إعلان

"حمزة".. حكاية مصري فرّ من اليمن بلا "خارجية"

06:08 م السبت 25 أبريل 2015

حكاية مصري فرّ من اليمن

كتبت - يسرا سلامة:

بين طرق متعرجة، وليال يملأها الخوف، كان "حمزة أحمد"، 59 عاما، يقطع الطريق من مدينة صنعاء العاصمة اليمنية إلى الحدود السعودية مع البلد التي تشهد عاصفة الحزم، والتي تتحالف فيها عدد من الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية لشن هجمات على الحوثيين في اليمن، 48 ساعة قضاها "حمزة" كانت الاصعب في حياته، حتى وصل إلى بلدته الإسكندرية.

يعتاد "حمزة" بموجب عمله في أحد الشركات الهندسية الذهاب إلى اليمن بشكل دوري، كان تلك المرة في زيارة قبل عاصفة الحزم، وكان من المفترض أن يرحل بعد يومين من بدء العاصفة، انقلب الوضع بداخل البلد، وأغلق المجال الجوي أمام الركاب، فترات قصيرة كان يقطعها الرجل من مقر سكنه بصنعاء إلى عمله، قلت جدا حتى بدء العاصفة.

"طائرات من كل البلدان إلا مصر".. يقول "حمزة" أن أزمة ترحيل المصريين بدأت منذ اللحظة الأولى، ليتوافد عدد من الطائرات حتى عقب فتح المجال الجوي اليمني، لكن لا توجد طائرات مصرية تساعد فب نقل المصريين هناك أثناء وبعد اشتعال الوضع، ليقول المغترب المصري أن الشعار التي رفعته الخارجية المصرية "تعالوا بري"، في إشارة لسلوك المغتربين الى الطرق البرية من اليمن الى الحدود السعودية ومنها إلى مصر.

يتذكر "حمزة" ساعات قضاها بعد سماع دوي العاصفة مساء، حتى عرف حقيقة الأمر صباح اليوم التالي، بعد أن اعتاد سكان العاصمة اليمنية سمع دوي كل فترة دون معرفة حقيقتها صباح اليوم التالي، وأضاف "حمزة" أن محاولاته وغيره من المصريين من أجل الهروب من الوضع المتأزم هناك لم تتوقف، حتى محاولات تأجير طائرة ودفع مبلغ 136 ألف دولار لطائرة خاصة لم يتحقق.

لم يكن أمام "حمزة" إلا العودة بريا، قائلا "كان صعب جدا خصوصا في ظل انتشار الحوثيين على الطرق الجبلية الوعرة"، قلق بجانب الخوف كان مسافرا مع "حمزة" وعدد من المصريين في أتوبيس تحرك من صنعاء، معه أطفال ونساء، قائلا "كان ممكن الحوثيون يأسروا الرجال ويتركوا النساء فقط وهو ما حدث في أتوبيسات سابقة".

مسافة 14 ساعة من صنعاء إلى الحدود اليمنية، جزء منه في الظلام، طريق سلكه "حمزة"، الشهادة أكثر ما كان يتمتم به الرجل طوال الطريق، بحثا عن أمان وسط طريق مملوء بالجبال، إرهاق لم يترك الرجل حتى أن وصل إلى الحدود السعودية، يقول أن معاملة طيبة بادرها المواطنون اليمنيون طوال بقاءه في البلدة، وتأييد بدا منهم للضربة المشاركة فيها مصر، لكنهم يحملون هما لما بعد العاصفة، خاصة في ظل أوضاع اقتصادية مزرية لهم.

طائرات من الاردن وباكستان والهند وغيرهم، حاول "حمزة" وغيره من المصريين أن يهربوا على متنها ومنها إلى مصر، لم تفلح المحاولات، قائلا "حتى كان فيه طائرة هندية بها 10 مقاعد فارغة، كان الاولوية للشخصيات العليا المصرية"، يقول المسافر أن المصريين في اليمن يختلفون عن ليبيا فهم ليسوا من العمال، لكن أغلبهم من الاطباء والمهندسين أو الدبلوماسيين.

أكثر من أربعين مصري كان "حمزة" بينهم، في رحلة من أجل انتظار التفويج إلى مصر، لم يكن أمامهم سوى الطريق البري، وقال "حمزة" ان الجميع لم يتوقف عن الاتصال بلجنة خلية الأزمة، والتي لم تترك إلا تعليقا واحدا وهو أن الوزارة لا تملك إلا أن توجه المصريين بالعودة بريا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان