إعلان

بعد الإفراج عنها.. "مصراوي" يحاور النائبة الفلسطينية التي اعتقلها الاحتلال في تظاهرات القدس

03:10 م الخميس 14 ديسمبر 2017

قوات الاحتلال تعتقل جهاد أبو زنيد

حوار- أحمد الليثي وشروق غنيم:
وسط عشرات المقدسيين؛ شاركت جهاد أبو زنيد، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، في احتجاجات السبت الماضي، اعتراضًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس. لكن ما إن انطلقت المسيرة في شارع صلاح الدين حتى واجهتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين.

أخذت قوات الاحتلال في محاصرة الشارع وفضّ المسيرة بالقوة، طاردت النساء المشاركات، انتزعت العلم عنوة من قبضة المحتجين، فيما ألقت القبض على العشرات منهم، ومن بينهم أبو زنيد، وجّهت لها الكلمات المهينة واللكمات، وقضت يومًا معتقلة حتى تم إخلاء سبيلها الأحد بشرط الابتعاد عن القدس مدة 21 يومًا وغرامة تتراوح من 500 إلى 750 شيكلًا.

"مصراوي" حاور النائبة الفلسطينية، التي حكت كواليس اعتقالها، ما حدث خلال المسيرة، وخطوات السلطة الفلسطينية من أجل مواجهة القرار الأمريكي.

كيف شاركتِ في المسيرة؟ هل كان موقفًا شخصيًا أم مشاركة رسمية من نواب فتح؟

لم تكن مسيرة رسمية، شاركت فيها برفقة الناشطات، لكن حركة فتح تقود فعاليات مستمرة حتى الآن ضد القرار الأميركي.

وكيف بدأت قوات الاحتلال فضّ المسيرة؟

أمطرت قوات الاحتلال الشارع بقنابل الصوت من أجل منع استكمال المسيرة، قمعوا النساء المشاركات وفرقوا الجمع من أجل إبعادنا عن المكان. استمر الكر والفر حوالي ثلاث ساعات، أتعبناهم خلالها، وبدا عليهم الرُّعب من حجم مشاركة النساء ومن ردودنا على الانتهاكات.

صوورة 1

كنتِ تصيحين في وجه قوات الاحتلال التي اعتقلتك.. ماذا كان يدور في بالك وقتها؟ وماذا قُلتِ؟

وقتها كنت أشعر بالعزة والكبرياء، فصرخت فيهم وقُلت لهم لن تتحقق أمانيكم، ولن تكون القدس عاصمتكم، هي عاصمتنا الأبدية، عربية الهوية ولن نرحل عنها، ثم صرخت وقلت يالله يا رجال هبوا.

ما المكان الذي تم اقتيادك له بعد الاعتقال؟

تم اقتيادي إلى مركز للشرطة في منطقه البريد في عمارة استولى عليها الاحتلال. مكثت هُناك من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الواحدة والنصف صباحًا، وكنت وحدي مع مجموعة من الشباب والأطفال الذي تم اعتقالهم خلال المواجهات.
وعندما حلت الثانية صباحًا، تم نقلي إلى سجن نفي تريستا للنساء، وذلك لعدم وجود مكان في سجن المسكوبية المتعارف عليه في القُدس لتوقيف المعتقلين نتيجة امتلائه بالمُعتقلين.

هل كان هناك تحقيق؟ وما الذي دار خلاله؟

تم التحقيق معي في باب البريد بعدما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب عليّ وإهانتي، ثم اتهموني بالتحريض والمشاركة في مسيرة غير قانونية وإثارة الشغب ومواجهة المجندات أثناء اعتقالهن لي، بالإضافة إلى اتهامي بأنها ليست أول مرة أُشارك في فعاليات مناهضة.

وماذا حدث بعد ذلك؟

حينما تم تحويلي إلى السجن رفضت طبيبته استقبالي نتيجة الكدمات المتفرقة في جسدي، فتم تحويلي إلى المستشفى في منطقة الرملة، وبعد فحصي طبيًا عُدت إلى السجن الذي رفض استقبالي مُجددًا، فمكثت في الشارع مع شرطيين، ثم عادوا بي بعد إهانتي وشتمي إلى القدس وهناك بقيت حتى الساعة الحادية عشر صباحًا، وقتها قام محامٍ بفحص مكان تواجدي، وتم إبلاغه أنني لم أحوّل إلى السجن بشكل رسمي، وهناك تم طلب تمديد اعتقالي لكن المحامي رفض، فتم دفع غرامة مالية ومنعي دخول القدس مدة 21 يومًا.

كيف تعاملتِ مع أمر اعتقالك؟ وهل تدخل المجلس التشريعي؟

أصدر المجلس التشريعي بيانات إدانة، ووجهها إلى البرلمان الدولي ولمؤسسات برلمانية دولية.

هل هذه أول مرة يتم اعتقالك بهذا الشكل؟ احكي لنا عن ذلك.

أنا ناشطة منذ عام 1980، أي حينما كنت في عُمر الرابعة عشر عامًا، وتم اعتقالي وتوقيفي أكثر من مرة، لكنني لم يصدر حُكم بحقي، فقط إقامة جبرية وإبعادي عن القدس.

صوورة 2

هل تمكنتِ من متابعة ما يجري في الشارع خلال فترة اعتقالك؟

خلال اليوم الذي اعتُقلت فيه، كنت أتابع تطورات الموقف في القدس من خلال المعتقلين والمحامي الذي تواجد هناك لمساعدة الأطفال والشباب.

ما أول شيء فعلته بعدما تم إخلاء السبيل؟

ذهبت إلى بيت أمي لأنها كانت تبكي على ما جرى، وكانت في وضع صعب.

كيف تابعتي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص نقل سفارة بلاده إلى القدس؟ وهل توقعتيه؟

لم تكن أول مرة يلوّح فيها رئيس أميركي بنقل سفارة بلاده إلى القدس، لكن هذه المرة توقعت أن يُعلن عن تلك الخطوة رسميًا، فترامب قراراته غير متزنة وليست غريبة علينا، فحتى قبل انتخابه تجّلت عنصريته ونيته لفعل ذلك حينما وعد المنتخبين.

ما كان رد فعلك عقب قرار ترامب؟ وكيف ترين عواقبه على الفلسطينيين؟

لن يمرر الفلسطينيون هذا القرار، ولو على رقابهم، هذا المشروع خط أحمر لنا، فالقدس ليست ورقة للمساومة.

في رأيك.. في حال تنفيذ الخطوة، ما الدور الذي يمكن أن تقوم به السلطة الفلسطينية؟

هناك عدد من الخطوات التي يمكن أن تتخذها السلطة؛ وقف أي تنسيق مع الأمريكان، ورفض التعامل أو استقبال أي مبعوث أمريكي، مقاطعة اللقاءات الأمريكية، ومنع أي قائد وطني أو فتحاوي أو حكومي من عقد أي لقاء معهم، مقاطعة المؤسسات الأمريكية، وعدم الاكتراث بقطع المساعدات أو إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.

من وقت قريب حدثت مصالحة وطنية بين فتح وحماس.. كيف يمكن أن يساهم ذلك في حل الأزمة الحالية؟

يجب أن تكون المصالحة حتمية حقيقية، فوحدة الشعب والوطن هي قوة أمام قرار ترامب.

وماذا عن الفعاليات التي تنتوي السلطة وحركة فتح تدشينها في مواجهة ما جرى؟

أولًا مواجهات من خلال الحراك الشعبي الجماهيري، استمرار الأنشطة الدبلوماسية في سفارتنا، اجتماع المجلس المركزي خلال أسبوعين، وتحقيق المصالحة الوطنية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان