بعد خروجه على المعاش.. مصراوي يحاور مُقدم "الكاميرا في الملعب"
حوار-محمد مهدي ومحمد زكريا:
بزي رياضي وميكروفون، يتحرك المُذيع "حازم الشناوي" على أرض الملعب وداخل غرف خلع الملابس، يقتنص كواليس المباريات، لحظات الانتصار بعد الفوز، بكاء أحدهم فور الهزيمة، تصريح مُثير من أحد النجوم في ساعة غَضب. ما أن يتحرك الرجل هنا وهناك، يعلم الجميع أنه يُنقب عن قصة ستتحول لحديث مصر في اليوم التالي، وستجعل من برنامجه "الكاميرا في الملعب" أيقونة لدى المصريين رغم مرور سنوات على توقفه.
منذ أيام قليلة، خرج المُذيع اللامع على المعاش، وكان لـ "مصراوي" حوار معه عن برنامجه الشهير، تفاصيل تروى للمرة الأولى عن "الكاميرا في الملعب"، الواقعة التي دفعته للتجربة، حكاياته الطريفة مع اللاعبين، نجوم أحب الحوار معهم، والمواقف الصعبة التي تعرض لها مع آخرين.
وخلال الحوار يُفصح "الشناوي" عن سبب توقف "الكاميرا في الملعب"، لقاءاته المثيرة مع "صالح سليم" و"مرتضى منصور" و"عصام الحضري" و"طارق يحيى"، رأيه في البرامج الرياضية الآن، مشاركته في ثورة يناير مع أولاده، وخططه للفترة القادمة.
-متى بدأت فكرة "الكاميرا في الملعب"؟
عام 1986، مع بدايات القناة الثالثة، كانت فِكرة الأستاذ "قُطب عبدالسلام"، وتولى من بعده اللاعب "مصطفى عَبده" المُهمة لنحو عامين. ثم قمت بتقديم البرنامج عام 1992 وطلبت من المسؤولين وضع اسم "قُطب" على التتر لتكريمه.
-من صاحب موسيقى التتر التي اشتهرت بين الناس؟
الموسيقار "هاني شنودة".
- هناك قصة وراء تقديمك البرنامج.. ما هي؟
في مباراة بين الأهلي والزمالك، عام 1992، اقتنص الفريق الأحمر الفوز من خصمه، الاحتفالات كانت طاغية في أرض الملعب وخارجه، قام الزميل "مصطفى عبده" بالتصوير مع اللاعبين، ثم استقل معهم حافلة "الأهلي"، وأثناء حواره مع نجوم الفريق، استوقفهم مجموعة من الجمهور في منطقة غمرة، وأطل أحدهم أمام الكاميرا حاملًا كلب صغير مرتديًا "فانلة" الزمالك. ولم ينتبه المخرج والمذيع والمونتير لذلك.
- وماذا جرى؟
وقعت أزمة كبيرة للتلفزيون حينذاك، تجمهر عدد من جماهير الزمالك أمام المبنى غاضبين مما جرى، وفي الأيام التالية قاموا بتهشيم "مراية" سيارة مصطفى عبده-زلموكة-مما دفع الأخير لطلب مُعد البرنامج "إسماعيل البقري" وهو مساعد رئيس تحرير صحيفة الأهرام للشؤون الرياضية، للتعبير عن استيائه من الأمر وتفكيره في ترك البرنامج في حالة عدم تدخل المسؤولين. حينذاك كتب الأخير مانشيت في الأهرام بأن مصطفى عبده لن يُقدم البرنامج. فقام التلفزيون بإنهاء التعاقد معه.
-ما هي كواليس صناعة البرنامج؟
قبل المباريات التي نقوم بتغطيتها، أبحث عن كافة المعلومات المتعلقة بها في الصُحف، وفي يوم المباراة يجتمع فريق العمل في مقر التلفزيون الساعة 11 صباحا عندما تبدأ المباريات في الثالثة عصرًا، أما التي تقام في الثامنة نلتقي قبلها بنحو 5 ساعات. ونبدأ في التحضير لها جيدًا.
-ما الموقف الذي لا يُنسى خلال عملك؟
مباراة بين فريقي الزمالك والأهلي، كان اللاعب "محمد عبدالجليل" قد انتقل حديثًا إلى الزمالك بعد أزمة له مع "الأهلي" رغم نجاحه الشديد معه. وفي مباراته الأولى التي تمثل أهمية خاصة بالنسبة له، فوجئ اللاعب باستبعاده من القائمة الأساسية. خرج اللاعب منفعلًا من أرض الملعب، تُستكمل المباراة بشكل عادي، اصطحبت فريق العمل إلى غرفة الملابس "حسيت إنه فيه خبط جوه وصريخ وشتيمة"، لكني قررت التسجيل معه، أدرت الكاميرا، طرقت الباب ثم دخلت الغُرفة، وقولت: "كان الله في عونه، الواحد مكانه أكيد غضبان، بس لازم نسمع عايز يقول إيه". نظر اللاعب إلى الكاميرا وصرخ قائلًا: "غلطة عُمري إني جيت الزمالك". وعندما أذيعت الحلقة انقلبت الدنيا رأسًا على عقب.
- ماذا عن لقائك بـ "صالح سليم"؟
أثناء تصوير إحدى الحلقات من مدرجات النادي الأهلي، التقيت رئيسه الأسبق صالح سليم، وعندما اقتربت الكاميرا من وجهه، قال لي "يا كابتن حازم خدني على الهواء، إما حاجات بتتمنتج فسامحني، عشان أنا أحب الناس تسمع الكلام اللي طالع من بوئي، مش الكلام اللي أنتم هتمنتجوا"، فاحترمت رغبته وصراحته وذكائه.
هل تعرضت لوقائع أخرى مشابهة؟
في إحدى مباريات القمة باستاد الكلية الحربية، توجهنا إلى غرفة ملابس النادي الأهلي، طلب منا ضياء السيد المدرب العام للأهلي الابتعاد عن اللاعبين "عشان مشتتهمش"، وقدم لي وعدًا بالسماح لي بالتصوير بعد انتهاء المباراة، غير أن هزيمة الأهلي بهدف مقابل لا شيء دفعته لمهاجمتي ومنعي من التصوير، طرقت الغرفة عدة مرات، خرج منها موجهًا كلامه لي "أيه ياعم أنت جاي تتشفى فينا، ما تبعد بعيد عننا يا أخي"، بعدها وضع صلاح حسني مدير الكرة بالأهلي يده على الكاميرا لمنع التقاط أي صورة، فقولت له حدثنا عن المباراة، فجاء رده ساخرًا "أيه اللي جرى يعني، ماتش كرة"، فقولت له "لما هو ماتش كرة ليه منعتوني أسجل".
-أطرف المواقف التي تعرضت لها بصحبة فريق العمل؟
كان موعدنا مع مباراة الأهلي والمنصورة بالدوري العام، فقررنا السفر لإعداد الحلقة من ستاد المنصورة، وعند بوابات المقصورة الرئيسية، كان يقف اللواء إبراهيم مجاهد رئيس نادي المنصورة في محاولة الدخول وسط الزحام، فطالب الأمن "أفتح يابني، أنا رئيس نادي الحِزن ده"، فأمر أحد الضباط القوات السماح له بالمرور، وأثناء دخوله تم غلق البوابة الحديدية على طرف معطفه، فوجه حديثه للأمن بلهجته المميزة "يابني الجاكتة"، وكانت الكاميرا تعمل وسط ضحكات فريق العمل، فطالبه رجل يحمل ابنه وتذكرة المباراة مخاطبة الأمن السماح له بالمرور، فرد عليه سريعًا "ياعم روح دول قفلوا على الجاكتة"، احتد الحديث بينه والمشجع الذي قال له "أنت بتشتمني يا إبراهيم"، حتى وصل الحديث حد التشابك بالأيدي، فقررت عدم إذاعة الحلقة، قبل أن نتوجه صوب القاهرة للحاق بمباراة الزمالك ودمياط في نفس التوقيت.
-أبرز اللاعبين الذي سعدت بالتعامل معهم؟
"طاهر أبو زيد" يمتلك ذكاء الحديث، و"عبد الحليم علي" يدفعك للتعاطف معه. و المُدرب طارق يحي "اللي متقدرش تمسك نفسك من الضحك وأنت بتتعامل معاه"، أتذكر له في إحدى المباريات عندما قمت بالتسجيل معه عن رأيه في تشكيل الزمالك فجاء رده :"أنا بايني مش عايش، أنا شكلي عملت حاجة كويسة أوي، ومت واتحسِبت ودخلت الجنة، ولقيت النجوم الحلوة دي بتوع زمان موجودين".
- والذين واجهت صعوبة في محاورتهم؟
"يتذكر ضاحكًا" في إحدى المرات عندما توجهت بالكاميرا لأرض الملعب، لإجراء حديث مع حسام حسن، فاجأني توأمه إبراهيم بقوله "في أيه" قولت له "والله ما داخلين خناقة".
- هناك واقعة لك مع "الحضري" في مباراة اعتزال "شوبير".. ما هي تفاصيلها؟
بعد مرور ثُلث الوقت المحدد لتبديل الحارس المُعتزل، أجريت حديث مع بديله الشاب عصام الحضري، وسألته "تقول أيه لأحمد شوبير"، ففاجأني بكلمات لا تنسى "كل الناس بتقول شوبير شوبير شوبير، هو مفيش إلا شوبير، ما في ناس زي شوبير، ما أنا أهو"، ذلك الموقف علِقّ بذهني "زي ما تكون رايح تعذي في واحد، والناس بتقوله الله يرحمه، وانت بتقول الله يخربيته"، لكن تفسيري الشخصي أن الحضري لا يجيد التعامل مع الإعلام أو استثمار الوقوف أمام الكاميرا.
-ماذا عن مقابلتك لمرتضى منصور؟
أثناء تولي مرتضى منصور رئاسة الزمالك في المرة الأولى، كنت وفريق العمل مجتمعين على أرضية ستاد القاهرة، بعد انتهاء مباراة الزمالك بالدوري، وعندما بدأت إضاءة الملعب في الخفوت، خاطبني أحد أشخاص الفريق "ألحق يا كابتن حازم مرتضى جاي وجايب معاه ورق كتير"، فطلبتهم الانتشار في لحظة واحدة كلًا في جانب "بحيث لما يجي تبقى الكاميرا مشيت". بعدها سجلت معه إحدى الحلقات في بيته، وطالبته بالهدوء "قولتله إحنا أولاد كلية واحدة، كوني بردًا وسلامًا".. (وهو يضحك)، وعندما اقتربت منه وجدته يمتاز بالقرب الإنساني، فقط يعيبه أنه "لو دخلت معاه في الزمالك لازم تبقى محسس، لأنه عند أي نقطة خلافية هيدخل معاك شمال".
-هل تعرضت للهجوم بسبب طبيعة البرنامج؟
كثيرًا ما كنت أتلقى السباب من المشجعين، عندما يراني أحدهم متحركًا أثناء المباراة "كانوا عارفين إني أكيد رايح أجيب تصريح ممكن يعمل أزمة".
- ما هي أفضل حلقاتك؟
كل مباريات "الديربي" بين الأهلي والزمالك لكونها الأعلى جماهيرية.
- هل حرصت على شيء بعينه في تلك المبارايات؟
كنت حريص على حضور عملية المونتاج قبل إذاعة الحلقة، حتى لا أتعرض لنفس ما جرى لـلكابتن مصطفى عبده "مش هأحط رقبتي في إيدين حد".
-كنت شاهدًا على واقعة "الطوبة" مع المنتخب.. ماذا حدث في أرض الملعب؟
كنت أتابع مباراة مصر وزيمبابوي من أرض الملعب بجانب الحكم الدولي الراحل سمير عثمان، الذي أوضح أن مثل تلك الأفعال تُهدد خروج مصر من التصفيات، قائلًا لي "روح ياحازم لزمايلك المخرجين قولهم بتعملوا إيه، خليهم يحطوا الكاميرات في أي حتة تانية، مصر هتتعاقب بسبب المشاهد دي"، وقد كان.
- اشتهرت بقول "أشعار" خلال الحلقات.. هل هناك تحضير مُسبق لها؟
لا أفعل ذلك، فهي وليدة الارتجال الذي أملك موهبته، ففي كل مباراة أتوجه لكلا الفريقين الفائز والخاسر برسالة قائلًا :"أفرح وأتبسط ياعم، وأزعل وأوعاك تتغم".
- ما القصة وراء الـ"ترنج" الذي ترتديه أثناء الحلقات؟
الأمر يعود إلى البدايات قبل أن يُسند لي تقديم البرنامج، وقتها كان مخرجه حسن يوسف يتمسك بلاعب سابق للكرة كوجهة لحلقاته، وفي إحدى المرات قال لي "أنت بتلبس بدلة"، فأجبته "مين قالك إني هاجي الملعب ببدلة"، فجاء رده "أنت عمرك ما هتبقى كجول أبدًا"، فقولت له "لو هسجل مع بابا الأزهر أو البابا شنودة مش هروحله لابس كجول، وبالتالي وأنا رايح الملعب مش هروح لابس بدلة"، فاتخذت قرار ارتداء "الترنج" أثناء تقديمي للحلقات.
- كيف تابعت ردود الأفعال حول "الكاميرا في الملعب" ؟
في الوقت التي تُذاع فيه حلقات البرنامج، أتجول بسياراتي بين المقاهي في شوارع عابدين وباب اللواء والسيدة زينب، كمؤشر لرصد متابعات الجماهير لبرنامجي، وعندما التقي بأحد المشجعين في الشارع، أسأله عن آراءه حول البرنامج "أقوله متقوليش اللي بيعجبك، قولي أيه الغلطات.. لو بتحبني قولي". وقبل تسجيل أي حلقة جديدة، أراجع الآراء الناقدة لتلافي الأخطاء "واحد يقولي الأسئلة طويلة، فأقوم عامل السؤال الدبوس".
- هل يوجد أرشيف للحلقات؟
كل الحلقات تتوافر داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، وللأسف أخشى عليها من الاندثار، ولا يجوز الحصول عليها إلا من خلال الشراء، ولا أملك سوى عدد قليل من الحلقات التي تخص سفري للخارج بتونس والسنغال وفرنسا على شرائط فيديو، بالإضافة إلى حلقات تتوافر على "يوتيوب" باجتهادات شخصية من أولادي.
-متى توقف برنامج الكاميرا في الملعب؟
.في العام 2014، باع اتحاد الإذاعة والتلفزيون حقوق بث مباريات الدوري العام، ومعه كواليس المباريات دون أن ينتبه لذلك، وهو ما تسبب في توقف البرنامج
-ما هي أخر مباراة حضرتها الكاميرا في الملعب؟
كانت مباراة للزمالك باستاد الدفاع الجوي، وقتها تحرك فريق العمل تجاه ملعب المباراة، فتم منعهم "قالولهم أخرجوا برة"، فأجريت اتصالًا تليفونيًا برئيس القناة، الذي طالبني بالانتظار قليلًا، قبل أن ينصحني بالمغادرة دون افتعال أي أزمة، وقدم لي وعدًا بالحصول على استثناء من شركة بريزنتشن بالسماح للبرنامج بنقل كواليس المبارايات.
-ما هو إحساسك تجاه ذلك؟
شعرت بانتهاء تاريخي بالكامل، وما زاد من حسرتي أن "اللي بيتنازل عنه مش أنا، واللي بيقصر مش أنا"، وقتها تذكرت قصة تتشابه كثيرًا مع حالتي "كأني صبي شغال في ورشة، وصاحبها قرر أنه يقفلها، وبقى عليا أن أنا أمشي"، وقتها تأكدت أن الرحيل هذه المرة دون عودة.
-تواجدت في ثورة يناير.. ما هي تفاصيل مشاركتك؟
توجدت بشكل دائم في ميدان التحرير خلال الـ18 يومًا الأولى، وفي رابع أيام التظاهر طلب مني بعض الشباب إلقاء كلمة من أعلى منصة الإذاعة الرئيسية، وبمجرد صعودي على كرسي يعلو المنصة، هتف أحد المتظاهرين بنزولي، بعدها شعرت أن "لو الناس طالتني هتموتني"، فاضطررت إلى النزول من أعلى الكرسي، وأمسكت بالميكروفون وهتفت لـ10 مرات "يسقط يسقط حسني مبارك"، وفي الـ11 صعدت على الكرسي وهتفت من جديد حتى كررها الميدان بأكمله، بعدها قولت لهم "ماسبيرو مش مقدمة الصورة الحقيقية، بس ده مش ذنبنا".
-هل كان لأولادك دور في مشاركتك بالتظاهرات؟
أولادي من دفعوني للنزول. حين رأيت في أعينهم تصميمًا على المشاركة، رغم محاولاتي إبعادهم عنها؛ خوفًا عليهم وطبقًا لطبيعة عملي. وفي النهاية قررت مرافقتهم.
-تعرضت لأي مضايقات من قِبل التلفزيون؟
في نفس اليوم حدثني أحد الأشخاص من داخل ماسبيرو، قال لي "أنت مال صوتك؟ أنت كنت في المظاهرات؟"، فأجبته بالتأكيد، فسألني مرة أخرى "أنت معانا ولا ضدنا"، فجاء ردي سريعًا "أنا مش عارف انتوا مع مين، لكن الأكيد إني قولت يسقط حسني مبارك"، فأغلق الهاتف بوجهي خوفًا من أن تكون المكالمة مُسجلة. بعدها طُلب مني تقديم برنامج مسائي، رفضت العرض و قولت لهم "اعتبروني ميت ياعيان يا مستقيل يا أنا مش موجود"، ولم أعد إلا بعد رحيل حسني مبارك.
-نعود إلى البدايات .. هل واجهت صعوبة في الانضمام للإذاعة؟
وافقت عليّ اللجنة لكن الأستاذ "صبري سلامة" قال إن حرف الراء "بعافية شوية" لذا سأكون مُحررًا لشؤون السياسة، غير أنني رفضت، وأوضحت لهم أنه لا يوجد أزمة لديّ لأنني أرغب في تقديم البرامج وليس قراءة النَشرة، وهناك أسماء عدة من المذيعين الكبار لديهم نفس اللثغة. فتم الموافقة على انضمامي للإذاعة.
- ما هي أبرز البرامج التي اشتهرت بها حينذاك؟
قدمت في إذاعة القاهرة الكبرى، برنامج "عاجل جدًا" مدته 5 دقائق صباحًا ومساءً، وحصل على جائزة أفضل برامج خدمات على مستوى الإذاعة المصرية، حيث كان معني بتلقي شكاوى المواطنين والحصول على حلول من خلال انتقالي إلى المسؤولين في الوزارات المختلفة لطرح تلك الأزمات.
وبرنامج آخر اسمه "إثبات حالة"، نصطحب فيه المسؤولين معنا إلى الشارع، ونرصد المخالفات و "نثبت الحالة قدامه ونشوف هيتصرف إزاي لحلها".
-كنت من الجيل الأول للقناة الثالثة.. كيف جاءت الخطوة؟
شاهدت إعلان عن احتياج التلفزيون لمذيعين لديهم الكفاءة من أجل قناة جديدة، وتحمست للأمر عندما وجدت إشارة لفتح المجال للكوادر الشابة. قمت بالتقديم وعمل الاختبارات اللازمة.
-متى تلقيت خبر الاختيار؟
في 28 سبتمبر 1985، قضيت الليلة السابقة في مخاض مع زوجتي التي تعاني آلام الوضع، وفي الصباح انجبت ابننا الأول "كريم"، تركتها متجهًا إلى الإذاعة للحصول على إجازة من أجل المولود، وهناك تلقيت خبر انتقالي للتلفزيون.
- بماذا شعرت في تلك اللحظة؟
فرحة شديدة، وكنت حينذاك على خلاف مع زوجتي حول اسم الطفل، لكنني شعرت لحظتها أن الله كريم منحني ما أردت، فهرعت إليها مُخبرًا إياها بموافقتي على تسميته "كريم".
-ما هو أول برامجك في القناة الثالثة؟
قضيت أولًا نحو 3 أشهر بدون إتاحة الفرصة ليّ من قِبل القناة، حيث رفض أحد المسؤولين ذلك لتصفية حسابات بينه ووالدي. وبعدها قدمت برنامج "ريبورتاج"، وحصدت الحلقة الأولى نجاح كبير وتم إعادتها 6 مرات، حيث انفردت بإجراء حلقة عن أول ولادة بالتلقيح الصناعي بعد عُقم دام 20 عاما، حاورت فيها السيدة وزوجها والطبيب، وصورنا المولود، وحصلنا على رأي الشرع من خلال وكيل كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر.
- بعد توقف "الكاميرا في الملعب".. ما البرنامج الذي قمت بتقديمه؟
بعد أن توقفنا في عام 2014، كان لابد من إطلالة جديدة فتوجهنا نحو استاد القاهرة، فهو برنامج حواري جيد، لكن أعتقد أنه لا يتناسب مع إمكانياتي "زي لما يكون عندك لاعب كويس، وحطه على دكة الاحتياط"، قبل أن أقرر الانفصال عنه أخيرًا.
-ماذا عن برنامج صباح المحروسة؟
أفضل برامج "التوك شو" الصباحي، ويُبذل فيه جهد كبير، وله طبيعة خاصة، وكنت أقدم حلقاته يومي السبت والأحد.
-هل راضي عن فترة عملك بالتلفزيون المصري؟
في الوقت الذي عرض علي تقديم برنامج الكاميرا في الملعب من قناة "آي آر تي"، مقابل آلفين ونصف جنيه للحلقة الواحدة، قررت الاستمرار بالعمل لصالح التلفزيون المصري مقابل 36 جنيهًا بصافي 24 جنيهًا بعد الاستقطاعات، لأني اعتبرت أن "ده تلفزيون بلدي، وفتحة النجومية عليا".
-منذ سنوات يغيب الجمهور عن المدرجات.. ماذا ترى في ذلك؟
الكرة للجمهور وبالجمهور، ولا يمكن أن تُدار كرة القدم في أي بلد وسط غياب عنصرها الأهم وهو الجمهور. وفي إحدى حلقات الكاميرا في الملعب طالبت بوقف الكرة في مصر، حتى نتباحث عن إمكانية تطويرها، لكن يظل المنع الجماهيري الحل الأسوأ "اللاعب في الملعب زي الفنان على المسرح، لما بيسمع تفاعل الجمهور معاه بيطلع أحسن ما عنده.. ده تابلوه فني افتقدناه في مصر".
-أي الفرق الأوروبية تشجع؟ وما هو لاعبك المفضل؟
بالإضافة لفرق لاعبينا المحترفين بالخارج حال النني ومحمد صلاح، فريقي المفضل هو ريال مدريد ومهاجمه رونالدو هو لاعبي المفضل، بجانب تعاطفي مع ليفربول الإنجليزي، واللاعب الإسباني "إنييستا" الذي صنع نجومية ميسي ولم يحظَ بالتقدير الكافي.
- هل تتابع برنامج رياضي بعينه؟
من الممكن متابعة واقعة بعينها على إحدى القنوات، لكن لا أتعامل مع الأمر طوال الوقت باهتمام، حيث يمكن استثمار الوقت ذاته فيما هو أفضل "حتى لو هشرب شاي".
- ما رأيك في أداء البرامج الرياضية الآن؟
تذكرني بـ"سينما ترسو" التي تعرض 3 أفلام طوال الوقت "يعني الماتش يخلص، تتفرج على التحليل في أي ساعة بعدها لحد الفجر تلاقي اللي بيعيدوه بيزيدوه".
- ماذا لو قدمت برنامجًا في الوقت الحالي؟
لو توافرت لي نفس الإمكانيات، سأقدم برنامج لا يتعدى مدته الساعة الواحدة "وأنهي وأنا مخلي الناس مشتاقة ليا، أحسن ما أفضل والناس تقولي أفصل زهقتنا".
-ما هي خطواتك المستقبلية؟
في مرحلة دراسة وتقييم العروض المتاحة، ولا أستبعد تقديم برنامج رياضي من غرفة المنزل، لكن كنت أتمنى أن يتدارك التلفزيون أخطائه و"يلم أولاده"، بدل من التعاقد مع لاعبين قدامى لتقديم برامجه الرياضية. أتمنى أن ينظر التلفزيون إلى مذيعيه وإعلاميه من أصحاب الكفاءة "يعز عليك إن بيتك يسيبك ويروح يجيب حد تاني".
فيديو قد يعجبك: