مريم نعوم: إيقاع "سقوط حُر" أوروبي.. وعملي القادم مختلف (حوار)
حوار- محمد مهدي:
في كل عام، لا تخلو النقاشات حول الأعمال الفنية في رمضان- داخل البيوت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي- من الإشارة إلى المؤلفة "مريم نعوم" وشخصيات أعمالها، سواء بالسلب أو الإيجاب، بعد أن حققت نجاحا كبيرًا في السنوات الأخيرة بمسلسلات مميزة من بينها "ذات" و"موجه حارة" و"سجن النسا" و"تحت السيطرة".
وخلال عرض عملها الجديد "سقوط حُر" هذا العام، لاقى المسلسل القدر نفسه من الجدل، بين إشادة وانتقاد، وفي حوارها مع مصراوي، تناقش "نعوم" كافة الآراء، توافق تارة على جزء منها، وتعترض على بعضها، تحكي عن كواليس العمل، تعاونها الرابع مع "نيللي كريم" والأول مع المخرج "شوقي الماجري"، موضحة أن محاولة الاختلاف قد لا تتماشى مع ذوق الجمهور لكنها "متصالحة مع دا" وفق تعبيرها.. وإلى نص الحوار.
- عمل نفسي جديد ومع البطلة نفسها.. ما الذي دفعك لخوض التجربة؟
فكرة العمل لدي من سنوات طويلة، "كانت في الدرج زي أفكار كتير مجاش فرصة لانتاجها"، ونيللي كريم رغبت أيضًا في بطولة عمل تدور أحداثه في مصحة نفسية، "تلاقت الأفكار" ومن هنا بدأنا في العمل.
- ومتى كانت البداية؟
في نوفمبر من العام الماضي، وتم الانتهاء من الحلقات كاملة قبل شهر رمضان بأيام قليلة.
- ما السبب في الاستعانة بورشة كتابة مكونة من 6مؤلفين لإنجاز العمل؟
جزء من القرار يتعلق بضيق الوقت، فضلا عن التزامي بمسلسل "واحة الغروب" كان لايزال قائما قبل قرار تأجيله.. شعرت وقتها أنه من الصعوبة كتابة مسلسلين في آن واحد بمفردي.
الأمر الثاني أنها ليست المرة الأولى التي أدير فيها ورشة كتابة، سبق وأن فعلتها في موجة حارة حيث شاركني مؤلفين في كتابة الحوار.
- كيف جرى العمل بينكم داخل ورشة الكتابة؟
اتفقت مع وائل حمدي على تقسيم العمل بين أفراد الورشة نظرًا لضيق الوقت كما أشرت من قَبل، قمنا كتابة المعالجة والسيناريو، وانهمك اثنين في رسم الشخصيات (خيري الفخراني، نادين بدراوي)، ومثلهما بكتابة الحوار (محمد هشام عبيه، سارة الطوبجي) والعمل احتاج لمجهود كبير من الورشة لكثرة الشخصيات.
- ماذا عن طبيعة العمل مع المؤلف "وائل حمدي" خلال كتابة المعالجة والسيناريو؟
"فيه كميا في الشغل معاه" هناك تفاهم وراحة في طريقة العمل، نتواصل جيدًا خلال الكتابة ونقوم بتطوير أفكارنا سويًا.. كانت تجربة مميزة.
- كيف يمكن الحفاظ على صيغة واحدة لعمل شارك في كتابته 6 أشخاص؟
لورش الكتابة طريقة متبعة ليست بالجديدة للحفاظ على صيغة واحدة للعمل الدرامي، كما أننا نقود الورشة ونتابع عملها ونراجع النص المكتوب لإبقائه في المسار الصحيح.
مرة أخرى قصتك تدور حول الأمراض النفسية.. أعمالك السابقة منحتك الخبرة عن هذا العالم؟
جدًا.. لأن الخبرات المكتسبة خلال سجن النسا وتحت السيطرة ساعدتني بشكل كبير في التعرف على البعد النفسي للشخصيات. بالطبع قمت بمذاكرة الأمراض التي ظهرت على الأبطال في "سقوط حُر"، لكن تعقيدات الشخصيات تعاملت معها بنضج يعود إلى الأعمال السابقة.
- هل اكتفيتم في الورشة بالقراءات النفسية فقط.. خلال كتابة العمل؟
قمنا بالاستعانة أيضًا بالدكتور نبيل القط كمستشار طبي، الذي سبق وأن ساعدنا في "تحت السيطرة"، لمراجعة المشاهد المتعلقة بالأطباء أو كل ما يتعلق بالطب النفسي في ثنايا العمل.
- توقع الكثير شخصية القاتل منذ الحلقات الأولى.. هل أثر ذلك على ردود فعل الجمهور؟
لم يكن اهتمامنا على من القاتل، "سقوط حُر" ليس مسلسلا تشويقيًا، هو عمل نفسي بالأساس. وقمنا بإغلاق موضوع التحقيقات من الحلقة الثانية، واستخدمنا الجريمة فقط كحدث يجعل حياة البطلة تنقلب رأسًا على عقب.
- قمتم بكتابة 28 حلقة فقط من "سقوط حُر".. ما السبب؟
بناء على طلب المخرج، لأن الإيقاع الذي اختاره "شوقي الماجري" مختلف عن إيقاع الورق، لذا كتبنا العمل في28 حلقة فقط لكنها توازي على الشاشة 30 حلقة.
- وكيف ظهرت الحلقات نفسها في 30 حلقة على الشاشة؟
"النهايات بتترحل شوية"، يحدث تغيير لنهاية الحلقات أثناء عملية المونتاج.
- ماذا عن طبيعة العمل مع المخرج شوقي الماجري.. وهو التعاون الأول بينكما.
تعاون جيد، ودائمًا جزء من تعاملي مع مخرج جديد هو الرغبة في الاستفادة والتعلم، وأعتقد أن تجربتنا معا يمكن أن تتكرر قريبًا في المسلسلات أو السينما.
-هل أجرى أية تعديلات على سيناريو العمل؟
لا. لكن كان لديه إضافات بصرية، عن طريق زيادة مشهد أو إضافة داخل مشهد مكتوب بالفعل. وهذا لا يغضبني لأن المخرج المتميز ليس مخرجًا منفذًا. لكنه صاحب رؤية يريد تحقيقها على الشاشة.
- البعض انتقد بطء العمل.. ما تعليقك؟
أعتقد أن الجدل الدائر حول إيقاع الحكي، قد يعود إلى عدم اعتياد الجمهور على هذا النوع من الايقاع، وهو أقرب للسينما الأوروبية، غير أننا اعتدنا على إيقاع السينما الأمريكية السريع.. وهو مجرد اختلاف في الذوق، لا يمكن أن نقول هذا خطأ وهذا صحيح.
- هل أضر هذا الإيقاع بـ "سقوط حُر"؟
أعتقد أن هذا تلك الطريقة جزء من روح العمل الذي يدور حول مجموعة من الأشخاص داخل مصحة نفسية، منفصلين عن العالم الخارجي "إيقاعهم مختلف عننا"، وأعتقد أن الإيقاع الذي اختاره المجري متفق مع روح الحكاية.
وبالتأكيد كان يجب أن نضع اعتياد الجمهور على إيقاع بعينه في اعتبارنا، لكن لا يمكن أن نقول أن هذا الاختيار خاطئ.. لأنها كان محاولة لخلق شيء مختلف.
- في ظنك.. "سقوط حُر" حصل على القدر نفسه من نجاح أعمالك السابقة؟
الأمر مختلف "بس أنا شخصيًا متصالحة مع دا".
- لماذا يعتقد البعض أن "سقوط حُر" عمل قاتم؟
لأنه "مسلسل بجد"، ليس عملًا تشويقيًا أو بوليسي، قصة شبيهة بالواقع، قد تجد نفسك قريب من شخصياتها، وتواجه نفس المعاناة. هنا ستلتحم مع أزمة الأبطال وتشعر بالألم أكثر.
- أيضًا هناك من يقول أنه عملا تثقيفيًا.. ما ردك؟
لا أعتقد أنه عيبًا "لأن الأعمال كلها مش لازم تتحكي بنفس الطريقة"، هناك أنواع مختلفة للحكي، لا يوجد أزمة في أن يختار أحدهم أن يكتب ما هو أقرب للواقع، ويتناول الأحداث بجرعة علمية.
- هل تعتقدين أنكِ بحاجة لـ "تغيير جلدك" في الأعمال القادمة؟
أعتقد أن "واحة الغروب" مختلف، وكان من المفترض أن يُقدم هذا العام بدلًا من سقوط حُر قبل أن قرار التأجيل، كما أن خيوط اللعبة ليست جميعها في يد المؤلف، هناك عوامل كثيرة تؤثر على ماذا سيظهر هذا العام وبأي طريقة.
- قيل أن أعمالك المأخوذة عن نصوص أدبية أفضل من مثيلتها المكتوبة من خيالك.. ما ردك؟
في ظني من يقول ذلك لم يقرأ النصوص الأدبية، في "ذات" قمت فقط بكتابة 10 سنوات من الرواية قبل إضافة 50 عاما من تأليفي، وفي "سجن النسا" استعنا بعنوان النص المسرحي فقط، لكن الشخصيات والأحداث من أفكاري، فقط "موجه حارة" هو العمل الذي التزمت فيه بالنص الأدبي دون إضافات.
- كيف استقبلتِ "الكوميكس" والتعليقات الساخرة من أحداث العمل؟
"ضحكتني جدًا"، لم أشعر بالضيق، أحب كثيرً الحس الساخر لدى المصريين وسرعة البديهة "وانها تجي عليا فأنا موافقة لأني بحبها في جميع حالتها".
- ما هي الأعمال التي حرصتي على متابعتها في رمضان؟
شاهدت 4 أعمال فقط هم أفراح القبة، جراند أوتي، ونوس، وفوق مستوى الشبهات.
- ما الجديد عن "واحة الغروب" بعد تأجيله للعام القادم؟
انتهيت من كتابة 16 حلقة، وسنبدأ التصوير في أكتوبر المقبل.
أين مريم نعوم من السينما؟
لدي 5 أفلام في مراحل مختلفة من الكتابة مع أكثر من مخرج "بس عمري ما لحقت أقعد أخلص واحد فيهم بسبب المسلسلات"، أعتقد أنني سأتوقف بعد واحة الغروب للتركيز في السينما.
فيديو قد يعجبك: