إعلان

"من أجلك أنت".. قصة احتراق الحزب الوطني

04:46 م الأحد 12 فبراير 2017

احتراق الحزب الوطني خلال احداث ثورة يناير 2011

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

تصوير- محمد عابد:

الصدفة وحدها دفعت المصور الفلسطيني "محمد عابد" في قَلب الثورة، بعد أن وصل للقاهرة بديلًا لأحد زملائه بالوكالة الفرنسية خلال فترة إجازته، لم يكن يعلم حينما جاء في الشهر الأخير من 2010 أن مصر على جَمر النار، والثورة على امتداد البَصر، حتى وقعت الواقعة، فانطلق في أرجاء المحروسة يحفظ أحداث ثورتها بعدسته، موثقًا لأدق اللحظات من بينها احتراق مبنى الحزب الوطني.

لا يزال المصور الأربعيني يتذكر ما جرى كأنه الأمس، ما دار تحديدًا في جمعة الغضب، من تصادم الثوار بقوات الشرطة، انتصارهم في نهاية اليوم وانسحاب الخاسرين، سيطرة المتظاهرين على الميادين "كنت بجوار منطقة رمسيس أغطي الأحداث هناك".

في التوقيت نفسه اندلع حريق بمقر الحزب الوطني، أربعة عشر طابقًا أكلتهم النيران ساعة بساعة "ضل يحترق لليوم التالي"حتى وصل "عابد" إلى المكان في الصباح والتقط صورته الشهيرة.

كان "عابد" منشغلًا بالصخب الكامن في التحرير، مسيرات من كل فج تستقر بالميدان، عدسة كاميرته لا تتوقف، قبل أن يقترب من الحزب الوطني، تأمل المبنى المتفحم، الدخان الأبيض الصاعد من نوافذ الطوابق العليا، ثم صوب كاميرته نحو المبنى لكنه توقف فجأة.

انتبه للحظة إلى لافتة ضخمة أمام المبنى، يطل منها ملامح 5 أطفال تعلو وجوههم ابتسامة كبيرة مزيلة بشعار الحزب "علشان تطمن على مستقبل ولادك.. صوتك للوطني" فقرر أن تكون تلك هي صورته "شعرت إن صورة اللافتة اللي بتحمل قوة وشعارات الحزب الوطني وخلفها الحريق رسالتها هتكون قوية".

صورة-1

دار المصور الفلسطيني حول المبنى، صارت الزاوية أفضل لاقتناص الصورة التي يريدها "المصور لازم يكون عنده حس فني أثناء التصوير"، لم يُركز على وجود عُنصر بشري كعادة المصورين المفضلة "مكنتش عايز.. اللافتة كانت كافية".

فور أن حصل "عابد" على صورته، انطلق إلى مكتب الوكالة الفرنسية بالقاهرة "ارسلتها عبر ستالايت فون" لتتصدر الصفحة الرئيسية في عدد كبير من الصحف المصرية والعالم في صباح اليوم التالي "انتشرت بشكل كبير".

لم يحصل "عابد" على أي جوائز عن تغطيته للثورة المصرية "أغلب الجوائز عن الحروب في غزة من 2000 لـ 2010"، غير أنه يعتقد أن صورة مثل "الحزب الوطني" باتت ذو قيمة خاصة الآن حيث تطرح سؤالًا "هل اللي صار أفاد أطفال مصر فعلًا ولا تعبوا أكتر؟" تاركًا الإجابة للمصريين-وفق قوله.

 

* اختير "عابد" -مصور الوكالة الفرنسية في قطاع غزة ومسؤول قسم التصوير بها- من قِبل صحيفة الجارديان البريطانية ضمن عشرة مصورين لترشيح أفضل مصور في العالم 2015.

تابع باقي موضوعات الملف:

الثورة.. لقطة (ملف خاص)

2017_2_12_19_13_32_600

في جمعة الغضب.. كواليس صورة بكى فيها ''عسكري''

2017_2_9_22_1_13_110

من إيطاليا إلى التحرير.. ''ماركو لونجاري'' يروي لحظاته مع الثورة المصرية

2017_2_12_15_3_7_934

جنازة ثائر مجهول.. نظرة على ''يناير'' من الشباك

2017_2_11_21_36_27_945

الثورة في الزمالك.. قصة أول مظاهرة في الحي الراقي

2017_2_11_13_21_6_99

بين الدخان والأصابع المكسورة.. ''صائد القنابل'' يُعانق الثورة

2017_2_12_12_20_48_519

في ميدان الساعة.. عندما ثار الإسكندر الأكبر مع المتظاهرين

2017_2_11_16_30_40_989

''كاب وطفّاية وبنزين''.. صورة التناقضات من ثورة السويس

2017_2_11_14_15_45_940

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان