إعلان

دافعت عن الفتيات فاعتقلها الاحتلال.. حكاية الفلسطينية "رفقة القواسمي"

01:05 م الإثنين 18 ديسمبر 2017

اعتقل الجنود الأم رفقة القواسمي

كتبت - دعاء الفولي:

كانت الفلسطينية رنين عامر في مقر عملها، حين شاهدت بثًا حيًا لاعتداء جنود الاحتلال على المواطنين الموجودين بمنطقة باب العامود. دققت الفتاة النظر في التفاصيل. لمحت والدتها بين المُعتدى عليهم. طار عقلها. حاولت الاتصال بها، لكنها لم ترد. ملأت الدموع عيني الفتاة، هرعت للمكان ركضًا، وما إن وصلت حتى رأت والدتها لم يمسسها سوء. اطمأن قلبها، لكن الاحتلال لم يرتضِ ذلك، فاعتقل الأم رفقة القواسمي.

ما هي إلا دقائق عقب نزول الأم حتى شاهدت رنين الفيديو الذي تم تداوله بشكل كبير على مواقع التواصل. أخبرتها رفقة بما حدث حين رأتها في باب العامود؛ كانت الأم تجلس في سلام مع ابنها وبعض الفتيات اللاتي لا تعرفهن، يغنين، يهتفن بصوت منخفض، وفجأة انقضّ جنود الاحتلال "أخدوا أخي آدم"، ثم بدأت شرطيّة في الاعتداء على البنات، جُنّ جنون الأم "ما حدا بيتحمل يشوف هيك ويصمت"، باتت تضرب الشرطية لتصد عن الأخريات "لكن هما ما تركوها.. ضلوا يضربوا إمي والجندي خبطها بالبيادة في بطنها ورجليها".

عادة ما تشهد منطقة باب العامود بالقدس وقفات سلمية. اعتادت رنين ذات الواحد وعشرين عامًا أن تذهب بصحبة والدتها "بنروح قبل قرار ترامب لكن بعدها الأمر زاد". في الخامسة والنصف مساء الرابع عشر من ديسمبر الجاري، كانت رفقة تزور ابنتها في مقر عملها بإحدى عيادات الأسنان "شغلي بيبعد عن باب العامود 7 دقائق"، ودّعت الوالدة رنين "وقالت لي احتمال أطلع على باب العامود بضل على الدرج هناك مع الناس وأنا قولتلها بخلص شغل وأحصلك". لم تكن الأم وحيدة، بل برفقتها الابن آدم صاحب الـ12 عامًا.

انفضّ الجمع. صارت أم رنين وحيدة بعدما اُعتقل آدم والفتيات اللاتي دافعت عنهن "لما شفتها أخدتها وروحنا مركز الشرطة بشارع صلاح الدين لحتى نعرف شو مصير أخي". ظلت الفتاة ورفقة والأب والأخوة جالسين بجوار القسم لثلاث ساعات "فجأة خرجوا قالوا لنا بدنا نشوف أم آدم"، لم تفهم الأسرة السبب "قالوا عشان هي تيجي تستلمه"، غير أن دخول الأم إلى السجن كان مكيدة "أخدوها هي وتركوا أخي وأعطوا له خمس أيام حبس منزلي".

مازالت رنين لا تصدق ما حدث "نحنا كتير مرتبطين بإمي لأنها ربة منزل"، كذلك حال والدها وأشقائها الثلاثة. بين مشاعر "القهر" على اعتقال الأم عايشت الشابة ردود الفعل على المقطع الذي انتشر "الناس بتقولي ارفعي رأسك في والدتك"، توافقهم الابنة الرأي، تُدرك أن أمها "شجاعة"، لكن غصّة عدم وجودها بالمنزل لا تفارقها.

عقب يوم واحد من القبض على رفقة، اُحيلت إلى المحاكمة بتهمة "الاعتداء على ضابطة أثناء تأدية عملها". ما عاد ممكنا لأسرتها أن تراها "شفناها يوم المحاكمة بس ما قدرنا نسلم عليها"، يذوب قلب رنين حزنا عليها "ما بنعرف شو هي عاملة، لولا المحامي طمأننا أن ما حدا ضايقها جوة كنا اتجننا".

تقوم رنين مقام والدتها منذ الاعتقال، تُطيب خاطر أشقائها، تُربت على كتف آدم الصغير "كل شوية يسألني عن ماما وانا بحاول كون متماسكة أمامه"، سبب له الحبس المنزلي مشكلة في الاختبارات المدرسية، بينما أجبر على البقاء معه لخمسة أيام بعيدا عن العمل.

خلال ساعات الانتظار أمام السجن، شاهدت الأم المقطع المصور الذي انتشر لها "ضلت تقول لي على إيه كل هيك.. أنا ما عملت غير الطبيعي والمفروض"، لم تبتغِ رفقة أن تستفز جنود الاحتلال، فهي تعلم مدى ظلمهم "خاصة إن هيك المرة هي الأولى اللي إمي بتتاخد على القسم أو أي حدا من عيلتنا". تنتظر الوالدة اليوم ما يُطلق عليه "محاكمة صُلح"، تأمل رنين أن ينتهي الأمر بعودتها إلى المنزل "حتى لو بندفع غرامة.. أي إشي مقابل إنها متفضلش عند الاحتلال ساعة واحدة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان