إعلان

بعد أن طرحها "السيسي".. تعمل إيه 100 ألف جنيه في حياة 3 شباب؟

04:34 م الأحد 29 يناير 2017

كتبت – يسرا سلامة:

"مواردنا الموجودة مش كتير خالص، أنا عايز اريحكوا كلكوا يا مصريين، تفتكروا في دولة فيها 92 مليون، قولولي إيه الرقم المناسب لكل مواطن في السنة؟".. بهذا المقطع افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي حواره مع الشباب بمحافظة أسوان ليجيب عليه أحد الشباب قائلا بـ"100 ألف جنيه". مصراوي طرح سؤال "لو معاك 100 ألف جنيه تعمل إيه؟" على شاب يتأهب للزواج، وسيدة صاحبة مشروع يدوي، وأخرى تنفق الآلف على تعليم أولادها.

"أجهزة وعفش بس حوالي 85 ألف جنيه".. يذكرها محمود جابر، 30 عاما، شارحا ما تكبده في احتياجات زواجه. المبلغ المطروح من الرئيس بالنسبة له لم يغطِ تكاليف الفرح، مضيفا أن ذلك سببه أيضا كرم أهل خطيبته، فيما لجأ الشاب إلى الإيجار الجديد للحصول على مسكن في منطقة متوسطة بمحافظة الجيزة، ولم يشترط الأهل شقة تمليك، فيما يذكر الشاب إنه "بيتشقلب" في وظيفتين، من العاشرة صباحا إلى الواحدة صباح اليوم التالي، لمدة تزيد عن الثلاث سنوات من أجل تكاليف الزواج.

"السيسي لو نزل بنفسه عشان يأسس نفسه ويتجوز بالمبلغ ده مش هيعرف".. يذكرها جابر عن معاناة التجهيز للزواج قبل زفافه بقرابة الشهر.

يجد المحاسب الذي تجاوز راتبه الحد الأدنى للأجور بقليل أن الدولة قبل أن تتخذ قرار بتعويم الجنيه وارتفاع الأسعار، فعليها كفاية ما يحتاجه المواطن، مضيفا أن الأسعار توحشت عقب التعويم "التلاجة بقت بـ10 آلاف جنيه، وحتى المواصلات تضاعفت الأجرة، لولا إن أبويا ساعدني في الزواج كان زمان مش هتجوز قبل سنين".

"إحنا رايحين لمستوى أفضل، المستقبل أدامكم، وده مش كلام معنوي ليكم، عمر التحديات ادام مصر ما كانت مشكلة، التحدي إنكم تعرفوا حجم مشكلتكم، لو عرفت هتشمر دراعاتك هتخش وتخلص.. وهنخلص مع بعضنا".. بتلك الكلمات اختتم السيسي إجابة سؤاله حول ارتفاع الأسعار وكفاية الدخل للمواطن المصري.

ويعد مؤتمر الشباب بأسوان هو الملتقى الثاني بين الرئيس والحكومة مع عدد من الشباب، فيما كان اللقاء الأول بشهر أكتوبر الماضي بشرم الشيخ.

المبلغ المطروح من قبل السيسي تراه ولاء عرابي مناسبا لإنعاش مشروعها، بعد أن بدأت في 2005 بحوالي ثلاثين فتاة، بتدشين ورشة "المنسل والتلي -أنواع أقمشة- للأعمال اليدوية في قريتها شندويل بمحافظة سوهاج، تردف "أكيد المبلغ ده لو في إيدي هيكون فرصة جامدة إني أنتج وأشتغل والدنيا تمشي".

تذكر الشابة الثلاثينية أن ورشتها بدأت بقرابة عشرين ألف جنيه مع أخريات، موضحة أن الغالبية منهن يجدن في الورشة فرصة لتحسين دخلهن، ومن أجل "الحاجة". وتضيف الفتاة أن المبلغ المقترح كان سيوفر الفرصة لأقمشة أكثر، في ظل ارتفاع للمواد الخام "المتر اللي كنا بنجيبه بـ10بقى أكتر من 25 جنيه، كل حاجة زادت بعد التعويم".

تجد ابنة سوهاج أنها في حالة حصولها -أو كثير من شباب قريتها- على مبلغ المائة ألف جنيه، ربما ستوليهم لبعض الاحتياجات في البنية التحتية، تتابع "إحنا معندناش صرف صحي في البلد، وحتى المستشفى الموجودة في القرية بتقوم بخدمات أولية، محدش بيجي يزورنا من المسؤولين أبدا".

ومن سوهاج، إلى القاهرة تتكلف هالة عبد المنعم قرابة 30 ألف جنيها سنويا فقط للدروس الخصوصية التي تحصل عليها ابنتها بالثانوية العامة "ضي"، بعدما التحق شقيقها بمرحلة الجامعة منذ ثلاثة سنوات، متخذا في العام الواحد للثانوية قرابة 20 ألف جنيها، فيما تتكلف الابنة 30 ألف جنيها لدروسها في العام، وتؤكد عبد المنعم "الموضوع هيختلف من شريحة للتانية.. لكنه أكيد مش كفاية لأبناء مدارس اللغات أو الدبلومة الأمريكية".

"هو عامل ضغط نفسي كبير على العيلة.. رغم إن إحنا كتعليم في مصر ما بنتعلمش".. تردف "عبد المنعم"، السيدة العائلة لثلاثة أولاد، تحتاج لتغطية مصاريف ابنها "مازن" في المرحلة الإعدادية قرابة 11 ألف جنيها، بالإضافة إلى 6 آلاف جنيها تكاليف مدرسة ضي، بالإضافة لزياد الطالب بكلية الهندسة.

وتوضح الأم أن إنفاقها على التعليم يرتفع، لكنها تؤكد أن التعليم في مصر –رغم ذاك الارتفاع- في مستوى متدن "أنا كطبيبة لو هشتغل في أي بلد عربي بخضع لامتحان من برة، يعني منتهى المهانة، لأن محدش واثق في شهادتنا".


إقرأ أيضا:

5 طرق لاستثمار 100 ألف جنيه بعد ارتفاع تكلفة المعيشة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان