فؤاد المهندس.. ''قلبه الغاوي قارة واحدة''
كتبت-رنا الجميعي:
كانت هي المرأة الوحيدة التي ملأت له حياته، بشقيها العام والخاص، هي بطلته على الدوام، والسيدة التي يرى وجهها كل صباح، يناديها بـ''شوشو''، فترد عليه ''يا أستاذ''، بالنسبة له كانت المرأة الكاملة التي أحبها وأخلص لها قلبه ''الغاوي قارة واحدة''.
رأى الأستاذ شويكار لأول مرة أثناء عملهما معًا بمسرحية ''أنا وهو وهي''، تتفاجأ هي بالجدية التي يتسم بها وتقول له ''أنت كنت أحسن حاجة في الفيلم''، منوهة عن فيلم ''الشموع السوداء''، ليشوب وجهه حمرة الخجل، ذلك الفنان الملئ بالخفة ويُقلب المسرح ضحكًا.
المسرح الذي أخذ من عمره، وأعطاه من الحيوية والنجومية ما أراد، حوّله إلى ساحته الصغيرة التي طلب فيها يد ''شويكار'' للزواج غير آبه بالعيون الكثيرة المبحلقة فيهما قائلًا لها ''وبعدين يا شوشو مش هنتجوز بقى''، لترد عليه ببساطة وبصوتها المُنغّم ''وماله''، ورغم معارضة أهلها، تزوجت الدلوعة من ''شنبو'' عام 1963، كانت الأفلام جزءًا أصيلًا من حياتهم، أثناء عملهما بفيلم ''هارب من الزواج''، كان زواجهما وهروبها بعيدًا عن أهلها، بعد فترة سامحها الأهل ''حتى أنهم حبوا فؤاد أكتر مني''، كما قالت بإحدى المداخلات التليفونية.
كانت الأسرة والزوج هما أولويات سيدته الجميلة، لم ترغب شويكار في إنجاب أطفال، اكتفيت بطفلتها ''منة'' وأبناء شريك حياتها ''محمد، وأحمد''، مطلقين عليها حتى الآن ''طنط شوشو''، ومتذكرين لطبخها الجميل، بالتوازي مع متطلبات البيت كانت تنطلق مسيرتها الفنية جنبًا لجنب زوجها الغيور عليها.
فؤاد المهندس وشويكار في لقاء نادر
فؤاد المهندس وشويكار فى لقاء نادر جدا - برنامج سينما القاهرة
الصرامة والإخلاص كانا من سمات الأستاذ، يُقدس الحياة الزوجية، يغير على زوجته كأي محب، هي الجميلة الشابة المحبة للحياة، وسيدة البيت أيضًا، كان يناقضها بصفاته الجادة التي تعاكسها، ظلت الحياة تمد بينهما حينًا ويصيبها الجزر حينًا آخر، حتى كان الانفصال.
بعد عشرين عام قضتها شويكار زوجة ورفيقة مشوار لفؤاد المهندس، لم يحب غيرها حتى بأفلامه، كانت هي الزوجة في ''اعترافات زوج''، والحبيبة في ''انت اللي قتلت بابايا''، و''الأصل'' في ''مطاردة غرامية''، ينفصلا في الثمانينات دون سبب مُعلن، غير أن غيرة الزوج كانت الظن الأغلب من الجميع، رغم الانفصال في الحياة الزوجية، ومحاولة المهندس البحث عن فنانة أخرى تحل محل سيدته الجميلة، إلا أنه لم يوفق.
رغم عدم ظهورها كبطلة جواره بعدها، غير أنها ظلت تشاركه عملًا أو آخر والفارق بينهما يمكن أن يصل أعوام، لكن المكانة التي احتلتها شويكار لم تستطع أخرى أن تأخذ محلها، فهي الحبيبة التي يشتاق إليها ''أخطر رجل في العالم''، وكان صوتها المشهور ببحته هو صلة الوصل بينه وبينها عبر أثير الهاتف.
ظلت السيرة الحسنة بينهما، لم يذكر أحدهما الثاني بسوء قط، رغم الانفصال كانت هي الرفيقة والصديقة، ولم تفشي أسرارهما، المحبة لأولاده على الدوام، ظنّا الاثنين أن لن يأتي أسوأ من الابتعاد عن بعضهما، إلا أن الأسوأ قدم عام 2004 بوفاة الأستاذ، فكرهت شهر سبتمبر الذي خطف فيه الموت حبيبها وأمها، ظل قلبها نابض بحبها، كما استمر لسانها الحلو في ذكر محاسن الأستاذ، تتبسّم حينما يمر بخيالها، قائلة ''تعيشوا وتفتكروا''.
تابع باقي موضوعات الملف:
"عمو فؤاد".. 7 حالات لـ"ملك الانبساط" (ملف خاص)
فؤاد المهندس.. الله الوطن المسرح (بروفايل)
فؤاد المهندس.. سفاح الكوميديا "بروفايل"
''فؤاد المهندس'' حكيمًا.. فتش عن التربية و''الريحاني''
الغناء في مدرسة "فؤاد المهندس".. شيء لا يصدقه عقل
ما بين فؤاد المهندس والحزن "كلمتين وبس"
فؤاد المهندس.. للإبداع أكثر من إطار
فيديو قد يعجبك: