إعلان

في يوم الأسير الفلسطيني.. "جنرالات الصبر" في سجون الاحتلال

09:07 م الأحد 17 أبريل 2016

يوم الأسير الفلسطيني

كتبت- اشراق أحمد:

خلف أبواب مغلقة لا تفتح إلا بميعاد يقبعون، دخلوا شباب يافع، واشتعل الرأس شيبا، لا لشيء سوى مقاومة محتل، ارتضى أن يقبع فوق النفوس، فيما أبوا التسليم حتى وراء قبضان سجونه، فحق أن يطلق عليهم "جنرالات الصبر"، فهو الوصف الذي يعرف في فلسطين عن مَن تجاوز وجودهم في سجون الاحتلال ربع قرن.

في مثل هذا اليوم من عام 1974 أقر المجلس الوطني الفلسطيني باعتبار 17 إبريل يوما للأسير الفلسطيني، ليصبح هذا التاريخ استنفارا في كافة البقاع، لتذكير العالم بقضية أصيل في حياة الفلسطينيين، إذ يبلغ عدد مَن اعتقلتهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 وحتى إبريل 2016 نحو مليون فلسطيني حسب تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الصادر اليوم بالتزامن مع إحياء يوم الأسير في عام 2016، وهو ما يعني أن نحو ثلث الشعب الفلسطيني- 4,75 مليون- لم يسلم من سجون الاحتلال، وبينما يقبع الآن 7 آلاف أسير في قبضة السلطات الإسرائيلية، هناك 7 أسرى لم تر أعينهم نور شمس فلسطين منذ أكثر من 30 عاما، كسروا لقب "عمداء الأسرى"، الذي يطلق على مَن مضى على سجنه أكثر من 20 عاما، وهم البالغ عددهم 40 فلسطيني وفقا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين.

قبل توقيع اتفاقية أسلو 1993، تحديد في ثمانينيات القرن الماضي، في غضون اندلاع شرارة انتفاضة الحجارة عام 1986 وقع أقدم مَن يتواجدون في سجون الاحتلال في الأسر، ورغم توالي صفقات تحرير الأسرى، وأخرها عام 2013، والتي كان من المقرر بها الإفراج عن أربع دفعات من الأسرى، غير أن إسرائيل نقضت الاتفاق، ولم تفرج عن الدفعة الأخيرة في مارس 2014 وظلت أسماء 30 أسير مقيدة بقوائم سجون الاحتلال، فضلا رفضها القاطع الإفراج عن الأسرى القدامى خصيصا من أراضي 48.

آل يونس
____ ____1
يعد كريم يونس وابن عمه ماهر عبد اللطيف يونس أقدم مَن تنغلق عليهم أبواب الزنازين الإسرائيلية، وقع ابنا مدينة عارة بمنطقة أراضي 1948 المحتلة في الأسر يوم 6 يناير عام 1983، كان "كريم" في السابعة عشر من عمره، حين اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي من جامعته بن غوريون في بئر سبع، حيث كان يدرس الهندسة الميكانيكية، وذلك بعد يوم من اعتقال ابن عمه سامي يونس، ليمر 12 يوما ويعود الجنود المدججين بالسلاح لاعتقال "ماهر"، دون الإفصاح عن التهم الموجهة إليهم.

27 جلسة خلال العام الأول من اعتقال القريبين، قبل أن تصدر المحكمة الحكم بالإعدام على أبناء "آل يونس"، بتهمة قتل جندي إسرائيلي، ليستأنف على الحكم، ويصبح السجن المؤبد المفتوح، وكان القريبين بين أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم بين الدفعة الرابعة في مارس 2014، في إطار الاتفاق على تحرير الأسرى القدامى المحتجزين قبل اتفاقية أوسلو، غير أن إسرائيل تنصلت من عهدها.

يصر كريم يونس على التصدي لسلطات الاحتلال رغم 34 عاما في الأسر، فيواصل الدراسة الجامعية، إذ يدرس العلوم السياسية، واستطاع إصدار كتابين.
"حياة السجن يا أبت أشبه بالأيام الغابرة.. فهي الخيال والسكون والأحلام العابرة" ابيات من رثاء "يونس" لأبيه، الذي توفى بينما هو في السجن، فرغم ما تحاوله سلطات الاحتلال من زيادة قيود الأسرى الفلسطينيين، غير أن "يونس" لم يستسلم، حتى مع محاولة إسرائيل استخدام "كارت" الأسرى للضغط على السلطة الفلسطينية، رفض هذا وقال "مستعد أن أقضى مائة عام أخرى في السجن وأرفض أن نستخدم للضغط على القيادة الفلسطينية على حساب الحقوق الأساسية والمشروعة للشعب الفلسطيني".

ماهر يونس
____ ____2
وكذلك ماهر يونس، الاعزب الذي يقبع سجن "جلبوع" الإسرائيلي، توفى والده دون أن يراه، بعد رفض سلطات الاحتلال لطلبه برؤية والده على فراش الموت، بعد سنوات من منع الزيارة عنه، غير أنه ثاني أقدم أسير يواصل معافرته بالإضراب عن الطعام حينا، والصبر حينا آخر.

محمد الطوس
____ _____3
إلى قرية الجعبة قضاء بمنطقة الخليل ينتمي محمد أحمد عبد الحميد الطوس، من الفدائيين الفلسطينيين الذين تصدوا لقوات الاحتلال قبيل اندلاع انتفاضة الحجارة، هو الناجي الوحيد من الرصاص الإسرائيلي بالكمين المنصوب للسيارة التي كان يستقلها ورفاق أربعة أخرين بمنطقة جبل الخليل، لكنه لم يسلم، اعتقلته السلطات في ذلك اليوم 6 أكتوبر 1985، واودعته زنزانة التحقيق، بينما كان يعاني جسه جروح بالغة.

يقبع "الطوس" في سجن "ريمون" بصحراء النقب، مكث به بعد ترحال بين سجون الاحتلال لمدة ثلاثة عقود، لم ير بها ابنه "شادي" الذي انهى تعليمه الجامعي، إلا في زيارات إن سمح بها، ذاق الأسير الذي أكمل عامه الستين ويلات القبوع بزنازين الاحتلال حال جميع الأسرى، وعائلتهم، إذ قامت السلطات الإسرائيلية بهدم منزله بعد اعتقاله.

رباعي "باقة الغربية"
_____ ____ _______4
أربعة شباب لا يتجاوز أعمارهم 26 عاما، وقعوا جميعا في الأسر في شهر مارس عام 1986، ليحملوا معا لقب "جنرالات الصبر" بعد أن حكمت عليهم المحكمة الإسرائيلية بالسجن المؤيد، والتهمة الانتماء إلى منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقيام بأعمال فدائية داخل إسرائيل، إلى بلدة باقة الغربية بمناطق الـ48 ينتمي كل من إبراهيم عبد الرازق بيادسة، إبراهيم نايف أبو مخ، وابن عمه رشدي حمدان أبو مخ، ورفيقهم الأخير وليد نمر أسعد دقة، الذي لحق بهم في الأسر بعد يوم واحد من اعتقالهم في 25 مارس من العام ذاته، حال عمره الذي يصغرهم بعام واحد فقط، إذ يبلغ "دقة" من العمر 55 عاما.

30 عاما مرت على رباعي أسرى "باقة الغربية"، تنقلوا بين عدد من السجون، لم ينفكوا عن مشاركة الأسرى في كافة الفاعليات الضاغطة على الكيان الإسرائيلي لاقتناص حقوقهم، ولا يتوقفون على المقاومة، بالدراسة أو تعليم غيرهم من الأسرى، حال "بيادسة" الذي يتولى تعليم غيره من الأسرى اللغة العربية والعبرية، يواصلون إخراج ألسنتهم للاحتلال، بإصرارهم على الحياة، فيبنون البيوت بالخارج حال "نايف"، ويعقدون قرانهم وهم قابعون بالسجن كما فعل "دقة"، لا يتركون فرصة، هم ونحو 17 أسير بلغت مدة بقاءهم في سجون الاحتلال 25 عاما، إلا ويصرخون "إنا ها هنا مجاهدون".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان