إعلان

بالصور- رغم القصف.. أطفال سوريا يلعبون في ملاهي تحت الأرض

03:16 م الأربعاء 12 أكتوبر 2016

ملاهي تحت الأرض

كتبت-رنا الجميعي:

كيف يُمكن لصغار أن يلعبوا وسط دمار وهلاك؟ بحسب قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية، فإن أعداد الأطفال الشهداء وصلت، حتى إبريل من هذا العام، إلى ما يزيد عن 17 ألف، يموت بعضهم وهم متمسكون بألعاب يلهون بها علّها تُبعدهم عن شبح الموت المخيم، فيرحلون وتبقى الدُمى مغرقة بدماهم، بالرغم من كل ذلك، فإن أطفال سوريا بقيت فطرتهم على حالها، يُحاولون اللهو كأي طفل بالعالم، ففي أحلامهم يمارسون اللعب بمدينة ملاهي تخلو سماؤها من أصوات القنابل والصواريخ، غير أنهم بدوما، بالغوطة الشرقية، أنشئوا ملاهي تحت الأرض بأقبية المدينة، يُقاومون من خلالها دويّ الحرب الدائرة.

لأن الحياة تستمر مهما كانت مظاهر الحرب بسوريا، فإن المجلس المحلي بدوما تفتق بذهن أصحابه إنشاء مدينة ملاهي بأقبية المدينة، يقول "نذير فليطاني"، المسئول الإعلامي للمجلس، "بأيام العيد بيتعمد النظام إنه يقصف تجمعات الأطفال بالشوارع"، لذا حرصًا على سلامتهم قاموا بتأسيس ملاهي تحت الأرض، "كانت الحاجة ضرورية لنعمل ملاهي ضمن أقبية كونه ما راح حدا يقدر يمنع الأطفال من اللعب"، وبالفعل تم إنشاء الملاهي منذ عيد الفطر الماضي، بمساعدة عدة مؤسسات مدينة نفذت الفكرة.

1

الأقبية هي لمباني سكنية وتم اختيار المساحات الكبيرة نوعًا ما، وقاموا بتوسعتها لتُناسب الملاهي، كما يذكر نذير،"وتم تنزيل عدة ألعاب بها وتجهيزها"، على الجُدران رسمت شخصيات كارتونية كميكي ماوس، ووُضعت عدة ألعاب ك"الأراجيح، الزحاليط وألعاب الكومبيوتر".

3

افتتحت صالات الملاهي بعيدي الفطر والأضحى بتذكرة ثمنها 25 ليرة للعموم، صارت تمتلأ بضحكات الأطفال ولهوهن، رغم القصف الذي يعبر سماء المدينة، أصبحت ميكروفانات الملاهي تُذيع أغاني الأطفال "شخبط شخابيط وأغاني متل هيك"، يقول "حسان تقي الدين"، عضو فريق ملهم التطوعي، وبدأت المؤسسات المدنية تتناوب على تنظيم الفاعليات داخل الملاهي "بتستأجر المدينة منظمات مسؤولة عن أيتام، وأخرى مسؤولة عن أطفال مصابين جراء الحرب"، يذكر نذير، من بينها فريق "ملهم"، الذي نظم فاعلية بالعيد للأطفال اليتامى المكفولين لديهم، كما توجد ملاهي أخرى بمدينة عربين، نظم فيها الفريق فاعلية أخرى للأطفال من مناطق المرج وريف دوما.

2

أقبل الأطفال على الملاهي كما يقول نذير، ورغم أن إحدى صالات اللعب تعرضت لمُشكلة بالتهوية، إلا أن ذلك لم يُقلل من أعداد الأطفال، يصف المسؤول الإعلامي المشهد "لما بيصير كتير فيه أطفال تحت الأرض الجو بيكون كتير حر لدرجة إن تيابهم بتصير ميّ من شدة الحركة والضغط"، ويُرجع ذلك نذير إن الأطفال محرومون من الأجواء المتعلقة بالعيد لأربع سنوات "وبسبب هادا الإقبال الشديد ما كنا بحاجة لدعاية ترويجية عن مكانه، والأوقات ياللي بيفتح فيها".

لم تقتصر صالات الملاهي على وجود الألعاب فحسب، بل ازداد عليها وجود أنشطة حسب المنظمة التي تقيمها، كذلك مسابقات ترفيهية وهدايا ومُثلجات، وبالفاعلية التي نظمها فريق "ملهم"، كان دور الفتيات الأعضاء هو مرافقة الأطفال أثناء اللعب لتنظيمهم، بعض الأطفال كانوا مُصابين، ولم يمنعهم ذلك من اللعب "طبيعي كنت أشوف طفل فاقد أحد أطرافه وبيلعب، أو إنو طفل يلعب نطيطة برجل واحدة"، يحكي حسان، من بين الصغار كانت سارة، فتاة لم يتعد عمرها السبع أعوام، فهي مازالت بمرحلة تبديل الأسنان، يعلو وجهها ابتسامة، تلهو وتلعب رغم القصف الذي أفقدها أكثر من شخص بعائلتها، الملاهي كانت وسيلة للتخفيف عن مشقة اضطر لحملها صغار، وبعد أن خلت الأعياد من مظاهر الفرحة لعدة سنين، صار الأطفال ينتظرونها ليعودوا إلى ربيع عمرهم "بعد العيد قاللي طفل إنو عم ينتظر العيد القادم حتى نقدر نجيبه على مدينة الملاهي ويلعب".

4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان