"مصراوي" يحاور المصري الفائز بالجائزة الكبرى للفروسية ببرشلونة
حوار- يسرا سلامة:
في الرابع من ديسمبر الماضي، فاز الفارس المصري "سامح الدهان" بالجائزة الكبرى للفروسية بمدينة برشلونة، بعد أداء رائع في المنافسة التي خاضها، وكذلك بعد سنوات من التألق في المسابقات المختلفة.
بعد أيام من حصوله على المركز الأول في جائزة برشلونة، أجرى مصراوي حوارا مع "الدهان" عبر الإنترنت، حيث يُقيم بإيرلندا، للحديث عن مسيرته وبطولاته وأبرز نصائحه لوضع الفروسية في مصاف الألعاب الأشهر.
- بداية.. كيف ترشحت لبطولة برشلونة؟
ترشحت للبطولة عبر دور مؤهلة تسعى لضمن أفضل 40 فارس، وقد حصلت على المركز التاسع وضمنت بذلك التأهل.
- ارتبط اسمك بالجوائز الكبرى.. كيف انتقلت من المحلية للعالمية؟
سافرت للاحتراف بأوروبا عام ٢٠١١ بعد أن كنت أحد أبطال مصر محليًا، ومنذ اتخذت تلك الخطوة تمكنت من الفوز بكثير من البطولات الدولية ورفع علم مصر في جميع أنحاء العالم.
وقد سبق وأن تأهلت لكأس العالم 2012 بهولندا كأول فارس مصري يصل للبطولة. بعد مرور أقل من نصف عام لاحترافي.
-متى بدأت علاقتك بالفروسية؟
بدأت ركوب الخيل في الخامسة من عمري كهواية، بتشجيع من أسرتي وخاصة أخي، وظلت علاقتي متصلة بتلك الرياضية، حتى خلال دراستي للطب بجامعة عين شمس، لكنني بعد التخرج وحصولي على البكالوريوس بتقدير عام جيد جدًا.. ثم قررت التعامل مع الفروسية بشكل احترافي.
-رياضة الفروسية لا تتمتع بشعبية كبيرة في مصر.. لماذا اخترتها تحديدا؟
هي رياضة مثيرة، ومن يمارسها يدمنها، لأن التعامل مع الخيول يوميًا ممتع وخاصة في البطولات، والتحدي الدائم لإحراز مراكز متقدمة يعطيها نكهة من نوع خاص.
- كيف أصبحت الفارس الأول على العرب في ركوب الخيل؟
المركز الأول في رياضة الفروسية لا يعتمد على الفارس وحده؛ لأن الرياضة تعتمد على روحين في اللعبة، الفارس والجواد، وهذا من جمال الرياضة، ذلك التناغم بينهما يجعل اللعبة ممتعة، ومنه أصبح لي الشرف بتمثيل مصر عالميا في عدة مسابقات.
- ما هى شروط التفوق في اللعبة؟
لا توجد شروط مُحددة، ولكن هى رياضة تعتمد على الموهبة في الأساس، ثم يأتي التدريب بعد ذلك لتحسين الموهبة.
- هل الفروسية تحتاج إلى التفرغ؟ أم أن لك عمل بجانبها؟
أمارس الفروسية طوال الوقت، ومنشغل بالاشتراك في البطولات المختلفة، غير أنني في الوقت نفسه أملك شركة لبيع وشراء الخيول.
- هل تأهلت إلى دورة الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو؟
للأسف لم نتأهل كفريق، لأنه يوجد مقعد واحد لفريق وآخر للفردي، وحصلت علي المركز الثاني بعد الفريق القطري وحصل علي المقعد الفردي الاتحاد المغربي.
- كم سنة تمارس هذه اللعبة؟ ومن أكثر المشجعين لك؟
٢٧ عاما، ومن مميزات هذه الرياضة أنه لا يوجد سن معين للاعتزال، فمثلا الحاصل على الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو يقرب عمره من الـ٦٠ عاما، وأكثر المشجعين لي هم أهلي وأصدقائي، وهنا بإيرلندا حيث أقيم مع عائلة Sloan-Allen وهم شركائي أيضا ويقدمون كثير من الدعم المعنوي والمادي.
- ماذا استفدت من الفروسية وهل تعرضت لأوقات عصيبة بسببها؟
استفدت منها حياتي فأنا أدمن هذه الرياضة، لا أعتقد أني خسرت فيها، فالفروسية بعد أهلي سبب ما وصلت إليه. هناك أيام صعبة وطويلة في هذه اللعبة، وهي الأيام التي لا أوفق فيها بالبطولات، أو مثل إصابة أحسن جواد لي، لكن هذا ما يعلمني الصبر، وعندما يأتي المكسب وأري علم مصر عاليا، واستمع إلى عزف السلام الوطني في مدن أوروبية أو غيرها من المدن؛ يهون كل شيء بعد هذا الإحساس.
-حدثنا عن دور اتحاد الفروسية؟
الاتحاد يقدم الدعم فقط للأولمبياد أو بطولة العالم، ويركز أكثر على البطولات المحلية، لكني أدين بالكثير لوزارة الداخلية واتحاد الشرطة الرياضي حيث دعموني بالخيول الجيدة لفترة كبيرة من مشاركتي في البطولات المحلية، وحصلنا علي الكثير من البطولات. ‘تحاد الشرطة سيظل هو المكان الذي تربيت به و الأقرب لقلبي.
- هل ساعدتك مؤسسات مصرية للوصول للعالمية؟
لم يكن للمؤسسات المصرية أي مساعدات لي، وأعتبر نفسي محظوظ، فأهلي يساعدونني بكل شيء ولازالوا، وكذلك أصدقاء لي.
- كيف ترى حال اللعبة في مصر؟
الرياضة في مصر قوية وهناك ثلاثة أو أربعة فرسان مصريين مقيمين بالخارج، لكنهم يتميزون بمجهودهم الفردي، ومصنفين من أفضل فرسان العالم.
ونحن نحصد الكثير من الجوائز أسبوعيا باسم مصر، وبقليل من الدعم أعتقد إننا قادرون علي حصد مراكز متقدمة في بطوله العالم والأولمبياد.
-يعتقد البعض أن رياضة للأغنياء فقط.. ما رأيك؟
لا أتفق مع هذا الرأي، هذه النظرية بدأت تتلاشي، فالبطولات المحلية بمصر الآن بها أعداد كبيرة من الفرسان من جميع الفئات الاجتماعية، ولكن الدعم مطلوب لآن الرياضة مُكلفة.
- بماذا تشعر عند كل وثبة تفوق جديدة في سباق أو ميدالية؟
شعور لا يوصف، هذه الرياضة تحتاج للكثير من الجهد و العرق، فعندما تفوز وتصعد على الترتيب الدولي وتكون سبب في مشاركة مصر دوليًا في جميع أنحاء العالم ورفع علمها أمام دول تعد الأقوى في هذه الرياضة، ينتابك شعور بالفخر والوطنية، شعور عظيم لا يوصف.
- ما أكثر الدول العربية التي تشجع اللعبة من وجهة نظرك؟
قطعًا قطر، وكذلك المغرب تشجع فرسانها بقوه للدخول في الرياضة و المشاركة في البطولات الدولية بدعم من ملك المغرب.
- هل كُرمت من قبل من أي جهة في مصر؟
اتحاد الشرطة فقط، عندما كنت أشارك باسمهم في البطولات المحلية.
-هل تعتبر أن الفروسية لعبة مظلومة في مصر؟
الفروسية من الرياضات القليلة الناجحة بمصر وبمجهود فردي، فماذا سيحدث لو أعطت الرياضة بعض الاهتمام الإعلامي والمادي، إنها رياضة عريقة وسهل متابعتها حيث أن جميع البطولات مُذاعة عبر الإنترنت وأيضًا سهل متابعة الفرسان المصريين ونتائجهم بالخارج.
- ما هي طموحاتك في الفترة القادمة؟
أحلم بالمشاركة في أولمبياد طوكيو القادمة والحصول علي ميدالية باسم مصر إن شاء الله.
- ما رسالتك لمن يريد المضي قدما في تعلم الفروسية من الصغار؟
إنها رياضة عظيمه مشوقة، التعامل مع الخيل له مذاق خاص، وأقول للفرسان الصغار "تعامل معهم بحب فهم يقدرون ذلك، فالخيول لهم روح وعقل، تعلم منهم فروسية الأخلاق ومن بعد ذلك الرياضة نفسها".
فيديو قد يعجبك: