مصراوي يحاور صاحب صورة غلاف "فوتوشوب 2017"
حوار-أحمد الليثي ومحمد مهدي:
منذ أيام أعلنت شركة أدوبي عن اختيار عمل فني من تنفيذ الشاب المصري "عمرو الشامي" كي يصبح واجهة غلاف "أدوبي فوتوشوب 2017"، وهو بذلك أول مصري وعربي يتم استخدام أعماله كغلاف لأكبر شركة "فوتوشوب" في العالم.
مصراوي حاور "الشامي" لمعرفة تفاصيل الخطوة، والتعرف أكثر على مسيرته، ومشروعاته التي سبقت الاختيار، وطموحاته للفترة القادمة.
- بداية.. كيف تم اختيار عملك من قِبل "أدوبي"؟
شركة "أدوبي" تقوم بجمع أهم الأعمال الفنية خلال العام، لعرضها على برامجها، وهذا العام اخُتير مشروعي "السقوط" من ضمن الأعمال الأفضل، وتلقيت عروضا عدة من شركات مختلفة للاستحواز عليه، لكن "أدوبي" صاحبة العرض الأفضل في الحصول على حقوق النشر كاملة.
-متى علمت بالخبر؟ وماذا شعرت لحظتها؟
خمنّ أحد الأصدقاء في رمضان الفائت، أنه سيتم اختيار أحد أعمالي كـواجهة لأحد برامج "فوتوشوب"لم أُصدق، لكنني تلقيت بعدها بأشهر قليلة اتصال من شركة "أدوبي" للاستحواز على مشروع "السقوط"، مر كل شيء سريعًا، ولم أشعر أنه حقيقة إلا عند الإعلان عنه رسميًا.
-كيف رأيت رد فعل الجمهور على هذه الخطوة؟
تعجبت لأن أعمالي لم تحظَ بالاهتمام الكافي في مصر أو الوطن العربي من قَبل، لكنني شعرت بأن ليّ "أهل وضهر"، أسعدني كثيرًا بأن أناس لا أعرفهم فخورين بالأمر وبي.
-ذكرت أن الخطوة كانت مفاجأة.. لكن هل حلمت بها يوما ما؟
كان لدي يقين بأن الله سيمنحني "حاجة كبيرة"، لذلك أحمده على هذه الكرم، ليس فقط النجاح، لكنه حُب الناس الذي شعرت به الأيام الماضية.
-متى نظرت "أدوبي" لأعمالك باهتمام، وتواصلت معك؟
في أواخر 2013 بعد إطلاق مشروعي "thefamily"
- تجربة "the family" فارقة في مسيرتك.. هل توقعت نجاح المشروع؟
أبدًا، الأمر أشبه بالحلم، قمت برفع هذا المشروع على أحد المواقع الشهيرة، خلدت إلى النوم، وفي الصباح الباكر "لقيت الدنيا مقلوبة عليا"، تلقيت مئات من رسائل الإعجاب على "الإيميل"، فضلا عن طلبات لعرض أعمالي في معارض عدة بالخارج.
-وهل تلقيت أي تعليقات من الجمهور في مصر؟
هنا لم يكن أحد يُبدِي اهتمام بما أنشره من أعمالي على صفحتي الشخصية بـ "فيسبوك"، التفاعل صِفر، ومن يُعلق يعتبرها سيئة، لذلك لم أعد أنصت لأرائهم أو انتظرها، كنت أعمل على ما أحبه فقط.
-دعنا نعود إلى البداية، هل دراستك لها علاقة بمجال عملك؟
درست "سياحة وفنادق"، لكنني لم أرغب في العمل بالمجال نفسه، كان لديّ اهتمام بالغ بالرسم وصناعة فيديوهات قصيرة برفقة أشقائي "حاجات دمها خفيفة"، فضلا عن محاولتي تعلم فن المونتاج وكل ما يتعلق بصناعة الأفلام، لكن دخول الإنترنت مصر غيرّ كل شيء.
-إذًا متى كانت خطواتك الأولى في عالم "فوتوشوب"؟
قبل الكمبيوتر، كان هناك أجهزة يمكن توصيلها بالتلفزيون ورسم أعمال بسيطة من خلالها، وعندما حصلت على حاسوب جربت برامج عدة من بينها "فوتوشوب"، لم أكن أعلم عنه الكثير، لكني شاهدت أحدهم يستخدمه في استديو تصوير لتغير لون الصورة "عرفت إنه برنامج ممكن تعمل عليه شغل مختلف وفيه إبداع".
-كيف تعلمت؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك حينذاك؟
لا أتذكر وجود أماكن لتعليم "فوتوشوب" في مصر وقتها، ولم يكن هناك إنترنت للحصول على معلومات أو إرشادات، لذلك لم أعتمد على أحد، حاولت مرارا مع نفسي "كنت بضغط على كل حاجة وأجرب مرة واتنين" حتى تمكنت من معرفة أشياء كثيرة عنه.
-"الأشباح" تبدو "تيمة" أساسية في معظم أعمالك.. ما السبب؟
"العفاريت" كان تأتي في أحلامي، حاولت كثيرًا تنفيذها في أعمالي لكنني فشلت، المرة الأولى التي خرجت بشكل جيد في 2014، هنا في مصر قالوا عنها "وحشة" لكنها وجدت صدى كبير في العالم الغربي خاصة أمريكا وفرنسا والصين.
- تم اختيارك ضمن أهم 16 فنان في مجال الفن الرقمي... كيف جاءت الخطوة؟
بعد اتصالات مستمرة مع "أدوبي"، تلقيت طلب منهم بالاشتراك في مشروع يضم أهم 16 فنان رقمي على مستوى العالم "كانوا معجبي بشغلي والأفكار والطريق" وأسلوبي في استخدام برامج الشركة بطريقة مختلفة عن الشائع.
- وما هي تفاصيل المشروع؟
هي حملة في أمريكا ضد العنف بين الأطفال في المدارس، لكنها مدفوعة بالكامل من "أدوبي"، طُلب من كل فنان اختيار مكان في "لوجو" الحملة، لعمل قطع فنية داخل المربع الخاص به، وبعد انتهاء الجميع، ظهر شعار الحملة مُزين بـ 16 قطعة فنية. ثم تركوا المساحة للطلبة بتنفيذ أعمال فنية لمشاركة تجاربهم في الحملة.
- من أين تحصل على أفكارك؟
الخيال في المرتبة الأولى، لديّ خيال "واسع جدًا"، وأحلامي أيضًا غريبة تشبه أفلام الخيال العلمي والرعب في بعض الأوقات. الأفكار تأتي "زي البرق والرعد" دون أي مقدمات.
-كيف تعمل على تطوير موهبتك وأدواتك؟
"دايمًا بعمل حاجة جديدة"، أحب التصوير، صناعة فيديوهات قصيرة "بشتغل صلصال أو أعمال ورقية"، هذا يدعمني كثيرًا لأنه يصحبني إلى أُفق مختلفة. فضلا عن استخدام ألوان ونوعيات جديدة في عملي مثل "الجواش، الزيت" فالأمر لا يتعلق برمته بـ "الديجتال أرت والفوتشوب".
-هل تهتم بمتابعة أعمال فنانين أجانب أو مصريين؟
صراحة مشاهدتي للأجيال الجديدة قليلة، لا أتابع الكثير، يمكن أن تجذبني ألوان أو طريقة معينة لأحد الأشخاص، لكني أنظر بعين الاهتمام لأعمال فنية قديمة وفنانين تركوا ميراث كبير مثل "فان جوخ"، هو أكثر شخص أشعر أنه بامكانيات قليلة "قد يعمل حاجة محدش غيره يقدر يعملها".
- ما سر رفضك لاستخدام أعمالك في "غلاف" ألبومات فرق غنائية عالمية؟
لأني لا أحب أن تتحول أعمالي "اللي تعبت فيها جدًا" لمجرد "غلاف" لمجموعة من الأغاني. أريدها أن ترتبط باسمي فقط وليس بأسماء الفرق الغنائية.
-اختيارك كمصري لعمل غلاف "فوتشوب 2017" له تأثير إيجابي عن البلاد؟
اختياري يؤكد أن لدينا قدرة على المنافسة، ليس فقط في المجال الفني، وأتمنى أن تكون تجربتي دافع لشباب كثير للبدء في إنتاج أعمال جيدة "لو بتشتغل على نفسك أكيد هتوصل وترفع رأس بلدك بره".
دائمًا أقول عن نفسي "اسمي عمرو الشامي فنان مصري من بلد الأهرامات"، فأشعر وقتها بالفخر وبالقوة.
-ما طموحاتك في الفترة القادمة؟
خطتي الآن تدور في فلك صناعة الأفلام، لديّ رغبة في صناعة أفلام تشبه "ديزني"، كل أعمالي مجرد قصص سأقوم بتحويلها في وقت لاحق لأجزاء في أفلام سينمائية، خاصة التي تتحدث عن "العفاريت"، لكنها تحتاج لتوافر امكانيات أكبر وجهد واسع للخروج بمستوى ينافس أكبر الاستديوهات العالمية.
فيديو قد يعجبك: