"بدر والسقا".. من نقابة الصحفيين وإليها يعودان
كتبت-شروق غنيم:
وسط جموع الصحفيين بالجمعية العمومية، اليوم الأربعاء؛ كانت عدسات الكاميرات تُحاوط الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا. الثنائي الذي انتفضت نقابة الصحفيين بسبب إلقاء القبض عليهما من داخلها، في مايو الماضي، ونتيجة الانتفاضة عُقدت جمعية طارئة طالبت بالإفراج عنهما إلى جانب توصيات أخرى.
اعتبر الثنائي نقابة الصحفيين "ملاذًا"، فحينما شعرا بخطر مداهمة القوات الأمنية لمنزليهما، كان أول قرار هو الاعتصام بالنقابة للاحتماء بها. واليوم وبعد مرور ستة أشهر؛ قررا الحضور للوقوف إلى جانب النقابة في أزمتها.
أمام ألواح خشبية تحمل مُلصقات تُدين الاعتداء على حرية الصحافة، وقف الصحفي عمرو بدر، رئيس تحرير بوابة يناير، مُنتظرًا بدء الجمعية العمومية، التي يرى أن عقدها لا يقتصر على استنكار "الأحكام الصادمة" بحق يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، وعضوي مجلس النقابة. بل تمتد إلى أبعد من ذلك. إذ يجب مناقشة القوانين التي تنظم عمل الصحافة –وفق رأيه.
ويُعدد بدر القضايا التي ينبغي مناقشتها بدءًا من أزمة أجور الصحفيين، علاقات العمل، حريات الصحافة، وصولًا إلى خارطة مستقبل للمهنة. ويرى أن طرح "هموم" الصحفيين على طاولة الجمعية سبب أصيل من عقد هذه الجمعية.
لاتزال أصداء أزمة القبض على بدر والسقا حاضرة بالنقابة مستمرة، على الرغم من إخلاء سبيلهما. إذ قضت محكمة القصر العيني بالحبس لمدة عامين لكل من نقيب الصحفيين وعضوي المجلس بسبب "إيواء مطلوبين أمنيًا". وهو ما يرفضه السقا، وكان سببًا لحضوره اليوم "أول مرة تحصل في تاريخ النقابة".
في الأول من مايو لم يتردد السقا لحظة في اللجوء لنقابة الصحفيين وقت أن "اقتحمت قوات الأمن بيتي وبهدلته"، لكن في اليوم التالي ألقت قوات الأمن عليه ورفيقه بدر "بسبب ترويج شائعات أن جزيرتي تيران وصنافير مصرية" –يقول السقا. فيما بعد أٌخلى سبيلهما بكفالة قدرها 5 آلاف جنيهًا.
واليوم رغم أن السقا ليس مُعتمدًا بالنقابة، إلا أن إيمانه بأنها "بيت الحقوق والحريات العامة" دفعه أن يكون حاضرًا داخل مبناها الكائن بوسط القاهرة، ويرى الشاب المُخلى سبيله حديثًا، أن أي صحفي سواء يحمل كارنيه النقابة أم لا، يتوجَّب عليه الدفاع عنها دون هوادة، والوقوف بجانبها في وقت الأزمات "وأدفع روحي تمن لمواقفها".
ويعتبر الصحفي العشريني انعقاد الجمعية العمومية اليوم دليلًا على أن "لسة في صحفيين صوتهم حر ومحدش قادر يركّعهم". فيما يرى أن القضية تتخطى فقط نيل الدولة من نقابة الصحفيين، بل القضاء على أي كيان نقابي في مصر، بحسب قوله.
وانخفضت نسبة المُشاركين بالجمعية العمومية اليوم، مُقارنًة بسابقتها. ويعتقد "بدر" أن مناقشة المشاكل الحقيقية التي تواجه الصحفيين من شأنه أن يُزيد عدد الصحفيين بالمرات المُقبلة. فيما يقول السقا "الدايرة ضيقة وهتطول الكل" مناشدًا جميع الصحفيين بمساندة النقابة في أزمتها.
فيديو قد يعجبك: