إعلان

لقاء غير مسموح.. مشروع فني عن الحنين لـ"بيت العيلة"

02:54 م الأربعاء 27 ديسمبر 2017

مشروع فني عن الحنين لـ بيت العيلة

كتبت- شروق غنيم:

الاشتياق للأقارب الراحلين عن العالم كان يسيطر على الفنان محمد عيد، بينما يطن عقله بالتساؤلات؛ هل للذاكرة روح؟ هل لنا مع تلك الروح فرصة في اللقاء؟ أم أنه لقاء غير مسموح؟ فخرج ذلك في عمل فني يعبر عما يدور بخلده.

1

10 صور شخصية مُتراصّة في غرفة بصالون الشباب الفني؛ كل واحدة منهما تحمل روحٍ خاصة للحظات عائلية؛ زفاف، تجمع أُسري، جِد يُهدهِد حفيده الصغير، أو الاحتفال بعيد ميلاد، لكن هناك فردًا في الصورة أو أكثر غائبًا، اقتطعه عيد ليُدلل على غيابه خارج إطار الصورة.

فيما اكتست المساحة الخالية في الصورة كدلالة على غياب الشخص، بلون ذهبي يصبغ مكان مختلف من جسد كل واحد، القلب، حركة اليدين "اخترت اللون ده عشان أوصل فكرة الدفء والحنين ليهم".

2

خلال سبع سنوات من عمله في الرسم والتصوير؛ أراد عيد أن يخوض مشروع كهذا، أن يُعبر عن الحنين لبيت العائلة، فقرر تنفيذها بطريقة لم يعتدها من قَبل من خلال مجال التجهيز في الفراغ، الذي يمنحك عرض عملك الفني داخل غُرفة مع وجود مؤثرات بصرية وسمعية، ما يجعل المتفرج يتفاعل مع العمل.

"كنت عاوز أخرج برة الإبهار التِقني وأعمل حاجة ليها علاقة بالمشاعر"، يحكي المدرس المساعد في قسم الجرافيك بكلية فنون جميلة، أنه أراد أن يمّس مشروعه كل من يشاهده، ويستدعي هو الآخر من ذاكرته الصور العائلية التي يتواجد فيها الراحلون عن العالم الحالي "معيار نجاح الفكرة بالنسبة لي إن لما حد يشوفها يقشعر".

3

ممر يقودك إلى غرفة صغيرة تُشبه البيت، هُنا تواجدت صور المشروع بينما تدلى من السقف نموذج للمخ للربط بين الصور والذاكرة، فيما هيّأ عيد المكان ليكون شاهدًا على الحنين أيضًا، عِطر يُشبه رائحة الخشب القديم، إضاءة خافتة، وموسيقى لعازف عراقي كانت تشتغل دائمًا في منزل جده.

حينما شاهدت عائلة الفنان الشاب المشروع، انسابت الدموع واعتصر القلب على فراق الأحباب "رغم إني مكنتش أقصد تكون فكرة محزنة بقدر تقديم حاجة عن الحنين لبيت العيلة".

4

نافس المشروع خلال الدورة الـ28 من صالون الشباب الثقافي في نوفمبر الماضي، اقتنص خلاله "لقاء غير مسموح" على الجائزة الكُبرى مناصفة مع فنانة قدمت أعمال نحت "مكنتش متوقع آخد الجايزة بس كنت عارف إن الإحساس هيوصل للي هيشوفوا الفكرة وهيتأثروا بيها".

شعر عيد بالامتنان حينما حصل على الجائزة، احتسبه تقديرا "لمعافرة 7 سنين في المجال الفني ومساندة عيلتي ليا"، فيما تملؤه السعادة حينما يسمع عبارات الإشادة ممن رأوا المشروع ومسّتهم فكرته "في النهاية تبقى ثنائية الحضور والغياب ثنائية فلسفية تفتح ألف باب للتساؤل والخيال".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان