إعلان

طلاب هندسة المنصورة مهددون بـ"الفصل".. والسبب "فيس بوك"

03:22 م الخميس 17 مارس 2016

هندسة المنصورة

كتبت-رنا الجميعي:

تحوّل الفيس بوك ليُصبح تُهمة عظمى في حق كل من يكتب رأيه، و"السكرين شوت" صارت الدليل القاطع على كلمة عابرة خطاها أحدهم ضيقًا أو مزاحًا، وعلى خلفية الفيسبوك تحوّل ست طلاب، هندسة المنصورة، للتحقيق معهم، وتم فصل آخر من نفس الكلية لترم دراسي كامل.

بدأت الحكاية، كما يقول محمد مسعود، أمين اللجنة الثقافية والإعلامية، منذ حولت الكلية الطالب، عبدالله عزمي، للتحقيق "دا أيام الترم الأول"، تُسائله الإدارة في التحقيق عن بوست كتبه يسب فيه كيان الكلية، غير أن "عزمي"، كما تواصلنا معه، أنكر كتابته "دا كنت مع صاحبي بنذاكر ومش مهتم و هو بيهزر معايا، لما مسكت الموبايل مسحته" كانت تلك رواية طالب الهندسة للواقعة المتهم فيها.

غير أن إدارة الكلية لم تقنع بهذا الرد، الذي قاله أثناء اجتماع غير رسمي بصحبة والده، وتواجد فيه عميد الكلية، دكتور زكي زيدان، ووكيل الكلية، دكتور هشام عرفات، ورئيسا قسمي الحاسبات والاتصالات، "لقيت العميد معاه سكرين شوت بيوريه لوالدي، ويقوله شوف ابنك بيقول ايه علينا"، يُكرر عزمي ما قاله "قولتلهم دا صاحبي هو اللي عمل كدا وهما مصدقوش"، فيما تناقش الحضور مع الطالب عما يُضايقه من الكلية،لم يرغب الوالد أن تصل الأمور إلى ما لايحمد عقباه، حاول تهدئة الأمور-حسب حديث عزمي- "والدي قالهم دي أول مرة عبدالله يحصله استدعاء، ودكتور يشتكي منه ومش عشان غلطة زي دي نضيع مستقبله"، فيما أبلغه الحاضرون أن ما فعله الطالب "دا سب وقذف ممكن يوصل لفصل سنتين".

بنهاية الاجتماع توّصل الحاضرون إلى حل ألا وهو "أنزل اعتذار على الفيس، واعتذر منشور في الكلية"، هو ما فعله عزمي-حسب كلامه- "وصورتهم وبعتهم للوكيل قالي كدا تمام الموضوع اتحل"، غير أن المشكلة لم تكن في طريقها للنهاية "بعدها بأسبوع اتحولت للتحقيق"، تلت عدة أيام أخرى ثُم تحوّل "عزمي" لمجلس تأديب، هدوء تام حتى نهاية شهر فبراير، حيث فوجأ حينها أنه فُصل لمدة ترم دراسي.

1

بجانب قضية "عزمي" تم تحويل ستة طلاب للتحقيق، رفضوا الحديث خوفًا من تصعيد الكلية، "محمد صيام"، نائب رئيس الاتحاد، حكى عن تلك الواقعة أن بعض الطلبة من دفعته "تانية مدني"، مجتمعين بأحد "جروبات" المذاكرة الخاصة بهم- والتي لا تتبع الكلية بشكل رسمي- كما يقول، "اتريقوا على بنت زميلتهم بتيجي الكلية بعجلة"، اشتكت الفتاة زملائها لدى وكيل الكلية، وتم تحويلهم للتحقيق، يرى "صيام" أنه جزء من المشكلة، فهو يدير ذلك "الجروب"، مما دعاه إلى حذف "البوست" كُليةً، غير أن الحذف لم يهون الأمر، كذلك اعتذار الشباب للفتاة حتى تتنازل عن الشكوى المُقدمة، وهو ما حدث بالفعل، ورغم سحب الشكوى قابلها رد وكيل الكلية "حتى لو انتي اتنازلتي فالكلية ليها حق"، على حد قول صيام.

مازال التحقيق الموجه لطلبة مدني موجه ضدهم، يقول المحامي "عمرو القاضي"، محامي المفوضية المصرية للحقوق والحريات بالمنصورة، إن حالات العقاب بسبب الفيسبوك زادت بالفترة الأخيرة، ولكنها في غالبية الأحوال "آراء سياسية"، غير أنها المرة الأولى التي يرى فيها مواقف بهذا الشكل، ومع ما شهده اتحاد طلاب هندسة من تعسف مجلس الكلية أعلنوا في بيان لهم "طلب حضور جلسات التحقيقات الادارية ومجالس التأديب الابتدائية، والالتزام تجاه لطلاب الصادر ضدهم عقوبة تعسفية نهائية بتحمل كافة النفقات المالية والإدارية والأتعاب اللازمة لتوفير المحامين والطعن أمام القضاء الإداري عليها بالشق العاجل لوقف تنفيذ القرار"، لذا تم توكيل محامي المفوضية المصرية بشأن "عبدالله عزمي".

2

بالنسبة لـ"عزمي" فهو يتابع دراسته حتى الآن "على أمل إن الحكم يتخفف، والفصل ميضيعش"، كذلك قدّم التماس لمكتب إدارة الجامعة، لإقامة مجلس تأديب أعلى، لكنه لم يُحدد بعد، القلق كذلك يعتري "عزمي" مع وصول المشكلة للقنوات الفضائية، لا يرغب بإضاعة فصل كامل "زمايلي قالولي نعمل اضراب عشانك"، لكنه رفض، يقول "القاضي" "المفروض إن التظلم دا بيشوفه مجلس التأديب الأعلي لرئيس الجامعة، لسة هيتحدد له جلسة خلال 15 يوم"، وفي حالة ثبوت الحكم سيلجأ محامي المفوضية إلى محكمة القضاء الإداري.

يقول "عمرو القاضي" إن اجراءات الفصل التي تبعتها الكلية "قانونية"، غير أن السبب نفسه، الذي تحول على إثره الطالب للتحقيق، غير قانوني "مفيش سبب قانوني لتأديبه"، لا يُوجد نص عقابي في بند تأديب الطلاب بقانون تنظيم الجامعات- والذي استندت إليه الكلية في فصل الطالب- تؤدي إلى الإجراء الراهن " بالإضافة إنه موجهش بالإشارة ولا بالتصريح أي اهانة للكلية تصريح أو تلميح لكلية الهندسة"، ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها كلية هندسة المنصورة موقف تعسفي كهذا، كما يؤكد صيام، حيث يروي أن أحد الطلبة أثناء اضراب بعام 2013 "تحول لتحقيق بسبب كلام على الفيس بوك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان