إعلان

ولاد البلد في حادث مركب "الوراق": الضحايا مش قرايبنا بس الدم يخصنا كلنا

07:02 م الجمعة 24 يوليه 2015

احد اهالى منطقة الوراق مع محرر مصراوى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي ومحمد الصاوي:

مع ازدحام كورنيش الوراق بأهالي الضحايا، وسيارات الإسعاف ورجال الحماية المدنية، والهرج الذي ما ينفك أن يهدأ حتى يشتعل مرة أخرى، بين تداخل الأصوات المستغيثة والغاضبة، كان أيمن عوض ونبيل رزق يتحركان بهدوء وترقب، ليس لهما أقارب في المياه، غير أنهما منذ أن سمعا بالحادث قررا المكوث في المكان ليساعدا الأهالي، حتى يظن الناظر من بعيد أنهما فقدا عزيزا عليهما.

"اخطفي رجلك يا ست لحد مستشفى إمبابة وهتلاقي بنتك هناك"، قال عوض لسيدة مسنة، مؤكدا لها أن أوصاف ابنتها مطابقة لما قاله رجال الإسعاف "انا من سكان المنطقة ولما عرفت جيت علطول"، عقب الحادث بحوالي نصف الساعة حضر الرجل الثلاثيني للمكان، ليصبح من الشهود العيان على الأحداث.

لم تسعفه قدرته على النزول للنهر، غير أنه كان يساعد رجال الإسعاف في نقل الجثث من المركب إلى البر، أو يرشد الأهالي إلى ذويهم، المآسي التي رآها ابن المنطقة لم تكن قليلة "احنا طلعنا جثة بنت اسمها مريم عندها خمس سنين وجثة رضيع وفيه واحدة كانوا بيصوتوا عليها فرحها الأسبوع الجاي.. حاجة تحزن القلب".

تلك الحوادث لا تتكرر عادة بالمنطقة "ممكن ولد صغير يغرق لكن مش بالحجم دة" على حد قول عوض، الذي أضاف أن أكثر ما يُزعج الناس حاليا هو إيجاد جثث الأبناء، أما المصيبة فقد مست الجميع حتى صاحب المركب الذي غرق "ابنه عنده ستاشر سنة مطلعينه ميت".

من العاشرة مساءً يوم الحادث وحتى الرابعة فجر يوم الجمعة، مكث عوض مع الآخرين "احنا مطلعين حاجة وتلاتين جثة وجه الضباط سألوا الناس فعرفوا إن لسة فيه سبعة من عيلة واحدة في المياه"، الاستياء صاحب الرجل الثلاثيني كما حدث مع باقي الأسر "امبارح طلعنا نقطع الطريق عشان ييجوا الحكومة يشوفوا الناس وفي الآخر ضربوا نار عشان يفرقونا".

رغم محاولة عوض المساعدة، إلا أنه يشعر بالعجز "انا أكتر حاجة أقدر عليها أقعد جنبهم وخلاص ولا أشيل حد، لو كان اللي ماتوا ناس مهمة كانت الدولة لحقتهم"، عاد لمنزله في الصباح الباكر وأخذ قيلولة لساعات قبل أن يعود مرة أخرى للكورنيش ظهرا، مع نية البقاء بجانب الأهالي تحسبا لأي مساعدة محتملة.

على مدخل العبارة التي تنقل المواطنين إلى جزيرة الوراق، وقف نبيل رزق، في حالة من الإرهاق والوجوم، يترقب أهالي الضحايا ليهرع اليهم في حال طلب مساعدة، إذ قال "انا هنا من اول امبارح عشان ناس من المنطقة ماتت في الحادثة.. لما جيت عرفت إن صاحبي مات بعد ما نزل يجيب مراته وعياله من المياه.. انقذ مراته وغرق مع عياله بعد ما رفض يخرج الا لما يجيبهم.. نزلت مع مراته المياه عشان ادور عليه لكن مفيش فايدة.. بس لقينا جثة طفل من عيالها".

اقترب "لنش" يتبع الإسعاف فظن رزق أنه يحمل جثة "طلعوا بنت عندها 3 سنين.. أهلها اتعرفوا عليها من اللبس.. عشان الجثث كلها ملامحها راحت بعد ما المياه بوشت جسمهم"، كما أنه التقط على هاتفه المحمول بعض الصور للضحايا، ثم أخذ يتنقل بين الأهالي ليريهم إياها "بقيت أشوف لو اتعرفوا على حد من الصور"، ارتكن الرجل الثلاثيني إلى حائط، فيما يلهو صغار بالقرب من المياه، قبل أن يصرخ فيهم كي يبتعدوا عن النهر كيلا يغرق آخرون "احنا هنا بنساعد بعض من غير ما نعرف الأسامي ولا العائلات، اللي ماتوا مش قرايبنا بس الدم يخص المنطقة كلها، كفاية إن فيه شوارع مات فيها أكتر من حد".

DSC08254DSC08255

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان