إعلان

رئيس ائتلاف التعليم تتحدث لمصراوي عن كواليس مسابقة أفضل معلم في مصر

02:23 م الخميس 05 أكتوبر 2017

كواليس مسابقة أفضل معلم

كتب-إشراق أحمد ودعاء الفولي:

هذا العام هو الأول الذي تشارك فيه مصر بشكل رسمي في مسابقة "أفضل معلم على مستوى العالم"، التي تُقام سنويا في الإمارات العربية المتحدة. "كانت بيبقى فيه محاولات فردية من مدرسين مصريين إنهم يقدموا" حسبما تقول وسام الشريف، رئيس الائتلاف المصري للتعليم.

بجهود ذاتية قرر القائمون على الائتلاف دعم فكرة المسابقة، التي تسعى لتحفيز المُعلمين "الهدف منها قيمي أكتر من حصر المدرسين الأفضل في العدد اللي بينافس في المسابقة"، لذا نظم الائتلاف التابع لمؤسسة "مصريون بلا حدود" المسابقة، وأعلن عنها للراغبين، ضمن شروط ومعايير معينة.

ممارسة المهنة حتى وقت التقديم، البحث عن وسائل جديدة لتعليم الطلاب، تثقيف الطلاب وإشراكهم في المجتمع المحيط، وإعانتهم على تقبل الآخر؛ شروط عديدة وضعها الائتلاف لقبول المتقدمين البالغ عددهم 150 مُعلما على مستوى الجمهورية "احنا التزمنا بمعايير المسابقة العالمية في الاختيار".. تقول وسام، موضحة أن لجنة الخبراء المُشرفة على المسابقة تهتم برصد مدى تحقق تلك المعايير "يعني مثلا لازم نبص على متوسط أداء الطلاب على مدار العام أو أكتر"، كما يتم رصد المسابقات أو الأنشطة التي شارك فيها المُعلم أو التلاميذ.

أسلوب التعليم كذلك من أهم المعايير التي وضعها الائتلاف لاختيار المدرسين "لازم يكون عنده طرق مبتكرة.. بيستخدم الألعاب التعليمية أو التعليم التبادلي والنشط وغيره". على مدار المدة فرزت لجنة المسابقة ما تم تقديمه، ليتم التصفية على 12 مُعلما، ثم اختيار الخمسة الأوائل.

على مدار السنوات الماضية سعى الائتلاف للحصول على مساعدة وزارة التربية والتعليم المصرية، لتمويل المسابقة "لكن للأسف لم نتلق رد" وذلك رغم حضور مُمثل من الوزارة الحكومية في العام الماضي للمسابقة، والمفترض أن توجه الدعوة للوزارة العام الحالي كما تقول وسام.

وتضيف وسام أن الائتلاف يتكفل بالمسابقة بشكل كامل "سواء من جهة التمويل أو الإعلان عنها أو كراعي رسمي"، موضحة أن ما غيّر دفة المسابقة كان توقيع بروتوكول في مايو المنصرم مع مؤسسة "فاركي فاونديشن" والتي تتعاون مع الجهات الإماراتية القائمة على المسابقة العالمية.

يسمح ذلك البروتوكول للائتلاف بتقديم أوراق الخمسة فائزين في المسابقة المصرية، ليتم فرزها واختيار ممثلين منهم عن مصر، ما يُعطي مصداقية أكبر لأوراق المعلمين، وتؤكد رئيس الائتلاف أن إدارة المسابقة أعلمتهم بالفعل بقبول أوراق الخمسة الأوائل ضمن الترشيحات العالمية، وسيتم بحث أوراقهم كما الآخرين "ومازلنا في انتظار معرفة نتائج أفضل خمسين على مستوى العالم في ديسمبر الجاي"، وذلك تأهيلا لاختيار فائز واحد مطلع 2018.

شهادات تقدير هي ما حصده الفائزون بمسابقة أفضل معلم في مصر "مكناش عارفين نقدم جوايز للمعلمين هنقدم له إيه" تقول رئيس الائتلاف المصري للتعليم، في إشارة إلى ضعف التمويل، الذي يتركز على كيفية إقامة هذا الحدث لإمكانية مشاركة المعلمين المصريين في المسابقة الدولية، مشيرة إلى أن كل محاولات التنسيق مع الجهات المعنية باءت بالفشل.

1

وتقول وسام إن القائمين على الائتلاف سعوا للتواصل مع وزارة التربية والتعليم العام الماضي "وعمّال ما وصلنا للوزير كان اتغير وجه طارق شوقي"، فتحتم اتخاذ قرارًا هذا العام مع اقتراب موعد غلق باب التقديم في المسابقة الدولية؛ إما أن تشارك مصر أو لا تفعل للعام الرابع على التوالي، فرجحت كفة الخيار الأول، خاصة أنه لا توجد مشاكل في اشتراك المعلمين دون أي جهة داعمة حسبما تقول رئيس الائتلاف.

لجأ القائمون على المسابقة المصرية للعديد من الجهات لرعايتها، ما بين جامعات وأكاديميات ورجال أعمال وبنوك، لكن البعض اعتبر أن تكريم المعلم غير مُجدي "كان في كيل بمكيالين.. طيب معندكوش حاجة لتكريم الطلاب المعاقين". لم تستجب أي جهة رغم وضع معايير صارمة كما تذكر وسام "كنا بنقول هاتوا أنتوا الجوايز واعملوا اللي عاوزينه"، إلا أن الرد جاء بالتجاهل أو التصريح بوجود مخاوف "عشان علاقة الدولة بالمجتمع المدني.. ممكن تعملوا حاجة ميبقاش مرضي عنكم نلبس أحنا في الحيطة" حسب قولها.

ترى رئيس الائتلاف أن التخويف من المجتمع المدني والترويج بشائعات "العملاء والتمويل"، كان سببًا في عدم تسليط الضوء على المسابقة ومن ثم تضيع فرصة على تكريم ومعرفة نماذج مشرفة من المعلمين، فقيمة الحدث كما تقول وسام في رسالته بأن مصر لا زالت تحترم معلميها.

في نظر المسؤولة عن الائتلاف المصري للتعليم، فإنه يمكن للمظاهر السيئة الموجودة بالمدارس أن تنتهي، لو أعطى كل من الحكومة والمجتمع المدني المعلم حقه "لأنه هيصبح سلوك الطالب نابع من معرفته أنه قدام صاحب رسالة مينفعش إهانته".

عشرات المعلمين من مختلف أنحاء الجمهورية تقدموا للمسابقة، جميعهم كانوا على علم أن العائد أدبي وليس مادي، والفائدة للخمسة المتأهلين بحضور منتدى التعليم والمهارات في دبي. تصف وسام المشاركين بأنهم أصحاب رسالات، كثير منهم يمتلك مبادرات لم يكن للجنة التحكيم إلا أن تنحني لها احترامًا.

لم تكن جميع التعليقات التي توجهت للمسابقة إيجابية، البعض انتقد الحدث قائلين "مفيش عدالة في المسابقة دي لأن مش كل معلمين مصر شاركوا فيها فإزاي يبقى في أفضل"، فيما تعقب رئيس الائتلاف "مفيش مسابقة المفروض كل الناس تعرف عنها عشان تكون عادلة لأنها أصلا ترتكز على التحفيز.. اللي يعرف يقدم" ضاربة المثال بمسابقات ملكة جمال العالم فهي لا تقوم على مشاركة جميع النساء، معتبرة أن ترديد هذا الحديث يكسر معنويات المتقدمين.

ينتظر المعلمون الخمسة المصريون نتيجة التصفية الأولى للمسابقة العالمية، والتي تكون باختيار أفضل 50 معلم على مستوى العالم، وإقامة منتدى لهم لتبادل الأفكار والرؤى فيما بينهم.

وفي مصر، تؤكد رئيس الائتلاف المصري للتعليم أنهم قرروا توسيع نطاق المسابقة، بحيث يشمل الخمسة الفائزين برنامج إعداد مدربين متقدم على استراتيجيات التعلم النشط، كي يتمكنوا من الانخراط في مبادرات أخرى في محافظاتهم، وينقلوا خبراتهم إلى المعلمين الأخرين، وكذلك محاولة عمل شراكات مع كليات التربية والجمعيات الأهلية المعنية في المحافظات الأخرى، مع السعي مرة ثانية لإيجاد تمويل.

تتمنّى وسام أن تُحدث المسابقة والترشيحات صدى لدى الجهات التعليمية الرسمية في مصر "لعل وعسى ده يكون مشروع وطني تحفيزي نساعد بيه الناس إنهم يطوروا أدائهم ويتنافسوا بشكل كويس"، لا سيما وأن صورة المُعلم صارت أسوأ في السنوات الأخيرة بفعل مشاكل العملية التعليمية المختلفة، لذا ترى رئيس الائتلاف أن المسابقة قد تكون فرصة جيدة لتصليح الخلل، وتقديم نماذج فعالة تتجاوز حدود أفضل خمس معلمين

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان