بالصور- منّ حضروا غياب "شمس أبوسمبل" يروون ساعات الانتظار والحسرة
كتب- محمد مهدي:
أمام معبد أبوسمبل بأسوان، وقف الشاب "عمرو هشام" في طابور لا ينتهي، زحام شديد على مدّ البصر من المصريين والأجانب، حضر الجميع في وقت مبكر، قبل ساعات من شروق الشمس، لرؤية تعامدها على تمثال رمسيس الثاني، الوقت يمر ببطء، حالة من التأهب الأمني "كان فيه أمن كتير، تفتيش رهيب"، طال الانتظار حتى الساعة السابعة، قبل أن يسُمح لهم بالدخول، سعادة علت ملامح الشاب العشريني أثناء اقترابه من البوابة فرحا بحضور الحدث العظيم "أنا جاي مخصوص عشان أشوف التعامد على التمثال".
على بُعد أمتار قليلة من بوابة المعبد انتظرت "زينا مدحت" دورها للدخول، رغبتها في اللحاق بالتجربة التي لا تحدث إلا مرتين في العام الواحد، دفعتها لسؤال أحد رجال الأمن "هو التعامد بدأ ولا لسه" أجابها برد لم تتوقعه "مفيش شمس النهاردة" شعرت الفتاة الثلاثينية بالصدمة، غير أنها اعتبرت ما ذكره مجرد دعابة لا تمت للواقع بصلة.
داخل المعبد، تحرك "عمرو" مع أصدقائه للبحث عن التمثال الذي يشهد تعامد الشمس "مفيش مرشدين يشرحوا للناس حاجة" سوء تنظيم بدى واضحا رغم أهمية الحدث، عدد من الزائرين أشاروا إلى أحد التماثيل وهرعوا إليه، ظن الطالب بجامعة القاهرة أنهم وجدوا تمثال رمسيس الثاني فانطلقوا إليه "لقينا عليه إضاءة بس صناعية جاية من كشاف تحت التمثال".
نظرًا لغياب المرشدين السياحين، اقتربت "زينا" ناحية فوج سياحي إنجليزي، استمعت لشرح المرشد الخاص بهم "حاولت أفهم التعامد فين.. محدش عارف حاجة"، تجولت في أنحاء المعبد لكن دون جدوى "قالوا ادخلوا عند التمثال بس محدش يصور"، استمعت إلى إرشادات الأمن، غير أن دهشة ملأت عيناها حينما رأت التمثال مظلم "محصلش أي تعامد.. ودا كان الانبهار الصراحة لأنه شيء غير متوقع".
لم يصدق "عمرو" الأخبار المتواترة عبر المواقع الإخبارية بأن التعامد لم يحدث- رغم عدم رؤيته- بحث عن التمثال في كل الغرف بالمعبد "دورنا على التعامد في أي حتة ملقناش حاجة"، خابت آماله، شعر بالحسرة على الساعات الطويلة التي قضاها في الانتظار "مشينا واحنا مضايقين، كان فيه ناس عاملة حفلة للترفيه عن الزوار.. بس خسارة التعامد متتعوضش".
بعد أن أُصيبت بالاحباط، لم يبقَ لـ "زينا" سوى التقاط بعض الصور للمعبد واستكمال جولتها داخله "حتى الحلم دا مكملش"، طُلب من الحضور الانتهاء سريعا من الجولة لافساح المجال من أجل إدخال آخريين "لفيت المعبد في وقت قليل.. مكملتش نص ساعة زيارة واضطريت أمشي".
عندما وصل "عمرو" إلى أحد الفنادق القريبة من محطة أسوان، وجد صدى لما وقع في معبد أبوسمبل لدى أصحاب المكان والعاملين به، أخبره أحدهم أنها المرة الأولى التي تغيب فيها الشمس عن تمثال رمسيس الثاني، علق آخر "حاجة متتصدقش.. دي الشمس بتطلع بقالها قرون على التمثال"، فيما سيطر القلق عليهم خوفا من تأثر حركة السياحة بالأمر "هي مش ناقصة الصراحة.. الوضع بقاله فترة في النازل".
فيديو قد يعجبك: