إعلان

3 قصص ترصد تعامل المصريين مع الشحن بعد غلاء الكروت؟

01:48 م الخميس 12 أكتوبر 2017

كتبت-رنا الجميعي وشروق غنيم:

فاجأ خبر رفع أسعار كروت شحن الهواتف الجوالة المستخدمين في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي، فالزيادة السابقة لها لم تكن بعيدة. على مدار يومين كان النقاش يدور حول إمكانية التعامل مع ذلك الارتفاع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تباين الأمر بين السخرية "هنقضيها ميسدات"، والتلويح بالمقاطعة التي لم تحدث بشكل جذري إلى الآن.

عبر ثلاث حكايات من أرض الواقع يرصد مصراوي تعامل المستخدمين مع ارتفاع الأسعار.

كالمعتاد كانت تُطالع دعاء سيد المواقع الإخبارية؛ حتى وقعت عينيها على القرار الجديد لشركات الاتصالات، صدمة اعترت الفتاة العشرينية، إذ أنها تُخصص مبلغًا يفوق الثلاثمائة جنيهًا من أجل الشحن بحكم عملها كصحفية.

الشحن عبر خدمة "فوري"، كان وسيلة دعاء لأنه يلائم المبلغ الذي تحتاجه في المرة مع كل عملية شحن، إذ تدفع الصحفية الشابة خمسة وخمسين جنيهًا حوالي خمس مرات شهريًا، لكن حينما طُبِق القرار فوجئت بأن هذا المبلغ نفسه منحها قيمة رصيد 35 جنيهًا فقط عبر الخدمة نفسها "في 20 جنيه خسرتهم في الهواء".

لجأت دعاء لطريقة مختلفة وهي شراء الكارت بديلًا عن خدمة الفوري "شحنت 5 كروت بعشرة لأني مكنتش لاقية كارت بخمسين جنيه وقتها، البياع قال لي الكروت واقفة بقالها كام يوم من ساعة الزيادة"، تلك الطريقة قللت من الفارق الذي تدفعه مع الزيادة الأخيرة؛ حيث أفادها البائع بـ "الكروت دي قديمة، نسبة الزيادة عليها أقل".

يُذكر أن شركات المحمول قد رفعت أسعار كروت الشحن المدفوع مسبقًا بنحو 36%، حيث تم خفض قيمة الرصيد أو الدقائق في الباقات وكروت الشحن.

ومنذ صدور القرار في التاسع والعشرين من سبتمبر اشترت دعاء كروت الشحن مرتين فقط "آخر مرة اشتريت الكارت بستين جنيه وإداني خمسين جنيه كاملين، ومعرفش هو قديم عند الراجل ولا الشركة منزلاه كدة".

تحاول الفتاة العشرينية التكيف مع القرار "مفيش بديل"، حتى فكرة تغيير الخط لا تستطيع فعلها كما اقترح البعض "اللي معاه خط من ست سنين وعليه أرقام مهمة مش هيجازف يغيره عشان 20 جنيه فرق".

كانت باقة مي حسن تُعلن عن نفادها وقت إعلان الزيادة، لم تقم الشابة بإعادة شحن التليفون المحمول سوى أمس "باقتي بـ23 جنيه، عشان آخد الرصيد كامل دفعت 35 جنيه"، لم تفهم مي مقدار الزيادة المقررة، اعتادت على شحن رصيدها من محل البقالة المجاور لمنزلها الذي باشرها بالسؤال "انتي عايزة رصيد صافي كام"، لتدفع في النهاية زيادة 12 جنيه.

بطبيعة عمل مي تضطر للشحن ثلاث مرات شهريًا، لكنها قررت "مش هشحن غير مرة واحدة"، أنقذها من نفاد الرصيد عرض أخيها بتحويل رصيد إليها، الذي جاء كهدية من السماء، تقول مي "عنده باقة 1600 دقيقة، مش بيحتاجهم كلهم، فيقدر يحولي منهم 300 دقيقة".

رغم أن مي مع كل ارتفاع في أسعار السلع والخدمات تُحاول فهم أسباب الزيادة، إلا أنها هذه المرة لم تعرف الأسباب "مبقتش أحاول أفهم، كل حاجة بقت بتغلا"، استسلام مي يُقابله مقاومة من أختها فتُشير الشابة إلى "أختي حاولت تشجعنا في اجتماع العيلة على إننا نقاطع كلنا".

الشحن ضرورة في عُرف مي التي تُحاول قدر الإمكان التحايل على الزيادة، بجانب تحويل أخيها للرصيد، فإنها تلجأ أحيانًا إلى استعارة تليفون شقيقتها.

جاءت الزيادة بسبب ارتفاع تكلفة التشغيل بعد تحرير سعر الصرف ورفع أسعار الكهرباء والسولار، بحسب تصريح المهندس حازم متولي، الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات مصر، قال ذلك في تصريحات صحفية على هامش فعاليات أسبوع "جيتكس" للتقنية، المقام بالإمارات العربية المتحدة.

بينما تحاول مي المراوغة من فخ زيادة الأسعار، قرر وليد صفوت عدم الشحن مُجددًا، سيُحوّل تليفونه المحمول إلى مجرد خُردة "كل 3 شهور هشحن مرة بس"، حتى لا يلغي الخط، ما عدا ذلك فإن صفوت لن يستخدم تليفونه "هرجع للتليفون الأرضي".

يعول صفوت زوجة وولدين أكبرهما في عُمر السادسة عشر، لم يعد يفرق معه سوى الاهتمام بشؤون أسرته الضرورية المُلحة، في سؤال عامل الأمن عن ضرورة استخدام التليفون في الأمور اليومية؛ يقول بلا مبالاة "الواحد استغنى عن حاجات مهمة".

يُشير صفوت نحو زيادة الأسعار منذ قرار تعويم الجنيه، وتحرير سعر صرف العملة في نوفمبر من العام الماضي، فخلال تلك السنة لم يعد مُرتبه كافيًا، الذي كان يفيض منه لـ"مواصلاتي وسجايري"، يزداد احتياج صفوت مع ثبات المُرتب "دلوقت بقى الخارج مرة ونص من الداخل"، لذا مع قرار ارتفاع كروت الشحن يُفكر العامل في بيع تليفونه نهائيًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان