إعلان

3 حكايات من حفل "مشروع ليلى".. "كنا رايحين نسمع مزيكا ونتبسط"

12:04 م الأحد 01 أكتوبر 2017

حفل مشروع ليلى

كتبت- شروق غنيم:

الجمعة الماضية؛ كانت تقف شروق تامر وسط أصدقائها، يتمايلن على أنغام المزيكا المنبعثة من فرقهم الموسيقية المُفضلة، وسط حوالي أكثر من 30 ألف شخصًا حضروا مهرجان "الميوزيك بارك" بالتجمع الخامس شرق القاهرة، فيما لاح أمامها علم لم تتبيّنه بسبب الزحام، فلم تمنحه تركيزها وقررت الغوص أكثر مع الموسيقى.

بحلول منتصف الليل؛ وبينما تجلس تامر في منزلها تستعيد لحظات الحفل الصاخب بنشر صور توثّق مشاركتها، وجدت موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يغمره نقاشات حادة بخصوص العلم الذي رُفِع، حينها علمت أنه علم قوس قزح (الرينبو)، والذي يشير للتضامن مع مثليي وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا.

كان الدافع الرئيس للفتاة العشرينية هو التواجد بينما تنهمر الأغاني أمامها مباشرًة من ثلاث فرق غنائية تحب ما يقدموه، كما أن الحفل كان وسيلتها للتخلص من ضغط الشغل المُتراكم "كنت في حالة انبساط إني واقفة مع ناس تشبهني في المزيكا اللي بحبها"، لكنها وجدت نفسها بعد الحفل في دوامة من النقاشات لا تخص السبب الأساسي الذي ذهبت من أجله للحفل.

في زحام الحفل؛ حرصت مريم أمجد على الاعتناء بشقيقتها الصغيرة ذات الخمسة عشر عامًا، ورغم أنها اعتادت على الخوف عليها وسط حفلات صغيرة العدد "لكن المرة دي مخفتش على داليا واتبسطنا"، لكن بمجرد مرور يوم وتصاعد وتيرة الهجوم على حاضري الحفل، انقلبت سعادة الشقيقتين.

"قرايبنا كلموا أمي انتقدوها، إزاي تودي ولادك حفلة زي دي؟"، شعرت أمجد بـ"الخضّة، مش عارفة أفهمهم إزاي اللي يحب فرقة ملوش دعوة بتعمل إيه"، لكن الأمر تطور بالنسبة إلى شقيقتها حتى وصل إلى تنمُر من أصدقائها بالمدرسة الثانوية "مدرسين كلموا أمي قالولها بنتك خلت سمعتها مش كويسة عشان كل اللي حضروا شواذ".

خرجت داليا من الحفل مُحمّلة بالسعادة، وفي يدها شارة وردية اللون مطبوع عليها اسم "مشروع ليلى"، لكنها بعد نصائح و"توعُد" من المدرسين بمدرستها الثانوية، قررت ذات الخمسة عشر عامًا عدم ارتدائها مجددًا. فيما أخبرت أمجد والدتها بعدم الخوض في جدال من هذا النوع وغلق باب التعليقات "ومتسمحش لحد يجيب سيرة داليا بحاجة حتى لو من المدرسة".

كانت أول مرة بالنسبة لنور صلاح حضور حفلة تضم "مشروع ليلى"، في تمام الثالثة ونصف عصرًا ذهبت إلى المركز التجاري "كايرو فيستيفال"، بدأ الحفل بفريق المربع الأردني في تمام السادسة مساءً لكن الأجواء اشتعلت بمجرد صعود الفريق اللبناني مشروع ليلى على المسرح.

على يمين المسرح اتخذت صلاح مكانها، لم تلمح رفع علم قوس القزح أو حتى سمعت أي نقاش يدور بخصوصه طوال وقت الحفلة، لكن من حولها صاح أشخاص بعبارات مُعادية لميول مغني مشروع ليلى، حامد سِنو رغم أنهم كانوا يرددون معه الأغنيات "كل اللي شاغلني كانت المزيكا والانسجام معاها".

اعتادت صلاح على كافة الحرية تجاه اختياراتها في الحياة، ولم تعترضها والدتها، لكن بعد الحفل حينما سمعت الأم عبر وسائل الإعلام المرئية والتواصل الاجتماعي "بقت شايفة إنه غلط أروح عشان شكلي"، فيما قالت والدة مريم وداليا صراحًة "مفيش حفلات تاني".

امتلأ الثلاث فتيات بجرعة من السعادة خلال حضورهن الحفل، لكنها تحوّلت بعدما أخذ الحدث منحنى آخر محتدم خلال النقاشات، ورغم أن نفسهن تتوق لحفل آخر به فرقتهم الموسيقية المُحببة، والتمني بإلغاء قرار منع إقامة حفلات مشروع ليلى بمصر، إلا أنهن سيفكرن مليًا قبل حضوره.

تفكر صلاح في العواقب التي ستعود عليها إذا حضرت مرة أخرى "لو لسة في جدالات هحسبها مش هسحل نفسي عشان حفلة"، فيما تقرر أمجد الذهاب "بس هحضر لوحدي، مش هحب أختي  تتعرض للهجوم العجيب ده"، فيما تعتبر تامر أن "الموضوع كله مكنش مستاهل، دي فرقة بتعمل مزيكا حلوة وبس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان