إعلان

"بيزنس المباريات".. يوم تاريخي في تحقيق الأرباح فـ "الكافيهات"

07:04 م الأحد 08 أكتوبر 2017

كافيه وردة

كتبت – مها صلاح الدين وعادل توماس:

وسط بالونات تحمل ألوان علم مصر المعلق على كل الجدران، وقف شاب قصير القامة مصري الملامح، بابتسامة ترحاب غير مفتعلة، خلف منصة مرتفعة على بوابة "كافيه لوكيشن" الكائن بشارع جامعة الدول الشهير، بمنطقة المهندسين المزروعة ببائعي الأعلام، ليكون في استقبال الزبائن الذين توافدوا منذ ساعات الظهيرة، لحجز مقاعدهم أمام الشاشات الضخمة داخل الكافيه.

ووسط أجواء تجمع بين الهدوء النسبي ومظاهر الاستعداد، رصد "مصراوي" عبر جولة في عدد من الكافيهات بمنطقتي المهندسين والدقي "بيزنيس الكافيهات" المرتبط بمباريات كرة القدم، خاصة في مباريات مصر والكونغو، المرتقب فيها تأهل مصر للمنافسة في كأس العالم.

200 جنيه ..minimum chargeهكذا أفصح العامل بحماس عن سعر الحد الأدنى الذي يدفعه الفرد في خلال ساعات المباراة، في الوقت الذي لا يزيد هذا المبلغ في الأحوال العادية عن 100 جنيه، ولكن على حد قوله: "اليوم النهاردة تاريخي"، ما يجعل قائمة الحجوزات تمتلئ أكثر من اللازم، ويتضاعف الزوار عن الأيام عادية بثلاثة أو أربع مرات، ما يجعل "كافيه لوكيشن" لا يقبل بدخول مجموعات يقل عددها عن 4 أو 5 أشخاص، حتى يشغلون شاغر من الطاولات لا يأتي بفائدته.

صورة 1

وعلى ناصية إحدى الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع جامعة الدول العربية، بدأت الاستعدادات داخل "قهوة وردة" مبكرا، توافد الزبائن واستقروا بأماكنهم المفضلة المعتادة، وبدأت الشاشات الكبيرة في عرض لقطات من داخل استاد برج العرب للجماهير، وعلى الرغم من تصميم المقهى العربي الكلاسيكي البسيط، عُرف "كافيه وردة" بأسعاره المرتفعة بالنسبة لبقية "الكافيهات" بالمنطقة، يفسر ذلك، صاحب المقهى "شريف يوسف" والذي حرص على وجوده مع العاملين في هذا اليو، لـ "مصراوي" بأن الكافيه لا يفرض minimum chargeفي مواقيت المباريات أو حتى في الأيام العادية، وأنه لا يحترم الكافيهات التي تنتهج مثل هذا الأسلوب، والذي يضر بإسم المقهى، إلا أن الاستعدادات في مثل هذا اليوم تفرض نفسها، فيتم تزويد أعداد شاشات العرض، وتزويد أعداد العاملين داخل المقهى وربما خارجه، والذي يحرص أن يرتدون جميعهم زي موحد بألوان أعلام مصر حتى يتجانسون في الأجواء "سعادتنا في الأول وفي الآخر فرحة مصر".

وعن المكاسب الذي يحققها المقهى في أيام المباريات المهمة، يقول "شريف" بابتسامة مستحية "أيام الماتشات أنا بعتبرها رزق بييجي في وقته"، حيث أعقب ذلك فترة ضعف الإقبال مع موسم بداية الدراسة، فيحمل ذلك الحدث انتعاشة جديدة لكافة الكافيهات، ويبدأ عمال المقهى في استقبال الحجوزات ليعطي الأولوية للزبائن الدائمين، ويحرص على توفير الطاولة المفضلة لكل زبون، حتى ينعم بالراحة أثناء مشاهدته للمباراة.

ولن تزداد الإيرادات اليومية في مثل هذا اليوم وفقا لقول شريف أكثر من 30% عن الأيام العادية، ولكن الفارق الوحيد بحسب قوله أن الإقبال والضغط يكون في وقت واحد، هو توقيت المباراة.

صورة 2

وفي شارع البطل أحمد عبد العزيز الموجود داخل منطقتي المهندسين والدقي بدت الأجواء هادئة داخل "كافيه اسبورت" المعروف بجمهوره من الشباب لأسعاره المتوسطة، يستقبل "مصراوي" شاب في العقد الثاني من عمره، ليوضع أنه لا يوجد minimum chargeفي الكافيه في الأيام العادية، بينما إذا أردنا الحجز في توقيت المباراة، فالـ minimum charge 55جنيه.

بينما يوضح رجل في أواخر عقده الأربعيني يدعى عم "ناصر" لـ "مصراي" أن هذا اليوم داخل الكافيه سيتغير حاله مثلما سيتغير الحال في جميع أنحاء مصر، ففي الأيام العادية قد ينشغل في الكافيه 20 طاولة، بينما في هذا اليوم ستنشغل 100 طاولة وربما أكثر، ولا يتوقف الإقبال على الكافيه على الرغم من استمرار أعمال التجهيزات والإصلاحات بداخله، فهذا اليوم يعتبر تاريخي.

صورة 3

وفي الجهة الأخرى من الشارع نفسه يقع "كافيه كورتيدو" ويقف أمام مدخله أحد العاملين بهيئة رسمية ليقول أن قيمة الـ minimum charge أثناء المباراة 100 جنيه، وهو ما اختلف مع ما قاله صاحب الكافيه الممتلئ الهيئة "فرج"، وهو يجلس في آخر أركانه، حيث ادعى أنه يقوم بإلغاء الـ minimum charge أثناء المباريات إرضاءا لزبائنه، ويقوم بزيادة أعداد الطاولات وطاقم العمل، وإقامة حفل في حالة الفوز، ووضع أعداد كبيرة من الأعلام داخل وخارج الكافيه، وتوزيع الأعلام على الزبائن.

صورة 4

في العادة يقوم الزبائن الدائمين بحجز كافة طاولات الكافيه أثناء المباراة، بينما يستقبل الكافيه الزبائن الجدد بحسب الأماكن غير الشاغرة، وتزداد نسبة الإشغال والمكاسب 30% فقط في مثل هذا اليوم بحسب قول فرج.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان