إعلان

في حُب المبارزة بالسلاح.. قصة ندى من التدريب إلى أولمبياد ريودي جانيرو

02:09 م الجمعة 27 أكتوبر 2017

ندى

كتبت-دعاء الفولي:

منذ سبع سنوات حازت ندى حافظ لقب بطلة مصر في الجمباز، غير أن دفّة أحلامها تبدلت حين رأت صديقتها تلعب "المبارزة بالسلاح"؛ وقتها قررت الفتاة أن تخوض التجربة، لتجد نفسها بعد أعوام قليلة تُمثل مصر وإفريقيا في أوليمبياد ريو دي جانيرو 2016.

في أكتوبر الجاري، فازت ندى ذات العشرين عاما، بالميدالية البرونزية في بطولة بلجيكا الدولية لسلاح المبارزة. تلك البطولة هي جزء من سلسلة شغف ربطت الشابة باللعبة فلم تبرحها، فيما مازالت تطمح لفعل المزيد.

كل شيء بدأ سريعا؛ بشكل يومي ظلت ندى تذهب من الدقي إلى المعادي للتدريب "ومكنش في بالي بطولات ولا غيره"، لكن مع الوقت توطدت علاقتها باللعبة، إذ فطنت الفتاة أن اللعب قائم على الذكاء والمباغتة واستخدام تقنيات مختلفة، وزاد من حبها تدرجها في البطولات داخل مصر ثم خارجها.

تقوم لعبة المبارزة، الإيطالية المنشأ، على ثلاثة أنواع؛ هي "فلورية"، "إييه"، و"سابر". تتقاطع الأساليب الثلاثة في كثير من الأشياء، وتختلف في سرعة اللاعب وأماكن الإصابة في جسد الخصم، ما يجعلها تتفاوت أيضا في الصعوبة والسهولة "عشان كدة أنا بلعب سابر لأني بدأت كبيرة.. الأسلوبين التانيين أصعب ومحتاجين سن أصغر كتير".

1

تعتمد ندى في تكنيك السابر على إصابة الخصم في الجزء الأعلى من الجسد، بداية من الرأس ثم الذراع دون اليد، ثم المعدة "لو الضربة جت فيهم بتتحسب نقطة وهكذا لحد ما حد يكسب"، حيث يتم حسم المباراة من 15 نقطة.

مع الوقت تحسن مستوى ندى كثيرا، عرفت خبايا اللعبة، تنقلت من بطولة للأخرى، حاولت الموازنة بين الرياضة وكلية طب قصر العيني التي التحقت بها منذ أربع سنوات "اللعب صعب مع الدراسة لكن أنا بحب الطب والمبارزة ومش عايزة أستغنى عن حاجة فيهم".

في سبيل المبارزة تتحمل الشابة صعوبات عدة، ليس أسوأها التدريب اليومي، بل ظروف اللعبة نفسها، فرغم تصنيف ندى كأول مصر وإفريقيا العام الماضي وذهابها إلى أوليمبياد ريودي جانيرو 2016، غير أنها تُعاني من نقص التمويل "ودة أنا عانيت منه في بطولة بلجيكا الأخيرة مثلا".

2

تلك البطولة الدولية، التي شاركت فيها ندى في أكتوبر الجاري، كانت محفوفة بالمصاعب؛ إذ علمت قبل ميعادها بوقت قليل، ولم يتسن لها الفرصة لعمل معسكر تدريبي قبل السفر "لأن اتحاد المبارزة مفيهوش فلوس"، لذا اضطرت الفتاة للذهاب إلى المباراة دون مُدرب.

"دي أول مرة في حياتي الكابتن بتاعي يقولي أعمل إيه بس على التليفون"، كان الأمر عسيرا على نفس ندى، لاسيما وأن الميزانية لم تسمح لأحد من أهلها بمرافقتها، ورغم انتهاء البطولة بفوزها بالمركز الثالث على مستوى العالم "بس اتعلمت إني أعتمد على نفسي أكتر".

عقب أوليمبياد ريو دي جانيرو اسُتنزفت أموال الاتحاد كثيرا "عشان كدة خلال السنة دي مروحناش غير بطولة إفريقيا"، فالاحتكاك مع الدول الأخرى هو ما يُطور أداء اللاعبين "عدد اللي بيلعبوا مبارزة في مصر مش كتير وبالتالي كلنا لعبنا سوا"، توقن الشابة أن خوض مباريات كثيرة هو ما يرفع من تصنيف اللاعب في الأوليمبياد مثلما حدث معها العام الماضي.

3

وقتها تم ترشيح ندى وفتيات أخريات للمنافسة داخل مصر من قبل الكابتن شريف البكري، مُدرب منتخب المبارزة "كنا بنعمل تصفيات لحد ما وصلت أول على مصر"، حتى تلك اللحظة لم تستوعب الفتاة حجم المسئولية، حتى خرجت للمنافسة في بطولة إفريقيا التي تؤهل للأوليمبياد، قبل أن تحصد لقب لاعبة إفريقيا الأولى أيضا.

صيف 2016 كان مُميزا.. تغيرت حياة ندى تماما، مازالت تتذكر الأضواء اللامعة، لوحات العرض، مئات اللاعبين من مختلف الجنسيات "كل دة كان يخض"، تذكر الشابة أول مباراة لعبتها في ريودي جانيرو "كانت قدام واحدة من فنزويلا أكبر مني بعشرين سنة"، هُزمت ندى بفارق ضخم "بس عوضت في المباراة اللي بعدها"، لكن ذلك لم يكن كافيا للتأهل للمرحلة التالية.

خرجت ندى من البطولة الدولية أقوى "بعد ريو بقى حلمي أكبر بكتير"، لم يعد اهتمام الشابة منصبا على المشاركة في الأوليمبياد فقط "عايزة أخد مركز وتصنيف".

4

رغم البطولات، مازالت لعبة المبارزة غير معروفة في المجتمع "في ناس بتشوف إنها عنيفة على البنات مع إنها قايمة على استخدام التقنيات مش العنف"، فيما يضعها الآخرون على الهامش بسبب "كرة القدم اللي واكلة الجو".

تحكي الطبيبة بحسرة عمّن تراهم في مجالها من الرياضات الأخرى "لما بيجيبوا كأس عالم محدش بيبص ليهم مع إننا محتاجين الدعم دة"، تحاول النأي بنفسها عن الإحباط؛ تضع أوليمبياد طوكيو 2020 نصب عينيها، لا تفكر في ترك اللعبة، ترد بتلقائية عن من يسألها عن سبب الشغف بالمبارزة فتقول: "لازم تلعبوها عشان تعرفوا هي حلوة أد إيه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان