقنا

07:52 م الأحد 02 أبريل 2017

كابتن غزالي

كتبت - رنا الجميعي:

قلبه كان معجونًا بحب الأرض، فتغنى لها طيلة حياته، حتى أنه أصبح عُنوانًا للسويس، يسأل عنه كل ضيف جديد على المدينة: "هو فين كابتن غزالي؟"، فهو قِبلة لكل من يحلّ على القناة، يحكي له عن أولاد البلد من عمال وفلاحين تشربت الأرض بدمائهم. اليوم رحل كابتن غزالي عن عمر 89 سنة، فيحقّ لمصر كلها الحُزن على شاعر أخير من شعراء المقاومة.

يحسب الناظر لكابتن غزالي، أنه رجل بسيط العلم والملبس، غير أنه حفظ القرآن وأجاد مبادئ النحو والصرف، عُيّن كاتب عمومي في وزارة الزراعة، وكان لاعبًا في نادي اتحاد السويس، بجانب ذلك اشتهر بنظم الشعر، واستخدمه لمقاومة العدو الإسرائيلي، منذ نكسة يونيو 1967.

رغم تهجير المدنيين، لم يترك غزالي السويس، أصبح واحدًا من كتائب المقاومة الشعبية، كما أسس فرقة "أولاد الأرض"، ووصلت أغانيه إلى 800 أغنية، لتُصبح كلماته زادًا للمحاربين على الجبهة، ولتلهج الألسنة بالدفاع عن الأرض "غنّي يا سمسمية، لرصاص البندقية، ولكل إيد قوية، حاضنة زنودها المدافع".

المُقاومة في عُرف الكابتن، لم تكن فقط بالتغنّي وقت الحرب، حيث أنشأت فرقته فصول لمحو أمية الأهالي، كما امتلك مكتبة يستعير منها "السوايسة"، يدرك أن حال الأهالي هو الضيق، فلا يمانع الاستعارة أو الشراء، المُهم أنه يضع نصب عينيه، تثقيف الشباب.

لم يعرف غزالي سكة الشُهرة، رغم أن طريقها ليس مُستحيلاً، لمن ألّف أشهر أغاني المقاومة، مثل "فات الكتير يا بلدنا" و"يا رايح السويس"، إلا أنه ارتضى العيش في مدينة المقاومة، تُسافر إليه وسائل الإعلام في المُناسبات الوطنية، لا يقول سوى ما آمن به، دون بطولة زائفة أو "عنجهية"، يهمّه فقط حال الناس، يتخذ من تلك المنابر صوتًا لهم، يُناشد الحكومة في حل بطالتهم، ويتغنّى بالشعر، ينقل حُبه لمدينة القناة "إياك تنسى اللي فات واللي استشهد ومات بكرة ننسى الآهات ونغني للسويس، يا رايح السويس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان