تغريدات "الحب والثورة والحياة".. من فيسبوك لمعرض الكتاب
كتبت-دعاء الفولي:
جروب سري على فيسبوك، أنشاته ثلاث صديقات، هدفه تفريغ طاقة الكتابة، توثيق ما يمررن به، ومشاركة الأفكار. اعتقدن أن الموقع الافتراضي لن يساعد أكثر من ذلك، لم يعلمن أنه خلال عام سيصدر كتابهن الأول "بنات بوك"، كحصيلة أشهر التدوين على الجروب، وأن منى سليم، منة شرف الدين ورحمة ضياء ستصبحن ضيفات على معرض الكتاب لعام 2016، للتوقيع على الكتاب الموجود بدار الروافد للنشر.
أصحاب التجربة الوليدة يعملن بالصحافة، لهن كتابات ذاتية بعدة أماكن؛ نشرت "رحمة" أكثر من قصة قصيرة في جريدة الأهرام، أما "منى" فلها مقالات بمواقع على الإنترنت، وكذا الحال مع "منة".
لم تأت فكرة الكتاب إلا بعد نظرة مُعمقة على محتوى الجروب "لقينا إن عندنا إنتاج مُحترم وكان الجروب أشبه بورشة كتابة اتعلمنا فيها" على حد قول "منى".. لذا بدأت رحلة التحضير للعمل الأدبي الأول.
"بنات بوك" ليس رواية لكنه يحمل روايات، ليس قصصا قصيرة لكن خيالكم يستطيع غزل خيوط الحكايات خلف الكلمات القليلة، ليس كتابا، هو كتابة ولسنا أديبات ولا كاتبات.. نحن فقط بنات"، هكذا جاءت مقدمة "بنات بوك"، استحضرت الفتيات كلمات الكاتبة الراحلة رضوى عاشور، حين قالت: "أكتب لأني أحب الكتابة"، أما فصوله فجاءت مقسمة لثلاث عناوين: "الحب، الثورة، الحياة". نثرت فيها الصديقات أفكارهن.
"الحب" أول الفصول "لأنه بيشغل جزء كبير من حياتنا وحياة الناس" كما تقول "منى"، كذلك الثورة التي يعتبرها الجيل الحالي محور حياته، أو على حد تعبير منة "فخورة إني عايشت حدث زي الثورة وشاركت فيه وسجلنا التجربة"، أما الثالث فكان الأقرب لـ"رحمة"، سجلت فيه تأملاتها عن كل شيء؛ الموت، الحيرة، اليأس وغيرها.
"كنا عايزين الكتاب يبقى كُتلة واحدة بس في نفس الوقت تبقى كل واحدة مننا مميزة بحاجة"، ولأن كتابة الاسم بجانب كل جملة سيكون مُملا، قررن وضع رموز، لكل واحدة منهن شيء تُفضله "انا كان عندي مدونة اسمها طيارة ورق" لذلك كان رمزها بدلا من اسم "رحمة"، بينما تُحب "منة" الفراشات، تشعر أنها خفيفة وحُرة "وبتبسط الناس"، فيما اختارت "منى" رمز ورقة الشجر بسبب هوايتها في جمع الأوراق، رغم أرواحهن البادية من الكلمات، لكن ثمة سياق عام يحكم تتابع الخواطر، ففي فصل "الحب"، تتبعن مراحل العلاقة العاطفية، بداية من التعارف، السعادة، وانتهاءً بالفراق "عشان اللي بيقرأ ميحسش إنه بيشوف كلام مش مترابط حتى لو تلاتة اللي كاتبينه"، تقول "رحمة".
كانت مهمة كل واحدة فيهن البحث عن الخواطر المُعبرة عن أفكار الكتاب من الجروب، ومناقشتها مع صديقتيها، ليخرج بشكله النهائي، غير أن المشاكل قابلتهن "دور النشر في مصر بتمر بأزمة.. فضلنا حوالي ست شهور بندور على مكان ننشر فيه" على حد قول "مُنى"، وخلال البحث واجهن رفض بعض الدور نشر كُتبهن لأسباب واهية، فتضيف رحمة "فيه دار سألتنا عندكوا متابعين أد إيه على فيسبوك؟ وربطوا النشر بأننا نبقى مشهورين عشان يريحوا دماغهم".
توقف الإبداع بشكل مؤقت أحد المشاكل التي واجهتهن كذلك "بيبقى كأن الوحي اتقطع شوية" على حد تعبير "رحمة"، بالإضافة لعبء تسويق الكتاب بأنفسهن من خلال صفحة بموقع فيسبوك.
الخوف كان حليف "منة" وصديقتيها، فحتى اللحظات الأخيرة كان التعديل على المحتوى يرافقهن، لكن مع الوقت تسرب شعور الانتصار "إني أبقى كسرت حاجز الخوف من نشر كتاباتي على الملأ"، كما تحكي "رحمة"، فهي مازالت في طور استكشاف التجربة، ومدى نجاحها "ممكن بعد شهر يكون المعرض خلص هعرف إذا الكتاب عمل حاجة أو لأ"، فيما تصل بوادر النجاح لـ"منة" عبر أصدقائها حتى ممن لا يعرفونها "واحدة من قرايبي حكت إن صاحبتها نشرت قايمة مشتروات المعرض وكان ضمنها الكتاب بتاعنا وقالت عنه كلام كويس"، "منى" أيضا جاءتها إشادات من بعض الصحفيين المتمرسين والكُتاب.
مع اليوم الأخير للمعرض لازالت تجربة "بنات بوك" تحبو، حاملة معها خيارات مفتوحة أمام الصحفيات "ممكن نعمل كتاب فيه قصص قصيرة أو كل واحدة تعمل حاجة لوحدها.. لسة متحددش"، لكنهن وبكل الأحوال خرجن من التجربة بأحلام جديدة، وعايشن تفاصيل لم تكن لتحدث لولا ذلك الكتاب.
فيديو قد يعجبك: