إعلان

أسرار صعود المذيعين وهبوطهم في مصر

07:13 م الجمعة 01 مايو 2015

أسرار صعود المذيعين وهبوطهم في مصر

(دويتشه فيله)

نجوم كثيرون في محطات التلفزة والإذاعات المصرية أفل نجمهم مع أفول نجم الرئيس الأسبق حسني مبارك وإعلامه الموجه. بدلاً منهم صعدت وجوه جديدة تحظى اليوم بشعبية كبيرة، مثل باسم يوسف، الذي تخطت شهرته حدود بلاده.

أحدثت ثورة 25 يناير هزة كبيرة، حيث تراجعت شعبية بعض الإعلاميين المحسوبين على نظام مبارك بعد تأرجح مواقف بعضهم وعدم الثبات على موقف معين تجاه عدد من القضايا، فيما برز نجوم جدد تميزوا بمساحة حرية أوسع، مثل ريم ماجد وباسم يوسف، الذي بدأ من خلال برنامج على موقع يوتيوب، ووصل به إلى العالمية.

وفي العامين الأخيرين، أدى انكماش مجال الحريات في مصر إلى تراجع بعض الإعلاميين، الذين كانوا يتمتعون بمصداقية وشهرة مرتفعة، عن تقديم برامجهم مثل يسري فودة وريم ماجد وباسم يوسف، الذي أعلن في 2 يونيو الماضي عن توقف برنامجه الساخر الأشهر، بعد تعرضه لضغوط، معرباً عن خوفه على سلامته الشخصية وعائلته ومن حوله، ومفضلا توقف البرنامج على التقليل من سقف حريته. في حين بدأت مبادرات شبابية لتكرار برامج ساخرة مثل برنامج باسم يوسف عبر موقع يوتيوب.

0,,17578668_401,00

كما برز في الفترة الأخيرة، تحول بعض مقدمي البرامج السياسية الأشهر في مصر إلى تقديم برامج اجتماعية أو فنية أو ثقافية، في ظل تراجع نسبة المشاهدين.

ومن مقدمي برامج "التوك شو" المحترفين في مصر، الذين توقفوا عن الظهور مؤخراً منى سلمان، التي كانت تقدم برنامجاَ يومياً تحت مسمى "مصر في يوم" بقناة دريم الفضائية لمدة عام ونصف العام. وقبل ذلك كانت قد عملت في قناة الجزيرة الفضائية لنحو 7 سنوات، لكنها توقفت عن الظهور منذ نهاية شهر مارس الماضي، نظراً لظروف اقتصادية تمر بها القناة، حسب سلمان.

الشعبية لا تعني الجماهيرية

ترى سلمان في حديثها لـ DW عربية أن "شعبية المذيع" ليست بالضرورة تعني الجماهيرية، موضحة أن "هناك من الإعلاميين من يركز على قضايا تسعى لمخاطبة غرائز الناس، لأنه يسعى لأن يشاهده عدد كبير حتى يكون حاضراً في استطلاعات الرأي والإعلانات، لكن هذا لا يعكس احترام الناس لهذا الإعلامي".

وحول أسباب توقف بعض البرامج السياسية تقول "الإعلام عادة ما يتعرض لفترات مد وجزر ونحن في فترة جزر نفتقد فيها للأصوات المحترمة"، مشددة على أن تراجع البرامج السياسية هو نتيجة غياب الإعلام الحكومي وسيطرة المعلن، الذي لا يعترف إلا بأرقام الإعلانات.

في هذه النقطة يقول الدكتور أحمد كمال أستاذ الإعلام بجامعة حلوان لـ DW عربية، إن هناك عدداً من المذيعين والمذيعات اتخذ في الآونة الأخيرة الإثارة طريقاً للصعود والانتشار، فأصبح التنافس قائماً على مدى القدرة على الإثارة وما يدفع الناس لطلب المزيد بغض النظر عن فائدة ما يقدم أو تأثيره على قيم المجتمع وسلوكياته، وبالتالي سرعان ما يصعد نجمهم. والعكس صحيح، فالأفول يحدث سريعا".

وينتقد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة في حديثه لـ DW عربية اتخاذ بعض المذيعين برامجهم التي يقدمونها كمنبر للخطابة يتحدثون بالساعات، ويستخدمون انفعالات زائدة عن الحد. ظناً منهم أنهم أصحاب شعبية لدى الجماهير.

0,,18367621_401,00

وهناك دينا عبد الرحمن مقدمة البرامج، التي تم إيقاف برنامجها "السابعة" في قناة سي بي سي في أبريل 2014، وعزا بعض النشطاء ذلك لانتقادها تعامل وزارة الداخلية مع المحتجزين في أقسام الشرطة، في حين ذكرت القناة أن برنامجها لم يحقق حجم الإعلانات المطلوبة، ودشن حينها النشطاء هاشتاج على تويتر "شكراً دينا عبد الرحمن".

وترى دينا، في حديثها لـ DW عربية أن الإعلاميين يحتاجون لعودة المهنية، وهذا سيحدث عندما يشعر القائمون على الصناعة بأن المهنة في خطر بسبب تراجع نسبة المشاهدة فيبدأون في معالجة الأمر.

وتضيف أن الفرصة الوحيدة التي من الممكن أن تكون قاطرة من جديد، أن يكون هناك قدرة عند الناس على صنع تجربة مختلفة عن الكره والتعصب والسباب والجهل المقدم حالياً، الذي يحاول أن يستقطب الإعلانات، مشيرة إلى أن الفكرة المختلفة إذا تمت بشكل ناجح، فإن المشاهدين سيقبلون عليها.

تجربة مهنية جديدة

وينتظر جمهور كبير التجربة الجديدة للإعلامية ريم ماجد بعد غياب دام نحو عام و10 أشهر، في برنامجها "جمع مؤنث سالم"، الذي سيقدم قضايا اجتماعية مهمة من خلال نماذج مختلفة من المرأة المصرية، وسيفتح الباب أمام الناس في التعبير عن أنفسهم وطرح قضاياهم.

واهتمت معظم الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية في مصر بخبر عودة ريم ماجد للشاشة عبر قناتي دويتشه فيله وأون تي في. ووصف موقع "مصراوي" بدء بث البرنامج بأنه "عودة الجدعة"، وهو وصف مصري يطلق على الشجعان، حيث عزا ذلك إلى أن ريم ماجد دائماً ما تنادي بالحرية للمعتقلين، وأنها "صوت الثورة".

فيما رحب النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعودة ريم ماجد، مطالبينها باستمرار تبنيها للقضايا الجريئة ومحاولة توسعة هامش الحرية، في حين لم تخل التغريدات على موقع تويتر من الجدل والتساؤلات حول سبب عودتها في هذا التوقيت.

وكتب محمد فوزي عبر صفحتيه على تويتر وفيسبوك "هنرجع نتفرج على أون تي في علشان خاطر عيون ريم ماجد، عقبال ما يرجع الأستاذ يسري فودة، وباسم يوسف"، مضيفاً هاشتاج بعنوان "ريم ماجد تمثلني". أما عبد الرحمن، فكتب في تغريدة على صفحته على تويتر "بعد بكرا ريم ماجد هترجع للشاشات تاني .. وهو أمر لو تعلمون عظيم".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: