لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جيمس هورنر.. رحيل موسيقي أبهر العالم

01:19 م الجمعة 26 يونيو 2015

جيمس هورنر

كتبت- رنا الجميعي:

في القاعة الملكية التي تحمل اسم ''ألبرت'' بلندن، لعبت أوركسترا فيلهارمومنيك السيمفونية الموسيقى التي تم تأليفها منذ ثمانية عشر عامًا، أبدعها شخص يُسمى ''جيمس هورنر''، لم يقم ''هورنر'' ذلك اليوم من شهر إبريل الماضي بقيادة الفرقة الموسيقية، لكنه كان ضمن المُشاهدين يسمع موسيقاه التي لحنها، تلك الموسيقى جعلته يُحرز جائزتين أوسكار في آن واحد، تتدفق إليه بنعومة الألحان الخالدة في أذهان الناس باسم ''تيتانيك''، في الفيلم الجميل الذي يحمل نفس الاسم، أثناء تلك اللحظة الاحتفائية لهورنر وموسيقاه، لم يكن يعلم بعد الجمهور المُنصت أنه سيتوفى بعد أشهر قليلة في حادث أليم.

1

تعلم ''هورنر'' الموسيقى صغيرًا، كان البيانو هو الآلة التي كبر معها، دراساته الموسيقية بدأت من لندن ثم أمريكا، بدأ في عشرينياته بتأليف موسيقى لأفلام المعهد السنيمائي الأمريكي، عدد من الأفلام السنيمائية بعدها اشترك فيها كان منهم ''السيدة التي ترتدي الأحمر''.

البداية الحقيقية لـ''هورنر'' كانت مع المخرج الأمريكي ''جيمس كاميرون''، ترافقا الاثنان عبر العديد من الأفلام الناجحة سويًا، لكنها كانت بداية متعثرة، لم يتوافقا معًا مع أول فيلم لهما ''إليانز''،كشخصين مازالا يتعرفا على طباع بعضهما، تلك اللحظات المُنفرة بينهما كانت أوقات للضحك بعد ذلك، تحدّث عنها ''كاميرون''و''هورنر'' في عدد من الوسائل الإعلامية.

ولكن بَدا أن ''كاميرون'' مازال يتشبث بموسيقى ''هورنر''، لذا طلبه بعدها بما يزيد عن العقد في فيلمه ''تيتانيك''،السفينة التي تعني الضخامة، كان الفيلم مثلها بعظمته، حيث مازالت تُعتبر من أفضل القصص الرومانسية.

2

''لقد لعبها مرة وكنت أبكي''.. قالها ''كاميرون'' قاصدًا موسيقى فيلم تيتانيك التي لعبها ''هورنر'' حينما عرضها للمخرج أول مرة، الألحان التي يصفها ''كاميرون'' أنها حلوة مرة، فكانت كذلك، لم يكن متأكدًا وقتها المخرج الأمريكي من نجاح الفيلم، لكنه كان موقنًا أن تلك الموسيقى ستحوز إعجاب الجمهور.

رفض'' كاميرون'' أثناء الفيلم عمل أغنية مصاحبة له، لكن ''هورنر''لزم الأمر، التقى بسيلين ديون سرًا، وقامت بغناء الأغنية، بدون أية محاولات أخرى، كانت المرة الأولى التي غنتها ''ديون'' هي التي ذيعت بالفيلم، انتظر ''هورنر'' أربعة أسابيع ليصبح ''كاميرون'' بمزاج جيد حتى يعرض عليه الأغنية.

الأغنية التي سمعها آلاف، وحاز بسببها ''هورن'' على الأوسكار الثانية، لم يسمعها هو سوى بضعة مرات، قالها ضاحكًا لأحد المذيعين، ثُم أكمل عمله.

بملامح دافئة وصوت ناعم يليق بموسيقيّ كان''هورنر''، الذي استمر بتأليف الموسيقى، كانت مسيرته برفقة ''كاميرون'' ملحوظة، كان آخرها فيلم ''أفاتار''، لكنه ألف العديد من المقطوعات لأفلام برفقة مُخرجين آخرين كان كـالـ''حرباء'' كما قال عن نفسه، لم يكن أسير نوع واحد من الموسيقى، لكنه ألف للحرية كما في ''بريف هارت''، والعالم الجديد الذي يحوي إنسان آلي كما في ''بايسينتنيال مان''، والأكشن في ''كاراتيه كيد''، وسيرة حياة عالم رياضي في ''بيوتيفول مايند''.

3

كان ''هورنر'' يسجل بموسيقاه مشاعر البشر، هذا ما كان يفعله وما يقوله أيضًا، يجلب ''قلب الفيلم'' ويؤلفه، يبدأ من اللا شئ ''وظيفتي هي أن أجعل كل لفتة بالفيلم يحسها الجمهور؛ حينما نفقد شخصية، عند لحظة انتصاره، أو اختفائه، في كل تلك الأوقات تستمر الموسيقى بالانسياب، تعزف ما يحس به القلب، هذا هو دوري الأساسي''.

4

لم يسأم ''هورنر'' من الحديث عن تيتانيك، رغم مسيرته الطويلة منذ السبعنيات وحتى الآن، ظل الفيلم علامة في سجله الموسيقي، حينما سُأل عن أبدية ''تيتانيك'' قال لأنها قصة عن ''روميو وجولييت السفينة الغارقة''، ''تيتانيك مباشر'' هو اسم العرض الذي أقيم بلندن، ضمن جولة لعرض الفيلم بمصاحبة الأوركسترا، تلك الجولة التي لم ينتهِ جدولها بعد، ستدور ألحانه بأوروبا بعد رحيله، ستظل الآلات تلعب موسيقاه وصاحبها غاب جسده، بينما سترافق روحه نعومة الألحان، لتذكر العالم به.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان