إعلان

حكومة تروح والتانية تيجي.. و"الصحفيين هما اللي بيعانوا"

06:42 م السبت 12 سبتمبر 2015

المهندس إبراهيم محلب

كتبت - دعاء الفولي:

عقب ثورة يناير 2011، صارت استقالة أو إقالة الحكومة أو عدد من الوزراء أمرٌ طبيعي، يحدث بشكل متوقع أحيانا، أو مفاجئ حتى لمن شملهم التغيير، وبين لحظة وأخرى يُصبح الضغط أكبر على الصحفيين، إذ يُطالبون بإحضار معلومة موثقة عن الحدث، في مناخ لا يُتيح حرية تداول المعلومات بشكل كبير، ما يجعلهم تحت رحمة الوقت والدقة والمهنية مع كل تغيير وزاري جديد.

في يونيو 2012، أصبحت آية أمان، الصحفية بجريدة الشروق، مسئولة عن مجلس الوزراء، ما جعلها تعايش عدة حكومات، بداية من هشام قنديل، مرورا بحازم الببلاوي، وحتى حكومة المهندس إبراهيم محلب "أول حاجة بنعاني منها بالإضافة للترقب هو تضارب كلام المصادر"، إذ يتعين عليها أن تعتمد على مصادر عديدة بعضها خارج المجلس لتستطيع أن تطمئن لصحة المعلومة.

"المصدر الأهم في مجلس الوزراء هو رئيس الوزراء نفسه ودة في أغلب الأحيان بيبقى صعب إنه يتكلم"، قالت أمان، مضيفة أنه حتى إذ أعطى تصريحات فقد ينفي معلومة لدى الصحفي "يعني محلب كان بينفي فكرة استقالته لحد اللحظة الأخيرة"، غير أن هناك مؤشرات قد تستخدمها أمان أحيانا لمعرفة مصير الوزراء "زي الرقابة الإدارية لو عرفنا إن فيه تقرير عن الوزير الفولاني والتقرير مش مبشر فممكن نتكهن بالوضع".

تعدد المهام المطلوبة، هو أكبر ضغط يلاقيه، أحمد غنيم، مسئول مجلس الوزراء بجريدة الوطن "مفروض إني أجيب تصريح من رئيس الوزراء المستقيل وأعرف أسامي الوزراء الجداد واللي مكملين من الوزارة القديمة"، ما يجعله وزملاء المهنة في حالة قلق دائم، لا سيما وأن المفاجأة تحكم المشهد، فحين استقال الببلاوي من منصبه في فبراير 2014، لم يستغرق الاجتماع سوى ثلاث دقائق "اتطلبنا عشان اجتماع عاجل وطلع الببلاوي قال للوزراء إنه وضع استقالته عند الرئيس"، يذكر غنيم ذلك الموقف، كما عايشته أمان، التي أضافت "كان مفاجئ لدرجة إن بعض الوزراء جريوا على مكاتبهم عشان يعملوا قرارات بأثر رجعي".

داخل مجلس الوزراء عادة يكون الاعتماد على بعض الموظفين، الذين لا يستطيعون إعطاء معلومات دقيقة دائما بسبب حساسية منصبهم "يعني المصدر ممكن أسأله هو الوزير الفلاني جاي، فيقولي معرفش ومفروض انا أفهم من نبرة صوته هو يقصد إيه"، على حد قول غنيم، فيما تتحكم تجاربه السابقة مع المصدر بمدى مصداقية معلومته وشجاعة الصحفي في نشرها، وكذلك يأتي الضغط من التعامل مع قرارات اللحظة الأخيرة، إذ يروي غنيم، أن محلب أجرى تعديلا وزاريا شمل 8 وزراء، وقد أخبر رئيس الوزراء المستقيل الصحفيين، أن وزير الأثار ضمن الذين سيرحلون عن الحكومة "ووقت حلف اليمين اتفاجئنا بيه موجود ومفيش وزير آثار جديد بيحلف.. فاتقالنا إن وزير الآثار باقي في مكانه وإن القرار اتاخد في آخر وقت".

أثناء التغييرات الوزارية لا يوجد مصدر بعينه داخل مجلس الوزراء يمكن الاعتماد عليه، على حد قول أمان "يعني المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء بيبقى شغله معلق لأن المجلس مش منعقد ومبيقدرش يُدلي بتصريحات". داخل غرفة لانتظار الصحفيين بمجلس الوزراء تنتظر أمان مع زملاءها "من بلكونة الأوضة دي بنراقب اللي داخل وخارج من باب الوزراة وممكن نقدر نعرف مين الوزراء أو حتى رئيس الوزراء الجديد"، فعلى مستوى البروتوكول يتعين على رئيس الوزراء الجديد أن يقابل نظيره المستقيل كي يتحدثا عن وضع الحكومة وخططها في الفترة القادمة، ورغم أن المتابعة من غرفة الانتظار أمر يبدو بسيطا إلا أنه يساعدهم بشكل كبير "لدرجة إن الناس في مجلس الوزراء كانوا بيقفلوا لنا البلكونة عشان منشوفش حد وبنروح نفتحها تاني".

بأكثر من طريقة يحاول الصحفيون الوصول إلى المعلومة، يتجاوزون المنافسة أحيانا ويتعاونوا كي يصلوا لمبتغاهم، تذكر أمان وقوفها مع زملاءها انتظارا لخروج الببلاوي من مجلس الوزراء كي يطلعهم على تعديلات في بعض الوزارات، غير أن رفض التصريح "فواحد من زملاءنا شاف ملف كان ماسكه الببلاوي ومكتوب عليه التعديل الوزاري الأخير وأسماء الوزراء"، فحاول نقل الأسماء، قبل أن يأخذ أحد حرس رئيس الوزراء الورقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان