بالصور-في فيصل.. شجاعة شاب تُنقذ 3 أطفال من الموت حرقًا
كتب- محمد مهدي:
نومه ثقيل، لا يستيقظ بسهولة، لكن صوت صراخ زاعق أفزعه، نهض قلقًا في التاسعة صباحًا، داخل منزله بمنطقة فيصل، هرع إلى النافذة ليفهم ما يدور حوله "لقيت الشارع كله مقلوب والناس بتصرخ تقولي فيه بيت بيولع فوقيك"، لم ينتظر "محسن أبوسليمان" لحظة، هرول تجاه الدور العلوي ليكتشف وجود أطفال داخل الشقة المشتعلة.
في الشقة المقابلة للحريق، مُسن وسيدة عجوز، صرخت الأخيرة "ألحقهم يا ابني، باب العمارة مقفول واحنا مش قادرين نعمل حاجة"، لم يُفكر الشاب العشريني كثيرًا، انقض على باب المنزل الذي يخرج منه دخان كثيف، بشجاعة ومعرفة شديدة بكيفية كسر الباب "لسه مخلص جيش قريب، اتعلمت الاقتحام خلال فترة التجنيد".
فُتح الباب بعد محاولات "أبوسليمان" صراخ الأطفال يعلو، السيدة الكبيرة تطالبه بالنزول للدور الأرضي لفتح الباب المُغلق للعقار "عشان الناس تطلع تساعد معايا" لكنه يرفض، لحظة واحدة تضيع قد تتسبب في موت الأطفال، وأمام إصراره وصته بالانتباه لنفسه من النيران والدخان، يؤمي برأسه قبل أن يدخل إلى المنزل المحترق.
دخان كثيف، لا يُرى منه شيء، أثاث مشتعل هنا وهناك، البكاء والصراخ يأتي من الصالة "دخلت أوضة فيها النار أكتر ملقتشهم" خرج منها ليجد طفلين يجلسان في جانب إحدى الغرف في حالة إعياء "مسكتهم وطلعت بيهم بسرعة بره البيت".
رغم خطورة الوضع، انطلق "أبوسليمان" إلى الداخل من جديد، يبحث بين الغرف على الطفل الصغير لا يجده، الدخان يخنقه، القلق يملأه، يتذكر أن "الوقت مش دايمًا معاك"، لم يتبقَ سوى البلكونة، عبر إليها، ليعثر على الطفل الأصغر "بيبكي وحالته صعبة حضنته وطمنته وطلعنا سوا من البيت".
اطمئنوا على الأطفال الثلاثة، لكن النيران ماتزال تأكل ما تبقى من أثاث "الناس كانت فتحت باب العمارة وطلعت فبدأنا نطفي النار"، خرطوم طويل أحضره أحد الجيران ساعد في وصول المياه إلى النيران "وقدرنا ننقذ باقي الأوض الحمدلله".
حين هدأت الأمور، علم "أبوسليمان" أن والدة الأطفال تركتهم لشراء احتياجات المنزل "وإنهم كانوا بيلعبوا بالكبريت فالدنيا ولعت"، وأن تدخله في الوقت المناسب أنقذ الأطفال من خطر الحريق، يبتسم الشاب مؤكدًا أنه فعل ما يمليه عليه ضميره.
فيديو قد يعجبك: