كيف يترجم الدماغ مشاعرنا؟
كتبت - رنا أسامة:
تتعدّد المشاعر التي تنتابنا من وقت لآخر، لتتقلّب بنا كما فصول السنة، نحترق كرمال الصيف تارة، نبتهج كأزهار الربيع، ونثور كرياح الشتاء تارّة أخرى، فنتخبّط ما بين مشاعر الجوع، العطش، القلق، الخجل، الخوف، السعادة، الحزن، الإحباط، اليأس، التعجّب، الحيرة، التيه، اللامبالاة، الغضب، الدهشة، وغيرها من المشاعر التي تقودنا إليها أحداث ومواقف مُعيّنة.
وقد نظّن أن الدماغ يتعامل مع كل شعور بشكل يختلف عن غيره، ولكن وفقًا لدراسة حديثة أجراها باحثون في علم الأعصاب بجامعة كورنيل الأمريكية، فإن الدماغ يُترجم كافة المشاعر إلى رموز كودية مُتشابهة بشكل ملحوظ.
يقول الدكتور المُشرف على الدراسة، آدم أندرسون: "وجدنا خلال الدراسة أن أنماط النشاط العصبي في القشرة الأمامية المدارية للدماغ، المسؤولة عن مُعالجة العواطف، تُترجم جميعها في شكل رموز كودية مُتشابهة"، ما يُخالف الاعتقاد السائد حول وجود مناطق مُحدّدة، مُنفصلة فبي الدماغ، خاصة بالعواطف الإيجابية والسلبية، كُلٍ على حِدة.
يشرح أندرسون تلك العملية، قائلًا: "إذا انتاب شخصان شعور الفرح جراء احتساء كأس نبيذ، على سبيل المثال، فهذا يرجع إلى أنهما يتقاسمان ذات أنماط النشاط العصبي في القشرة الأمامية المدارية للدماغ"، مُشيرًا إلى وجود أنماط مُماثلة من عمليات التنشيط في القشرة الأمامية المدارية للدماغ، ترتبط بالمشاعر الإيجابية والسلبية.
ويعتقد أندرسون أن الدماغ لديه وسيلة معيارية يستطيع أن يُميّز استنادًا إليها بين كافة المشاعر المُتفّق عليها بين الناس.
واختتم قائلًا: "أيًا ما كان شعورنا، فإن الأدمغة تستخدم رموز كودية لترجمة تلك المشاعر إلى لغة عاطفية مُتفق عليها بين مُختلف الأشخاص."
فيديو قد يعجبك: