في الذكرى السادسة للثورة.. حكايات "يناير" لا تنتهي
كتبت- يسرا سلامة:
مع حلول الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، أطلق أربعة من الشباب مبادرة "احكي عن يناير"، توفر مساحة إلكترونية من أجل الاستماع إلى قصص المشاركين في أحداث الثورة، موقع إلكتروني يستقبل الشهادات محاولًا مد يد العون للحكايات التي تحولت لذكرى لدى أصحابها.
"خ.ع"، أحد مؤسسي المبادرة الذي يتحفظ على نشر اسمه كاملا، تخوفا من أي ملاحقة أمنية، يذكر لـ"مصراوي" أن الفكرة بالأساس لتوثيق الأحداث المصرية بوجه عام، لكن المبادرة انطلقت بداية من ثورة يناير، من خلال إتاحة الموقع لاستقبال الشهادات، ويسمح للمستخدمين بالتسجيل عبر حساب خاص بهم.
استغرق المؤسسون فترة ثلاثة أشهر قبل يناير الجاري في التحضيرات الفنية للموقع وبرمجته، والذي تم من خلال مجموعة من المتطوعين، وصل عددهم لعشرة أشخاص، قدمت ذلك من أجل المساعدة في مبادرة توثق لحكايات الثورة، وتطلق المبادرة في 21 من هذا الشهر.
وصلت الشهادات إلى عدد 75 شهادة في اليوم الخامس لمبادرة "احكي عن يناير"، وذلك من خلال صفحة المبادرة على "فيسبوك"، فيما لم يستقبل الموقع سوى عدد قليل لم يتجاوز الخمسة عشر شهادة، ويبرره "خ" بأن كثير من الجمهور لم يستوعب فكرة الشهادة من خلال الموقع، وأدلى بها من خلال صفحة فيسبوك، وطالب المؤسسون إعادة التدوين داخل الموقع لشاهداتهم.
استقبلت المبادرة شهادات متنوعة من قلب يناير، تنوعت من مشاركين في الثورة، أو حتى مَن عارضوها، يردف مؤسس المبادرة أن جميع الشهادات يتم نشرها، ومسألة التقييم تخضع للجمهور نفسه، مردفا "الشهادات على عهدة أصحابها، والشهادات التي تحصل على تقييم عالي ستظهر في أعلى الشهادات وفقا لتقييم الموقع، وبالتالي يحدث فرز تلقائي لها، لكن كل الشهادات موجودة ومنشورة، والقارئ هو من سيقيم كل شيء".
لا تتوقف المبادرة على استلام الشهادات من الجمهور فحسب، وإنما تعود كذلك إلى شهادات سابقة تم نشرها، سواء من مشاركين بارزين في أحداث الثورة، أو من شخصيات عامة وسياسية، مثل ما أدلى به عدد من الشخصيات إلى وسائل الإعلام، كشهود على الأحداث، وتبحث المبادرة على الشهود المحتملين اللذين لم يسجلوا شهاداتهم لتوثيقها بعد.
ويتحرى القائمون على المبادرة نقل الشهادات "المقبولة" من الشخصيات البارزة وفقا لمؤسسها، ضاربا المثل بأن صاحب الشهادة إن لم يكن من المتوقع حضوره للواقعة، فتلك الشهادة مستبعدة، مثل شخصية عامة ذكرت واقعة بين مبارك وأعضاء المجلس العسكري، فتلك الواقعة إن كانت مجهولة المصدر فلن يتم الالتفات لها "المبادرة لا تعتمد وجهة نظر محددة، لكنها كذلك تحاول إبعاد الشهادات المضللة من الشخصيات البارزة".
ويثمن القائم على المبادرة جهود ماضية كانت انطلقت من أجل توثيق أحداث الثورة، مضيفا أن "احكي عن يناير" محاولة لإكمال الصورة، وأن المبادرة ستستفيد من جميع الجهود في التوثيق، إذ يقول "كل محاولة توثيقية هى في حد ذاتها شهادة تُنسب لأصحابها".
وتعتمد المبادرة حتى الآن على المتطوعين وتمويل القائمين عليها، لا يفضلون إعلان هويتهم خوفا من أن ذلك يؤثر على استمرار المبادرة، فيما تستمر "احكي عن يناير" حتى يتم توثيق الأحداث اللاحقة أيضا للثورة، من خلال "تايم لاين"، فيما يؤكد أصحاب المبادرة إنها غير هادفة للربح.
فيديو قد يعجبك: