بالفيديو- شباب العرب يقودون طائرة العلوم

كتبت-دعاء الفولي:

كاميرا رقمية، مُتحدث جيد لديه معلومات، وقناة على يوتيوب؛ ثلاث أشياء تبدو معروفة للشباب، غير أن من يستخدمونها لإثراء المحتوى العلمي قليلون، منهم قناة "قُمرة العلوم" التي يقوم عليها طُلاب جامعيون بدولة قطر، يسعون لتوصيل المعلومات بأساليب بسيطة وغير مُخلة بالضوابط العلمية.

سبتمبر 2014 كان موعد الشباب مع انطلاق القناة، بالإضافة للجانب التعليمي الذي يقدمونه "نحاول تصحيح بعض المفاهيم العلمية الخاطئة المنتشرة في مجتمعاتنا بكثرة للأسف" على حد قول عبد الرحمن العاصي، أحد أعضاء فريق القناة، كما يعتمد الطلاب على المنشورات التوضيحية على صفحة القناة بموقع فيسبوك أيضًا.

"سر جاذبية الأرض"، "كيف يعمل التطعيم"، "ما هو الشفق الطبي"، وحلقات أخرى كثيرة لموضوعات متباينة، كذلك يحاول القائمون على القناة تغطية التفاصيل المرحة التي شغلت رواد مواقع التواصل، ولها مرجعية علمية، مثل الفستان الذي حيّر العالم بلونيه الأزرق والأبيض، فعلى حد قول العاصي "ننظر للموضوع من وجهة نظر المتلقي ونقدم الأمر بشكل ملائم في مدة لا تتجاوز دقائق معدودة"

أربعة فقط ظهروا في حلقات "قُمرة العلوم" إلى الآن، أما فريق عمل القناة فهم طلاب بجامعة قطر من جنسيات مختلفة "لدينا مصريين وفلسطينيين وعراقيين؛ فالجنسية لا تعتبر معيارا للإبداع أو اختيار الشخص المنضم للفريق"، فالهدف نشر العلم في المجتمع العربي ككل.

مع بداية تنفيذ الفكرة واجه الشباب عدة مشكلات؛ أولها وجود أشخاص يؤمنون بأهمية العلم، ثم توفر أماكن مُجهزة لتصوير المحتوى "قمنا بتصوير بعض الحلقات التجريبية ولم ترَ النور"، فقد كان التصوير بأماكن تفتقر إلى المعدات اللازمة للحصول على منتج قوي "ولكن تمكنا أخيرًا من إنجاز الحلقات بالتعاون مع استوديو (حزاوي) المحلي"، ومع توفر الأستديو يقوم أعضاء الفريق بأنفسهم بالإعداد والتصوير والمونتاج، كما يضيف العاصي.

التعليقات الإيجابية كانت من نصيب أعضاء "قُمرة العلوم"، لكن ذلك لا يمنع بعض النقد "وصلت تعليقات عن استعمال اللهجات العامية أثناء عرض الحلقات، ولهذا نحاول التقليل من استخدام العبارات العامية التي قد لا تفهم من كثيرين، بالتوازي مع عفوية الطرح"، بالإضافة للمطالب المتعلقة بالمحتوى "فمثلا هناك رغبات لعرض مواضيع عن طريقة عمل شبكات الهاتف الجوال، أو أخرى متعلقة بالسعرات الحرارية".

اتساع شريحة المتابعين هو هدف شباب "قُمرة العلوم" في المستقبل، فلا يتعلق الأمر بانتشار قناتهم، قدر ما يتعلق بحث الآخرين على التفكير، والبحث عن طرق متفاوتة لهضم المادة العلمية واستيعابها، بعيدًا عن رتابة بعض الغُرف الدراسية بالجامعات والمدارس.