إعلان

صدمة وألم.. ماذا جرى في اليوم الدراسي الأول بـ"الروضة"؟

07:47 م الثلاثاء 28 نوفمبر 2017

اليوم الدراسي الأول بـ الروضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

ما هو التصرف الأمثل للتعامل مع طلبة قرية الروضة في اليوم الدراسي الأول بعد الحادث الأليم؟ كيف يمكن دفعهم بعيدًا عن الألم حتى لو خُطوة، هل تكفي كلمات المواساة؟ أي الطُرق الأمثل لتطهير قلوبهم من الأحزان؟ كلها أسئلة دارت في عقل "ياسر أبوعمار" أستاذ اللغة الإنجليزية، وهو في طريقه إلى مدارس القرية الحزينة.

كانت إدارة التربية والتعليم بالعريش قد منحت طلاب قرية الروضة إجازة يومين، على أن تستمر الدراسة بداية من اليوم الثلاثاء، لكن أزمة كبيرة واجهة القرار "إن عدداً كبيراً من المُدرسين استشهدوا في الحادث".. يقولها "أبوعمار" بأسى.

التكاتف بين أبناء العريش ظهر جليًا خلال الحادث، لكن المُعلمين بالإدارة التعليمية جلسوا فيما بينهم "قولنا لازم يكون لينا دور ونساعد أهالينا"، اتفقوا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم على جمع عدد من المُدرسين في التخصصات المختلفة لتغطية العجز في مدارس الروضة.

صباح اليوم الثلاثاء، خرجت حافلة تابعة لإدارة التربية والتعليم بالعريش، داخلها عدد من المُعلمين بينهم أبوعمار "ماكنش عندنا أي تخوف من استهدافنا لأننا مش أحسن من اللي راحوا"، في الوقت المُحدد لبدء اليوم الدراسي وصلوا ليجدوا عدداً من المسؤولين بالوزارة هناك.

13

مر "أبوعمار" على المدارس الثلاث، الابتدائية والإعدادية والثانوية "10 بس اللي حضروا في ثانوي، وزيهم في إعدادي" في تلك اللحظة التي خطى فيها بقدميه داخل مدارسة الروضة الثانوية ارتجف قلبه، ثمة هدوء ثقيل يَطبق على روحه "ليا أصدقاء كتير هناك ماتوا في الحادث".

داخل المدرسة الثانوية، لم يقف الطلبة في الطابور كما المعتاد، اتجهوا العشرة إلى فصولهم دون كلمة، وجوههم لاتزال محملة بالصدمة، لا يتحدثون كثيرًا، كان يتوقع صراخ وبكاء، روايات عن الدم والفقد والألم لكنه لم يجد سوى الصبر "حاجة متتصدقش، جينا احنا نهديهم لقيناهم هما اللي بيهدونا".

تيه لم يفارق الطلبة، تتحرك عيونهم في المكان يتذكرون أن هنا كان يجلس أحد الأصدقاء، وهناك يشرح المُعلم الدرس الجديد، وعند الباب يحضر ولي أمر واحد منهم، كل هذا انتهى في غمضة عين "الوضع كان صعب فوق ما تتخيل" حاول أبوعمار وغيره من الأساتذة القادمين من بئر العبد مع الأولاد "قعدنا نتكلم ونهديهم ونوعدهم إننا هنحاول نعوض غياب أساتذتهم".

خلال اليوم الدراسي وصل إليهم "إخصائيين اجتماعين عشان هما أكتر ناس عندها دراية تتعامل مع الطلبة إزاي" كان التأهيل النفسي الشاغل الأهم بالنسبة لهم "عشان كدا مكنش فيه دروس خالص".

الطلبة الذين حضروا لليوم الدراسي الأول، جميعهم- وفق أبوعمار- فقدوا ذويهم في الحادث "عشان كدا مكنش ينفع يغيبوا، مبقاش فيه بيت، والمدرسة هو بيتهم التاني" هذا شكل عبئًا إضافيًا على المُعلمين "حاولنا نعمل اللي قدرنا عليه ومش هنسيبهم" اتفق أبوعمار مع غيره من الأساتذة على تقسيم أنفسهم لمجموعات تزور الأولاد يوميًا لحين انتهاء الدراسة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان